قراءة في تاريخ الهلال «زعيم قارة آسيا العالمي» خلال أكثر من نصف قرن

صحت الرياض عاصمة الوطن الكبير في يوم من الأيام بحدث يوصف على أنه تاريخي وهو مولد ابن الوطن الكبير الزعيم العالمي الهلال، وكان حي الظهيرة القديم هو المحظوظ الأكبر إذ احتضن النادي الرياضي الكبير الذي جاء بعد أن ابتعد باني الرياضة في المنطقة الوسطى وشيخ الرياضيين عبدالرحمن بن سعيد -رحمه الله- عن نادي الشباب لاختلافه مع بعض منتسبيه، على الرغم من أن الشيخ قضى في الشباب عشر سنوات وكان خلف تأسيسه ولكنه تركه وما أن علم الملك سعود -رحمه الله- عن طريق ابنه الأمير خالد بن سعود أحد عشاق الأزرق وأبرز أعضاء شرفه الذي كانت تربطه علاقة وطيدة مع ابن سعيد أن ابا مساعد ترك الشباب حتى التقاه في قصره وسأله عن سبب تركه للشباب وبين له ذلك.
وجه الملك سعود مباشرةً الشيخ بن سعيد أن يؤسس ناديا جديدا وطلب أن تؤمن للفريق الجديد سيارة وتلبي احتياجاتهم وجاءت فكرة تأسيس النادي «بأمر ملكي» وحظي الفريق الجديد بدعم معنوي ومادي من الملك سعود فأتت فكرة التأسيس بعد 14 شهراً من خروج ابن سعيد من الشباب وتحققت رغبة ابن سعيد بدعم الملك سعود ونجله الأمير خالد بن سعود وسمي النادي في البدايه باسم «الأولمبي» في تاريخ 21 /3 /1377ه - 16 /10 /1957م ليكون ذلك التاريخ إعلان مولد زعيم القارة العالمي والذي تربع على عرشها بسبعة ألقاب قارية لم يستطع أحد من الأندية الآسيوية حتى الآن من تحقيقها.
التسمية
وجاءت قصة تسمية النادي بالهلال عندما لعب الأولمبي مباراة خيرية برعاية جلالة الملك سعود -رحمه الله- وبعد أن أحرز الأولمبي هدفه الأول وأعلن المذيع الهدف لكن الاسم لفت نظر الملك سعود كونه اسم غير عربي وهو ماجعله مباشرة يوجه بتغييره لاسم عربي واستجابت إدارة ابن سعيد لأمر الملك ورشحت له ثلاثة أسماء بديلة وكانت الأسماء هي: اليمامة – الوحدة -الهلال عبر برقية أرسلت للديوان الملكي واطلع جلالته على الأسماء المقترحة وهو في رحلة بمخيم سبق أن دعاه إليه سمو أمير دولة الكويت في منطقة تدعى «قرية» ورد جلالته على النادي بتاريخ 21 /5 /1378ه بالتوجيه والموافقة على تسمية النادي "الهلال" ليصبح االنادي السعودي الوحيد الذي سماه ملك ووجه بتأسيسه واستحق إثر ذلك تلقيبه بالملكي بجانب ألقابه الأخرى المحلية والعالمية المحببة التي يطلقها عشاقه عليه مثل "الزعيم»، نادي القرن، زعيم آسيا العالمي.
الأول في البطولات والإنجازات ب59 لقباً موثقة بالصوت والصورة والمجد «الأزرق» له بقية!
ويعد الهلال أصغر الأندية الكبار عمراً من الأندية السعودية ولكن على مستوى البطولات فهو أكثرها إنجازاً وأقواها منافسةً فهذا النادي منذُ أن تأسس ولد بطلاً وتضم قائمة ممن تناوبوا على رئاسة مجلس إدارته طوال تاريخه شخصيات اعتبارية وتوصف بالذهبية بعد أن جعلت الذهب ملازما للنادي، فمنذ أن أسس النادي
الشيخ عبدالرحمن بن سعيد -رحمه الله- وحتى الرئيس الحالي فهد بن نافل بلغ عدد بطولاته 59 بطولة رسمية تم اعتمادها من أعلى سلطة رياضية بالعالم الفيفا.
الرؤساء
بداية مع الشيخ عبدالرحمن بن سعيد -رحمه الله- وهو مؤسس النادي في يوم 21 /3 /1377 ه – 16 /10 /1957م وهو أول رئيس للهلال من بداية تأسيسه له رئيساً له حتى عام 1385ه وحقق الهلال في فترة رئاسته الأولى 3 بطولات وهي كأس الملك عام 1381ه، وكأس الملك وكأس ولي العهد من العام 1384ه.
