العيادات الطبية المتنقلة لمركز الملك سلمان للإغاثة في حرض تقدم خدماتها ل (197) مستفيدًا    وزارة الداخلية تنهي كافة عمليات إجراءات مغادرة ضيوف الرحمن من الجمهورية الإسلامية الإيرانية    حرصاً على استكمال الإجراءات النظامية.. ولي العهد يوجه بتمديد فترة دراسة تنظيم العلاقة بين المؤجر والمستأجر    134مليار ريال إنفاق المستهلكين    برنية: رفع العقوبات يمهد لفك الحصار.. واشنطن تدعم سوريا لإنهاء «العزلة»    استعرض التعاون البرلماني مع كمبوديا.. آل الشيخ: السعودية تعيش تحولاً كبيراً بمختلف المجالات    أكد أن أبواب الدبلوماسية مفتوحة.. عراقجي: لا مفاوضات نووية قريبة    ضمن السلسلة العالمية لصندوق الاستثمارات العامة.. نادي سينتوريون يحتضن بطولة PIF لجولف السيدات    مانشستر يونايتد مهتم بضم توني مهاجم الأهلي    نثق قي تأهل الأخضر للمونديال    تستضيف مؤتمر (يونيدو) في نوفمبر.. السعودية تعزز التنمية الصناعية عالمياً    هيئة تقويم التعليم تعزز حضورها الدولي بمؤتمرات عالمية في 2025    اقتراب كويكب جديد من الأرض.. السبت المقبل    برئاسة ولي العهد.. مجلس الوزراء: المملكة سخرت إمكاناتها لخدمة حجاج بيت الله الحرام    انطلاق النسخة الثامنة لتأهيل الشباب للتواصل الحضاري.. تعزيز تطلعات السعودية لبناء جسور مع العالم والشعوب    تأهيل الطلاب السعوديين لأولمبياد المواصفات    الفيشاوي والنهار يتقاسمان بطولة «حين يكتب الحب»    صدقيني.. أنا وزوجتي منفصلان    وفاة كل ساعة بسبب الوحدة حول العالم    الأمهات مصابيح من دونها قلوبنا تنطفئ    الذهب يرتفع مع ضعف الدولار والرسوم الجمركية الأميركية    «الاستثمارات العالمية» في النفط والغاز تتجه للشرق الأوسط    "مسام" ينزع (1.493) لغمًا في الأراضي اليمنية خلال أسبوع    موقف متزن يعيد ضبط البوصلة الأخلاقية الدولية!    المملكة توزّع (900) سلة غذائية في محلية الخرطوم بالسودان    المملكة تدعو إلى إيجاد واقع جديد تنعم فيه فلسطين بالسلام    موافقة الملك على منح وسام الملك عبدالعزيز ل200 متبرع بالأعضاء    تقرير «النقل» على طاولة أمير تبوك    سعود بن بندر يلتقي العقيد المطيري    320 طالباً يشاركون في برنامج «موهبة الإثرائي» في الشرقية    انطلاق صيف المذنب في متنزه "خرطم"    غونزالو غارسيا يقود ريال مدريد إلى ربع نهائي «مونديال الأندية»    المفتي يتسلم تقرير العلاقات العامة بالإفتاء    القيادة تهنئ حاكم كندا ورؤساء الصومال ورواندا وبوروندي بذكرى بلادهم    فيصل بن مشعل يحتفي ب24 فارساً حققوا 72 إنجازاً محلياً ودولياً    د. السفري: السمنة مرض مزمن يتطلب الوقاية والعلاج    أمير منطقة جازان يلتقي مشايخ وأهالي محافظة العارضة    "عسل جازان" يحقق ميدالية بلاتينية في مسابقة لندن الدولية 2025    نائب أمير المنطقة الشرقية يستقبل مدير نادي منسوبي وزارة الداخلية بمناسبة تعيينه    مركز التنمية الاجتماعية في جازان يقيم حفل "فرحة نجاح" احتفاءً بنجاح نزيلات مؤسسة رعاية الفتيات    رياضي / الهلال السعودي يتأهل إلى ربع نهائي كأس العالم للأندية بالفوز على مانشستر سيتي الإنجليزي (4 – 3)    أصداء    هنأت رئيس الكونغو الديمقراطية بذكرى استقلال بلاده.. القيادة تعزي أمير الكويت وولي عهده في وفاة فهد الصباح    القيادة تعزّي أمير الكويت في وفاة الشيخ فهد صباح الناصر    العثمان.. الرحيل المر..!!    