تسبّبت الحرب السورية منذ اندلاعها قبل نحو تسع سنوات بمقتل أكثر من 380 ألف شخص، بينهم ما يزيد على 115 ألف مدني، وفق حصيلة جديدة نشرها المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس السبت. وتشهد سورية منذ منتصف مارس 2011 نزاعاً دامياً، بدأ باحتجاجات شعبية سلمية ضد النظام، سرعان ما قوبلت بالقمع والقوة من قوات النظام قبل أن تتحول حرباً مدمرة تشارك فيها أطراف عدة. ووثق المرصد مقتل 380 ألفا و636 شخصاً منذ اندلاع النزاع، بينهم أكثر من 115 ألف مدني، موضحاً أن بين القتلى المدنيين نحو 22 ألف طفل وأكثر من 13 ألف امرأة. وكانت الحصيلة الأخيرة للمرصد في 15 مارس 2018 أفادت بمصرع أكثر من 370 ألف شخص. وفي ما يتعلق بالقتلى غير المدنيين، أحصى المرصد مصرع أكثر من 128 ألف عنصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، أكثر من نصفهم من الجنود السوريين، بينهم 1682 عنصراً من التنظيم الإرهابي حزب الله الذي يقاتل بشكل علني إلى جانب قوات النظام منذ 2013. في المقابل، قتل أكثر من 69 ألفاً على الأقل من مقاتلي الفصائل المعارضة وجماعات آخرى ضد النظام، التي تشكل الوحدات الكردية أبرز مكوناتها وتمكنت العام الماضي من القضاء على تنظيم داعش الإرهابي بدعم أميركي. كما قتل أكثر من 67 ألفاً من مقاتلي داعش وجبهة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) ومقاتلين أجانب من فصائل متطرفة. وتشمل هذه الإحصاءات وفق المرصد، من تمكن من توثيق وفاتهم جراء القصف خلال المعارك، ولا تضم من توفوا جراء التعذيب في معتقلات النظام أو المفقودين والمخطوفين لدى مختلف الجهات. ويقدر عدد هؤلاء بنحو 88 ألف شخص. عدا عن الخسائر البشرية، أحدث النزاع منذ اندلاعه دماراً هائلاً في البنى التحتية، قدرت الأممالمتحدة كلفته بنحو 400 مليار دولار. كما تسبب بنزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.