الرئيس الثاني عبدالرحمن الحمدان -رحمه الله- والذي ترأس النادي خلفاً للمؤسس الذي استقال من رئاسة النادي من العام 1384ه إلى العام 1385 ه لمدة عام واحد فقط ولم يحقق النادي في عهده أي من بطولة.
الرئيس الثالث لنادي الهلال الأستاذ عبدالرحمن العبدان كرئيس مكلف للنادي وكانت فترة ئاسته قصيرة ولم يحقق النادي أي بطولة في فترة رئاسته وكانت في العام 1386ه.
من جديد عادا لشيخ عبدالرحمن بن سعيد رحمه الله مرة ثانية لرئاسة النادي في عام 1386ه وحتى العام 1390ه ولم يحقق الهلال أي بطولة بتلك الفترة.
الرئيس الرابع للهلال معالي الشيخ فيصل الشهيل ترأس النادي خلال الفترة من عام 1390 ه إلى العام 1395ه ولم يحقق النادي في عهده أي بطولة، ويعتبر الشهيل هو رابع رئيس لهذا النادي العريق.
خامس رئيس للهلال وهو الأمير عبدالله بن ناصر -رحمه الله- الذي ترأس النادي لفترتين مختلفتين كانت الأولى العام 1395ه وحتى العام 1397ه ولم يحقق النادي أي بطولة في فترة رئاسته الأولى.
الرئيس السادس لنادي الهلال الأمير هذلول بن عبدالعزيز -رحمه الله- تولى رئاسة النادي لفترتين مختلفتين كانت الأولى لمدة عام واحد عام 1397 وحقق في تلك الفترة كأس الدوري الممتاز للمرة الأولى في تاريخ المملكة لجميع الأندية الممتازة لموسم 1397ه واستمر رئيساً للهلال حتى عام 1398ه.
عاد الأمير عبدالله بن ناصر بن عبدالعزيز -رحمه الله- مرة أخرى للرئاسة في عام 1398ه واستمر حتى عام 1402ه وحقق مع الهلال معه بطولة الدوري الممتاز موسم 1399ه وكأس الملك موسم 1400ه وكان مع عودته مفاجأة من العيار الثقيل لفت أنظار العالم أجمع نحو المملكة العربية السعودية بأمر غير مسبوق في تاريخ الرياضة السعودية والخليجية بموعد مع نقلة نوعية كبرى غيرت الفكر الرياضي لكثير من اللاعبين وإدارات الأندية السعودية بشكل عام حيث أهدى عضو شرف نادي الهلال الأمير خالد بن يزيد الإسطورة البرازيلية وكابتن منتخب البرازيل آنذاك ريفيلينو.
عاد الأمير هذلول لرئاسة النادي للمرة الثانية عام 1402ه – 1403ه ورغم قصر هذه الفترة إلا أن الهلال أحرز كأس الملك موسم 1402ه.
سابع رؤساء النادي الأمير عبدالله بن سعد -رحمه الله- ذلك الشاب الصغير في العمر الكبير بالفكر وبعد النظر الذي تولى رئاسة النادي في فترتين مختلفتين كانت الأولى من العام 1403ه خلفاً للأمير هذلول بن عبدالعزيز يرحمه الله حيث استمر إلى نهاية عام 1410ه وتعتبر فترة رئاسته الأطول وكانت بداية العصر الذهبي للزعيم وحقق الفريق بتواجده تسع بطولات هي: كأس الملك 1404ه والدوري الممتاز 1405ه والدوري الممتاز 1406ه وبطولة مجلس التعاون للأندية 1406ه وكأس الاتحاد 1408ه وكأس ولي العهد 1409ه وكأس الاتحاد 1410ه والدوري الممتاز 1410ه، ثم جاءت الفترة المرة الثالثة والأخيرة لابن سعيد -رحمه الله- فتولي رئاسة النادي من العام 1410ه وحتى عام 1412ه وحقق الهلال معه أول بطولة آسيوية كأول نادي سعودي يحقق إنجازا قاريا وكانت بطولة آسيا أبطال الدوري 11 في عام 1412ه - 1991م، وبهذه البطولة تسجل الإنطلاقة نحو البحث عن تزعم القارة الآسيوية وتسيدها وبعدها ترجل ذلك عن جواده وظل داعماً محباً عاشقاً للكيان بكل ما أوتي من قوة وكان محل حفاوة وتقدير من جميع الهلاليين والإدارات التي توالت على الهلال وكان مرجعاً لهم ونستطيع القول بأن الشيخ ابن سعيد -رحمه الله- هو من أسس الهلال وعبد الطريق نحو زعامة آسيا والتي سجلت أول بطولة قارية باسمه رحمه الله.
