تلتهمُ حرائق ضخمة منذ ثلاثة أيام مساحات واسعة من أحراج سورية ولبنان، وقد اقتربت في بعض المناطق من منازل المواطنين من دون أن تتمكن فرق الإطفاء من إخمادها حتى الآن، وقد امتدت على مئات الهكتارات في أرياف محافظات اللاذقية وطرطوس في الغرب وحمص في الوسط. وأوضح وزير الزراعة السوري محمد قطنا أن 45 حريقاً في اللاذقية و33 في طرطوس وأخرى في حمص. ورجح أن تكون هذه المرة الأولى التي تشهد فيها سورية هذا العدد من الحرائق في يوم واحد. وقال فوج إطفاء اللاذقية: "نحن أمام أكبر سلسلة حرائق شهدتها محافظة اللاذقية على مر السنين". وأعلنت وزارة الصحة السورية عن 70 حالة اختناق راجعت مشافي محافظة اللاذقية، بعدما كانت أفادت الجمعة عن حالتي وفاة. وأشارت الوزارة إلى أنه تم إخلاء إحدى مستشفيات بلدة القرداحة من المرضى بعد وصول النيران إلى محيطها. ودفعت الحرائق أيضاً بعائلات عدة للنزوح بعد اقتراب النيران من منازلها، وفق ما قال رئيس منظومة الإسعاف السريع في المحافظة لؤي سعيد لإذاعة محلية. واعتبر وزير الزراعة أن درجات الحرارة والرياح ساهمت باشتعال الحرائق من دون أن يحدد أسباب اندلاعها. وفي لبنان المجاور، اندلع منذ الخميس أكثر من مئة حريق في أحراج عدة في جنوب وشمال وشرق البلاد ومنطقة الشوف الجبلية، وفق ما أفاد مدير العمليات في الدفاع المدني جورج أبو موسى. وقال أبو موسى: "استنفدنا 80 % من قوتنا، وقد استخدمنا تقريباً كافة مراكزنا في لبنان، الوضع جنوني، الحرائق في كل مكان". وأوضح أنه تم إخماد الجزء الأكبر من الحرائق، مشيراً إلى أن بضعة حرائق ضخمة ما زالت مندلعة في منطقتي الشوف وعكار يصعب الوصول إليها وتشارك الطوافات العسكرية في إخمادها. وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام أن طوافات الجيش تعمل على إخماد الحرائق في عدة قرى من منطقة المتن الأعلى.