إلزام المطاعم بالإفصاح عن المكونات الغذائية    تحفيز الإبداع الطلابي في معسكر ثقافي    الأمير جلوي بن عبدالعزيز يطلع على استعدادات المنطقة خلال موسم الصيف    "الفيصل" يرأس الاجتماع الأول لمجلس إدارة الأولمبية والبارالمبية السعودية    "الدهمشي" يطّلع على جهود فرع الصحة بجازان ويشيد بدوره في متابعة كفاءة الخدمات الصحية    حملة توعوية وتثقيفية على مغاسل الملابس بالظهران    غرفة الشرقية تناقش دور القطاع الخاص في البرنامج الوطني للتشجير    أمير جازان يستقبل قائد قوة الطوارئ الخاصة بالمنطقة    البيعة الثامنة لولي العهد بلغة الثقافة والفنون    أكد أهمية مناهج التعليم الديني.. العيسى يشدد: تحصين الشباب المسلم من الأفكار الدخيلة على "الاعتدال"    «الشؤون النسائية بالمسجد النبوي» تُطلق فرصًا تطوعية    ترامب يحث الكونغرس على "قتل" إذاعة (صوت أمريكا)    أقوى كاميرا تكتشف الكون    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبدالله الفوزان: «الحوار الوطني» راعى تعدد «الأطياف الفكرية»
نشر في الرياض يوم 10 - 11 - 2019

أكد الأمين العام لمركز الحوار الوطني الدكتور عبدالله الفوزان على أن مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني يقف على مسافة واحدة من مختلف الأطياف الفكرية معتبراً أن المواطنة هي الأساس الذي ترتكز عليه حواراته من منطلق ومبدأ احترام الرأي والرأي الآخر؛ ولفت الدكتور الفوزان أن المركز منذ انطلاقته وهو يطرح قضايا ذات بعد وطني وعلى علاقة بالنسيج المجتمعي.
"الرياض" حاورته وواجهته ببعض الآراء والانتقادات حول أداء المركز ومناشطه وأدواره وجاءت محصلة إجاباته في هذا الحوار:
* يمثل مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني قيمة حضارية مهمة في زمن استشرت وبات التدابر والقطيعة ولفظ الآخر سمة بارزة فيه. كيف تقرأون هذا الدور للمركز؟ وإلى أي مدى ساهم في تحقيق التواصل وغرس الحوار كقيمة إنسانية ومعرفية؟
-سعى مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني منذ تأسيسه عبر أنشطته وبرامجه ولقاءاته المتنوعة إلى تكريس وتأصيل الثقافة الحوارية كقيمة إنسانية ومعرفية وأخذ على عاتقه نشرها بين مختلف الأطياف الفكرية عبر حوار دائم يشارك فيه جميع أبناء الوطن، ولا يزال مشروع الحوار الوطني يواصل مسيرته الناجحة كأحد المنجزات الوطنية التي تسهم في تكريس التلاحم الوطني في إطار الثوابت الوطنية وتعميقها تحقيقاً للرسالة السامية التي أنشئ من أجلها وهي تعزيز التلاحم الوطني والتعايش المجتمعي من خلال النقاش والحوار حول قضايا وطنية اجتماعية وسياسية واقتصادية لم يسبق التطرق لها مع التركيز حول تعميق الانفتاح الفكري، ووسطية واعتدال الخطاب الديني. كما يقوم المركز على تشجيع الحوار الدائم بين شرائح هذا المجتمع، من خلال العمل الجاد على توسيع دائرة الحوار واستقطاب المزيد من الرؤى الوطنية التي يقدمها المشاركون في لقاءاته وبرامجه ومشاريعه حول القضايا الوطنية المهمة والإسهام في قراءة الواقع وإشكالياته.