ثامن رؤساء الهلال محمد مفتي وقد تولى رئاسة النادي لمدة عامين من العام 1412ه إلى عام 1414ه وحقق الهلال في عهده كأس الاتحاد السعودي 1413ه.
ثم عاد الأمير عبدالله بن سعد الرئاسة مرة أخرى عام 1414ه واستمر في الرئاسة حتى وافته المنية في حادث مروري بالقرب من محافظة المجمعة على طريق القصيم مرافقاً للفريق لملاقاة فريق النجمة دورياً، وفجع بوفاته الوسط الرياضي لما يمثله من ثقل في رئاسة الهلال وقدرة على الإثارة والتحدي وكان يعرف ب "وجه السعد".
تاسع رئيس للهلال هو الأمير خالد بن محمد منتصف العام 1415ه إلى نهاية العام 1416ه وكان رجل المرحلة وخلال هذه الفترة حقق الفريق 4 بطولات هي كأس العرب للأندية أبطال الدوري عام 1415ه وكأس ولي العهد 1415ه وكأس الإتحاد السعودي 1416ه وكأس العرب للأندية أبطال الدوري عام 1416ه.
الرئيس العاشر لنادي الهلال فهد السديري والذي ترأس النادي بشكل مؤقت لمدة أستمرت خمسة أشهر فقط بعد استقالة الأمير خالد بن محمد ولم يحقق النادي أي بطولة في تلك الفترة القصيرة.
الرئيس الحادي عشر هو فواز المسعد الذي ترأس النادي بعد السديري في نهاية العام 1416ه إلى بداية العام 1417ه وحقق مع الفريق بطولة دوري خادم الحرمين الشريفين 1416ه.
الرئيس الثاني عشر لنادي الهلال صاحب السمو الأمير بندر بن محمد وهو ثاني أكثر رئيس للنادي تحقيقاً للبطولات متساوياً مع الأمير عبدالله بن سعد رحمه الله بتسع بطولات لكل واحد منهما وكانت بداية الأمير بندر بن محمد برئاسة النادي من العام 1417ه حتى بداية العام 1421ه وحقق الفريق في عهده 9 بطولات هي كالتالي كأس آسيا للأندية أبطال الكؤوس عام 1417ه وكأس السوبر الآسيوية عام 1418ه وكأس الخليج للأندية عام 1418ه وكأس خادم الحرمين الشريفين عام 1418ه وكأس الصداقة الدولية عام 1419ه وكأس الاتحاد السعودي 1420ه وكاس المؤسس عام 1420ه الأغلى على الإطلاق وكأس آسيا للأندية أبطال الدوري 1420ه وكأس ولي العهد 1421ه.
«وفي عام 2000م حقق الهلال ست بطولات محلية وخارجية كأول نادي سعودي يحقق هذا الإنجاز والذي مازال متفرداً به ولا ينافس رقمه أي نادي آخر.»
ثم عاد فواز المسعد مرة أخرى من مطلع العام 1421ه إلى منتصفه وحقق مع الهلال هذه المرة بطولة الصداقة الدولية الرابعة 1421ه.
ويعد الأمير سعود بن تركي الرئيس الثالث عشر لنادي الهلال والذي ترأس النادي من منتصف عام 1421ه إلى بداية عام 1423ه وحقق مع الفريق 6 بطولات هي كالتالي كأس الكؤوس العربية بالرياض عام 1421ه وكأس السوبر الآسيوية عام 1421ه وكأس النخبة العربية السابعة باللاذقية عام 1422ه وكأس الرئيس المصري السابق حسني مبارك بجدة 1422ه وكأس الكؤوس الآسيوية ال12 بالدوحة في بداية عام 1423ه وكأس خادم الحرمين الشريفين للموسم الرياضي 1422ه/1423ه.
ثم عاد فواز المسعد خلفاً للأمير سعود بن تركي من مطلع عام 1423ه وحتى منتصف عام 1423ه ولم يحقق الهلال أي بطولة خلال تلك الفترة.
الرئيس الرابع عشر الأمير عبدالله بن مساعد تولى رئاسة النادي في منتصف العام 1423ه إلى بداية العام 1425ه وحقق الفريق في عهده بطولة وحيدة وهي كأس ولي العهد عام 1424ه.
