الإنجازات العظيمة تأتي من الهمم العظيمة.. همم لا تكل ولا تمل حتى وهي تحقق أهدافها تسعى نحو أخرى. في الفرق الكروية الكبيرة عرفنا أن سر انتصارها يكمن في منظومة فاعلة لا تتوقف، تواصل المسيرة وتتحدى الإخفاق، والأهم لا تركن إلى المحبطين ومن يضعون العراقيل.. فكل الفرق الكروية بدأت صغيرة.. لكن من منها تحول ليكون عظيماً..؟ الأكيد أن من فعل ذلك هو من قيض الله له أصحاب الهمم الذين يرفضون التقهقر؛ لأنهم دائماً متطلعون للأمام. في مسيرة التحدي والنهم الذي لا يتوقف لمزيد من الإنجازات والبطولات يأتي الحديث عن المميزين.. حديث عن الإنجاز والظفر.. عن سجل بطولي كبير.. يتجاوز كل عبارات الثناء والمديح، لاسيما أن عرّابه الهلال السعودي صاحب الإنجازات المحلية والعربية والقارية الأكبر، لذا فإن الأمر يبدو طبيعياً؛ لأن ليس هناك من جديد.. البطل استمر بطلاً ومازال سيداً للساحة القارية. هنا لست بصدد إعادة أحداث إنجازه الأخير المتمثل بظفره ببطولة دوري المحترفين الآسيوي، ولست معنياً بترديد كيف كان زعيماً ومثابراً ومسيطراً في مباراتي التتويج أمام المتألق فريق أوراوا الياباني، إلا أن ما آمنت بعدم تجاوزه هو أن للهلال وقعاً درامياً مثيراً يتمثل بقصة حب عظيمة مع البطولات سرعان ما تنشأ وتتجدد في مواقع مختلفة وبأسماء جديدة، وهنا يحق لجماهيره أن تصفه بالزعيم وهو الذي قد أثراها فرحاً وإنجازاً. نؤكد على ذلك ونحن نشير إلى أن الصفة الأفضل للمنجز الكروي الهلالي السعودي الأخير هو رد اعتبار الأندية الكروية السعودية التي تساقطت تباعاً في الموسم الكروي القاري الجاري كفعل دأبت عليه من بعد الإنجازين العظيمين للاتحاد 2004 - 2005، وباتت المحافظة على حضورها المستمر مهددة، لذا كان الهلال كعادته معيدها إلى الصدارة. لن أقرأ عليكم كيف كان نجوم الهلال، وكيف حال المبدعين من أسمائه؛ لأن لا عبارات تصف جودة العطاء ولا كلمات تنصف أولئك النجوم الذين جعلوا من الميدان في اليابان ساحة لاستعراض أفضليتهم، إلا أنه يحق لي أن أعود إلى ما جدّ في خاطري في اليوم الذي سبق مباراة الذهاب وسط تكالب الظروف على هذا الفريق البطل، التي يجلجل أعلاها أصوات النشاز التي أرادت سرقة تركيز هذا البطل وإشغاله في أمور أخرى ليس للنهائي دخل فيها.. كان خاطراً مليئاً بالتفاؤل؛ لأنني آمنت بأن واقع كرة القدم من الممكن أن يتغير متى ما كان الفريق فارساً كالهلال السعودي. ما آمنت به أكثر هو أن للكرة السعودية بحثاً دائماً عن الانتصارات سرعان ما ينشأ في كل مرة تكون معنية بحضور عالمي، كيف لا وداعمها وقائد مسيرتها نحو مستقبل أفضل هو ولي العهد المحبوب الأمير محمد بن سلمان.. وهنا يحق لجماهير المملكة أن تبدي ثقتها التامة بكرتها وبقوة عودتها.. كيف لا تفعل ذلك وهي تستلهم مجدها ورقيها من رجال عنوانهم الرؤية والمستقبل والبحث عن الأفضل.