التعري أمر قبيح ومذموم وغير لائق فكيف حين تتعرى المواقف وتنكشف الشخصيات على حقيقتها ؟! إن الصدمات والمصائب رغم قسوتها إلا أنها توصلك إلى النضج وهي مرحلة التجلي حيث تبدأ ترى الأمور كما هي بلا قشور ودون تزييف ومن غير تأثير. فثمة دروس نحتت من رصيد مشاعر وجدانك وأحاسيس جسدك فأنت في عبورك موجة الأعاصير تختنق الأنفاس ويملأ الهواء جوفك وتضربك الرياح يمنة ويسرة ويختل توازنك بين صعود وهبوط، فلا تجزع ولا تظن أن الموجة ستعبر أجوائك لتتركك في مساحة الراحة!!! فالرؤية اتضحت وتعرت أمامك الأمور وهذه الحياة موج فوق موج، لن تكون سهلة ولكنها ستجعلك أقوى. إن حكمة الله في كشف الحقيقة لك رحمة لك، وأهم درس لك في الأيام الصعبة التي ستنتهي، فعلاما الوقوف على أطلالها والبكاء عليها!! لأننا إن سقطنا في فخ اللوم والندم سنجعل من أنفسنا ساحة محكمة تضج بالنزاعات ونستدعي الشهود ونشيد بالحجج ونطالب بالقصاص ونفتح باب المحاسبة وننزع فتيل الانتقام ونشعل فينا فتنا من الألغام وهذا التعذيب النفسي والإنهاك الفكري لن يجني سوى الآلام والأمراض بل وتجعلنا عرضة ينهشك اللئام !!! إن النجاة تكمن في الاستسلام لأقدار الله والنظر في عواقب الأمور والإيمان بحكمة الله، والسلامة تكمن في عدم تخطي الحواجز الشائكة للآخرين والغوص في نواياهم واقتناص نقصهم وخوض شوائبهم، وترك أحداث الحياة تعبر وأنت في سلام من أذى اللوم وفي مأمن من سياط الندم وجلد الذات، وروحك تعلو وقلبك يسمو وعيشك يصفو. فصن روضة قلبك ودع عنك وحل قلوبهم.