يثبت السعوديون يوماً بعد يوم أن الوطن خط أحمر لا يمكن التطاول عليه أو المزايدة بعاداته وثقافته وتقاليده، حيث عكس التفاعل الشعبي الكبير من السعوديين كافة عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع ظهور زعيم القاعدة أيمن الظواهري مؤخراً عبر تسجيل تم بثه مؤخراً بالتزامن مع ذكرى أحداث 11 سبتمبر، حيث اختار الظواهري المصري الجنسية هذه المرة أن يتخلى عن زي القاعدة ليرتدي الثوب والشماغ السعودي وكأنه أراد ومن يقف خلفه من المنظمات والدول الراعية للإرهاب وعلى رأسها إيران أن يرسل رسائل مسمومة في محاولة بائسة وخبيثة لربط الإرهاب بالشعب السعودي لينبري له أبناء الوطن والذين أثبتوا قوة إدراكهم ووعيهم بكواليس المؤامرات الخبيثة وما يُحاك ضد المملكة في محاولة للنيل منها القاعدي أيمن الظواهري بدأ في ظهوره وكأنه يقوم بدور وظيفي يخدم أجندة من جندوه ومن يؤونه كان هدفه الأكبر المحاولة الخبيثة للربط بين التنظيم والمملكة من خلال ظهوره بالزي السعودي. ربما غاب عن الظواهري ومن يقف خلفه أن المملكة كانت ولا زالت في مقدمة الدول التي حاربت الإرهاب بكافة أشكاله ومدت يدها مع كافة دول العالم لاستئصال الإرهاب من جذوره، وذلك بعد أن عانت كثيراً من استهداف الإرهابيين للمملكة عبر العشرات من الحوادث الإرهابية كان من أهمها حادثة الحرم المكي والتي بدأت أحداثها فجر يوم 1 محرم 1400 الموافق 20 نوفمبر 1979، حين استولى أكثر من 200 مسلح على الحرم المكي، مدعين ظهور المهدي المنتظر، وذلك إبان عهد الملك خالد بن عبد العزيز - رحمه الله -، والتي هزت العملية العالم الإسلامي برمته. كما أن المملكة كانت أول من نادى بإنشاء المركز الدولي لمكافحة الإرهاب، كما قدمت 100 مليون دولار دعما للمركز عند إنشائه. وخلال السنوات الممتدة من عام 1991 م ولأكثر من ثلاثة عقود واجهت المملكة العديد من العمليات الإرهابية سنستعرض بعضاً منها للتأكيد على أن المملكة لم تكن بمنأى عن استهداف الإرهابيين لها بل ربما كانت من أكثر دول العالم التي تعرضت لاستهداف الإرهابيين. مركز دولي لمحاربة الإرهاب استضافت المملكة العربية السعودية في فبراير 2005 المؤتمر الدولي الأول لمكافحة الإرهاب في الرياض، حيث دعا فيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، المجتمع الدولي إلى إنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب وتأسس مركز الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب في سبتمبر 2011 لتعزيز التعاون الدولي في مجال مكافحة الإرهاب ودعم الدول الأعضاء في تنفيذ الاستراتيجية العالمية لمكافحة الإرهاب من خلال مساهمة طوعية من حكومة المملكة العربية السعودية، وتبرعت المملكة العربية السعودية في أغسطس 2014 بمبلغ 100 مليون دولار أميركي للجنة مكافحة الإرهاب. تلك الجهود الكبيرة التي بذلتها المملكة في الداخل والخارج أكدت أن على محاربة المملكة حكومة وشعباً الإرهاب ورفضه بكافة أشكاله وكل متابع ومنصف يعلم حق اليقين أن المملكة باتت أكثر دول العالم نبذًا للإرهاب وهو ما يتجلى في السياسة العامة لحكومة المملكة التي تمد يد العون والمساعدة لكافة دول العالم وترفض كل عمل من شأنه الإخلال بأمن الدول وسلامة الإنسانية. ولم يكن تفاعل الشعب السعودي وانبراؤه في كشف المحاولة البائسة لزعيم القاعدة الظواهري إلا تأكيدًا على رفض السعوديين للإرهاب، وهو ما يؤكد وعي الشعب السعودي ويقظته وتلاحمه مع قيادته ولسان حالهم يقول فليخسأ الظواهري ولا مكان للإرهاب بيننا.