الرئيس الخامس عشر لنادي الهلال الأمير محمد بن فيصل وقد بدأت فترة رئاسته من بداية عام 1425ه إلى بداية عام 1429 ه وحقق مع الفريق 7 بطولات هي كالتالي كأس الأمير فيصل بن فهد 1426ه، كأس ولي العهد عام 1426ه، كأس خادم الحرمين الشريفين 1426ه، كأس الأمير فيصل بن فهد 1427ه، كأس ولي العهد عام 1427ه، كأس ولي العهد 1429ه ودرع الدوري الممتاز 1429ه.
الرئيس السادس عشر الأمير عبدالرحمن بن مساعد رئاسة الهلال والتي دامت لسبع سنوات من بداية عام 1429ه حتى 1436ه حقق من خلالها سبع بطولات وهي كالتالي بطولة دوري المحترفين مرتين وكأس ولي العهد 5 مرات متتالية وبلغ النهائي الآسيوي 2014م.
الرئيس السابع عشر محمد الحميداني الذي تم تكليفه بعد استقالة الأمير عبدالرحمن بن مساعد والذي ترأس النادي لمدة ثلاثة أشهر من العام 1436 ه وحقق ختام البطولات في ذلك الموسم كأس الملك للمرة السابعة بتاريخ الهلال وتأهل معه الفريق لدور ال 8 من بطولة دوري أبطال آسيا.
الرئيس الثامن عشر الأمير نواف بن سعد وقد تم ترشيحه في اجتماع تاريخي ومشهود في يوم الجمعة الموافق 11 /8 /1436ه وحقق معه خمس بطولات كانت أولها بطولة كأس السوبر السعودي في لندن وبلوغ الفريق معه لنصف النهائي الآسيوي من العام 2015 وبطولة الدوري وكأس الملك من العام 2016م وبطولة الدوري من العام 2017م وبلوغ النهائي الآسيوي 2017م.
الرئيس التاسع عشر سامي الجابر والذي استمرت رئاسته للنادي الذي استمرت فترة رئاسته أربعة أشهر فقط من العام 2018 وحقق خلالها بطولة السوبر وهي البطولة الوحيدة خلال فترة رئاسته. عاد الأمير محمد بن فيصل الذي كلف خلفاً لسامي الجابر وحتى نهاية الموسم الرياضي 2018 - 2019 إلا إنه استقال قبل نهاية الموسم ولم يحقق في تلك الفترة أي إنجاز يذكر.
الرئيس العشرون عبدالله الجربوع الذي كلف بعد استقالة الأمير محمد بن فيصل من العام 2019 ولم يحقق النادي أي بطولة في تلك الفترة القصيرة التي تولى خلالها وإنتهاء الموسم الرياضي.
الرئيس الحادي والعشرون فهد بن سعد بن نافل الذي شهد توليه أول انتخابات عبر الجمعية العمومية على رئاسة نادي الهلال خلاف المعهود لدى البيت الهلالي التي يتم من خلالها الترشيح بالتزكية لمن يتولى زمام رئاسة النادي وكان للأمير الوليد بن طلال اليد الكبرى في ترجيح كفة ابن نافل الرئيس الشاب وقد حقق الإنجاز الأكبر الذي انتظره الهلاليون كثيراً بتحقيقه لقب البطولة القارية السابعة بتاريخ الهلال على الصعيد القاري بمختلف بطولاته إذ حقق بطولة دوري أبطال آسيا للمرة الثالثة بتاريخ الهلال ليكسر تلك العقدة التي لازمت الهلال كثيراً والأندية السعودية وكانت تلك البطولة الوحيدة والتي من خلالها تأهل الهلال لبطولة أندية العالم للمرة الثانية بتاريخه والمشاركة فيها وتحقيقه المركز الرابع بتلك البطولة، وحقق الهلال في تصنيف الفيفا الدوري المركز السادس عالمياً لشهرين متتاليين على التوالي، وحتى الآن وما زال الهلال منافساً على بقية بطولات الموسم إلى ماقبل توقف الدوريات والمسابقات الرياضية في كل أنحاء العالم وكان متصدرا لدوري الأمير محمد بن سلمان بفارق ست نقاط عن النصر الثاني ومتأهلا لنصف نهائي كأس خادم الحرمين والأقرب للعب على النهائي بجانب تصدره لمجموعته في بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري.
فهد بن نافل
الأمير نواف بن سعد
عبدالله بن سعد «رحمه الله»
الأمير بندر بن محمد