العنف سلوك إنساني عبر الأزمان
والخريطة الحوارية التي رسمها المركز لا تصنع تضاريس أو أسواراً مغلقة بين اتجاه وآخر، فالمركز يقف على مسافة واحدة بين مختلف الأطياف الفكرية، لأنه يجعل المواطنة أساساً ترتكز عليه حواراته، ويدعو دائماً، إلى أن يصل الحوار إلى تحقيق مبدأ احترام الرأي والرأي الآخر، والإعلاء من قيم التسامح، وصولاً إلى تحقيق التلاحم الوطني، وتمتين أواصر التفاعل الاجتماعي بين مختلف الشرائح الوطنية.
كما يمتلك المركز الخبرة والقدرة على تصميم وتطوير وإدارة الورش وحلقات النقاش لتوليد الأفكار وانبثاق التصورات الناجمة عن حوارات مباشرة بين أطراف متعددين تسهم بالوصول إلى نتائج حقيقية فعالة تلامس قضايا الواقع.
وهي تحديات تتطلب منا الحفاظ على الثوابت وعلى قيم هذه البلاد التي تمنحنا هويتنا وصورتنا، وتؤكد على أن الإيمان بالله، ثم حفظ مقدرات هذا الوطن ومكتسباته، ووحدته الوطنية هي الأساس الراسخ الذي يسهم في بناء مجتمع النهضة والمعرفة الذي يدعو إليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله بما يتوافق مع برنامج التحول الوطني 2020م ومع رؤية المملكة 2030م.
الأمن
الفكري يهيئ أرضية التسامح
*المركز منذ إنشائه وهو يقوم بحراك ثقافي وحضاري عبر البرامج والورش والندوات لكن إلى الآن لم ينل القيمة التي توازي هذا الجهد. أقصد تفاعل المجتمع مع برامجه. هل تتفقون معنا في هذا الرأي؟
-لا يخفى على الجميع أن المركز يعمل منذ بداية انطلاقته إلى طرح القضايا ذات البعد الوطني ذات العلاقة المباشرة بالحفاظ على النسيج المجتمعي والتعايش بين جميع الأطياف الفكرية وتعزيز قيم المواطنة والانتماء وصولاً إلى تحقيق التلاحم الوطني وتمتين أواصر التفاعل الاجتماعي وجعل الحفاظ على الثوابت أساساً راسخاً في أنشطته ومشروعاته وبرامجه. وقد سمعنا الكثير من الأفكار والآراء والاقتراحات البناءة، ولمسنا من هذه اللقاءات تفاعلاً جيداً ومثمراً وملاحظات على أدائنا ونقد إيجابي تفاعلنا معه وأيضاً نقد سلبي في بعض الأحيان وستكون دافعاً لنا لانطلاقة نحو المستقبل المشرق بمشيئة الله عزوجل، في الوقت الذي تتوفر فيه الإمكانات المادية والبشرية، وأصبح لدينا خبرات مميزة جداً، وهناك اعتراف عالمي بالمركز من منظمة اليونسكو ومنظمات دولية أخرى، لما حققه من إنجازات وخصوصاً في مجال التدريب على ثقافة الحوار، وننطلق نحو المستقبل بمشاركة جميع الأطياف الفكرية والشرائح المجتمعية وقد آتى ثمار كل ذلك وتجسّد على أرض الواقع فيما شهدته رؤية المركز الحوارية من محطات ونقلات وتحولات متنوعة وكثيرة يمكن وسمها ب»الثراء الحواري المعرفي»، ولعل المتتبع لنشاط المركز وفعالياته يرى حراكاً نوعياً كبيراً وتعاطياً مع مختلف الفعاليات التي نفذها المركز في جميع مناطق ومدن المملكة، وما التفاعل الكبير من أبناء تلك المناطق سواء من خلال اللقاءات الوطنية، أو المشاركة في استطلاعات المركز الوطني لاستطلاعات الرأي العام (رأي) أو الدراسات والبحوث أو برامج أكاديمية الحوار أو أنشطة مشرفي ومشرفات المناطق أو من خلال التفاعل مع حسابات المركز في وسائل التواصل الاجتماعي، إلا دليل على النجاح الذي حققه المركز في الوصول لكل بيت وتعزيز المشاركة المجتمعية في كافة القضايا الوطنية بشكل يثري الحوار ويؤصل قيمه، انطلاقاً من استراتيجيته الجديدة والتي جاءت لتؤكد أن الغاية التي يسعى لتحقيقها خلال الفترة القادمة هي حوار بناء لوطن مزدهر عبر تطوير أدائه وحوكمة أنشطته لمواكبة ما يشهده خلال الفترة الحالية من التطوير والتحديث والتغيير.
