الحمد لله حمداً طيباً مباركاً فيه أن منّ على حجاج بيته بإتمام حجهم على الوجه الأكمل رغم جائحة كورونا التي غيرت وجه العالم الذي نعرف، فلولا عون المولى - عز وجل - وتوفيقه، ثم الجهود الجبارة والإمكانات الضخمة التي قدمتها دولتنا الرشيدة لما كان لموسم الحج أن يتم في ظل هذه الظروف الاستثنائية غير المسبوقة، فالحج نسك يجتمع فيه الناس، ويؤدون مناسكهم في ذات الزمان والمكان، وتحركاتهم جماعية كما يقتضي النسك، وتواجدهم في ذات المكان أمر لا بد منه، وهو أمر ليس بالسهل أبداً في ظل الظروف غير العادية. موسم حج استثنائي بكل المقاييس لم يسبق له مثيل، وهو أمر غاية في الصعوبة أن يقام الموسم في ظل هذه الظروف، والحمد لله أن قيض لخدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة هذه الدولة المباركة التي قامت وتقوم على خدمتها خير قيام، فهي قد سخرت إمكاناتها وجهودها كافة لخدمتها والقيام على شؤونها خير قيام بشهادة القاصي والداني، ولم تألُ جهداً إلا وبذلته لخدمة الحجاج والمعتمرين والزائرين من شتى بقاع الأرض، ورغم استثنائية هذا الموسم فقد كانت أيضا الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن استثنائية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فالكل شاهد الخدمات التي تم تقديمها على أكمل وجه من قبل كافة القطاعات التي أنيط بها شرف خدمة الحجيج، والنظام الذي استحدث بهذا الموسم في ظل جائحة كورونا، فسلامة ضيوف الرحمن كانت الأولوية، ولله الحمد والمنة أن كان موسم الحج خالياً من أية أمراض معدية بما فيها كورونا المستجد، لقد كان حجاً متكاملاً من جميع النواحي الصحية والأمنية والخدمية، وهذا أمر نحمد الله عليه كثيراً، ونحمد الله أن وهبنا شرف خدمة الحرمين الشريفين، وهو شرف لا يضاهيه شرف ولله الحمد والفضل والمنة.