*تم اعتماد تشكيل مجلس أمناء للمركز وتم تدعيمه بأسماء ذات حضور ثقافي متنوع. إلى أي مدى أضاف هذا التشكيل للمركز؟
-تشرف مجلس الأمناء الجديد برئاسة الدكتور عبدالعزيز السبيل بالثقة الملكية الكريمة التي حظي بها من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على وجودهم في هذا الصرح الكبير الذي يحمل اسم المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، ولا شك أن كافة أعضاء المجلس أسماء مشهود لها وتملك باعاً طويلاً وخبرات علمية وعملية وتراكمات ثقافية وفكرية في شؤون ومجالات تتداخل بشكل أو بآخر مع هموم المجتمع وقضايا المواطن ومشاربه المختلفة والمجالات المعنية.
وحقيقة فإن المركز قد استفاد من هذا التنوع في مجلس الأمناء في مجالات وعمل المركز سواء من حيث التنظيمات الإدارية والمالية أو من حيث الأنشطة والبرامج الموجهة للجمهور الخارجي عبر إشراك الفنون والثقافة ضمن الأدوات الناعمة في التغيير الاجتماعي وتعزيز قيم الحوار والاعتدال والتسامح بين جميع الأطياف الفكرية في المجتمع.
وما يجده المركز من دعم ومساندة كبيرة من القيادة الرشيدة يلقي علينا مسؤولية كبيرة حتى يكون المركز منصة للحوار ومنبراً للفكر وأداة اتصال وتواصل بين ومع أفراد المجتمع بما يكفل للجميع حق المشاركة في صناعة التغيير المؤسسي المنفتح على الثقافات الأخرى والمتمسك بجذوره الأصيلة، في مناخ حواري وحضاري يعكس الوجه المشرق للثقافة المحلية وقيمة الإنسان السعودي بما يعمق اللحمة الوطنية بين أطياف المجتمع على مختلف عاداتهم ومذاهبهم وآرائهم وفئاتهم العمرية بعيداً عن النخبوية المغلقة بما يحقق تطلعات ورؤى القيادة الرشيدة.
استثمرنا «التواصل» لدعم
مشروعنا جماهيريا
*جهود كبيرة يبذلها المركز ومؤسسات أخرى محلياً وعربياً لبث وتعزيز قيمة الحوار، إلا أن العنف وبعض الأفكار الإقصائية والمتطرفة نلمس وجودها في أماكن مختلفة ما يعني أن البرامج والمحاضرات لم تسهم بشكل كافٍ في غرس وبذر الأفكار الإيجابية وتعزيز القيم النبيلة في النفوس. كيف تقرأون هذه الإشكالية؟
-العنف نشاط بشري تاريخي منذ بدء الخليقة ومنذ أن أنهى قابيل حياة أخيه هابيل بسبب خلافاتهما، وهو موجود في كل مكان وزمان، ولا يقتصر على مكان دون آخر ولكن الاختلاف يكمن في طريقة مواجهته ومعالجته ومن هذا المنطلق فقد أولى المركز اهتماماً كبيراً عبر فعالياته وأنشطته المتنوعة لنشر ثقافة الحوار وترسيخ قيم الوسطية والاعتدال والتسامح والتعايش ونبذ العنف والتطرف والإرهاب، خصوصاً في هذه الفترة التي يحتاج إليها مجتمعنا السعودي في وقت نشهد فيه محاولات من الخارج لاختطاف عقول شبابنا حيث يولي المركز أهمية خاصة للبرامج التي تعنى بشريحة الشباب، وذلك من أجل مواجهة التحديات التي تواجه شباب اليوم، ومن أبرزها قضايا التطرف والتعصب، عبر عمل دؤوب ومستمر من خلال برامجه المخصصة للشباب الذين يشكلون اليوم أكثر من 60 % من سكان المملكة، لغرس وبذر الأفكار الإيجابية وتعزيز القيم النبيلة وإيضاح المفاهيم الخاطئة عن ديننا وحضارتنا، والتي ترجمها بالعديد من اللقاءات والندوات والملتقيات والورش والبرامج التي نفذها في كل أنحاء المملكة وشملت كل أطياف المجتمع السعودي للتأكيد على مبدأ المواطنة والمساواة والعدل والتسامح ونبذ العنف والكراهية والعنصرية.
*العنف والفكر الدوغمائي المتشدد انتقل حتى لوسائل التواصل الاجتماعي ونقرأ في كل لحظة حالات من الجدل المُتّسم بالعنف والإقصاء ومشاعر الكراهية. كيف تنظرون لهذا الأمر؟ وكيف يمكن للمركز أن يسهم في التخفيف من غلواء هذا المد العنفي؟
-يعد جانب الأمن الفكري ركيزة مهمة وأساسية في عمل المركز ينطلق منها لتهيئة أرض راسخة تستوعب التسامح المُفضي إلى التعايش الإنساني وكما ذكرت في السؤال السابق فإن من أبرز الأهداف السامية التي قام عليها المركز نبذ العنف والتطرف، وفي هذا الإطار عمل المركز منذ إنشائه على فهم أبعاد التطرف والتعامل معه، وقدم العديد من البرامج لعل أبرزها مشروع (تبيان) الذي يشكل جسرًا تدريبياً للتواصل الفكري بالمنهجية التي تعزز الحضور الوقائي الكفيل بالتعرف على الفكر المتطرف والطريقة التي يعمل بها المتطرفون، واكتساب مهارات تفكيك التطرف بكل سلبياته المدمرة، ليسهل اكتشافه وتشخيصه وصولاً إلى أنجع طرق الوقاية منه وعلاجه من قبل كل مهتم أيا كانت بيئة عمله أو تخصصه المهني، انطلاقاً من كون المجتمع السعودي مجتمعًا متنوّعًا يعتز بتلاحمه الوطني وتعايشه المجتمعي بين كافة أطيافه الفكرية وفي مختلف مناطق المملكة، وأيضاً مشروع الحوار المجتمعي (نسيج) في المنطقة الشرقية.
*شهدت المملكة العديد من التغيرات والقفزات الحضارية المذهلة في هذا العهد الميمون. كيف يمكن للمركز تعزيز هذا الحراك والتماهي الخلاّق معه وفق رؤية2030؟ وما هي قراءتكم للمستقبل عبر هذه الجهود المشتركة بين جميع مؤسسات الدولة؟
-المركز جزء لا يتجزأ وشريك فاعل في الجهد المجتمعي ويسعى منذ تأسيسه ولا يزال إلى تحقيق التعاون والتكامل مع كافة الأجهزة والجهات المختلفة التي ترعاها الدولة سواء الحكومية أو الأهلية أو من القطاع الثالث لاستشراف الآراء والأفكار الوطنية حول القضايا والمواضيع الاجتماعية المهمة بما يلبي احتياجات المجتمع، ويحقق رؤى وتطلعات القيادة الرشيدة وفق رؤية المملكة الشاملة، وذلك من خلال تبني المركز وفي إطار استراتيجيته المستقبلية لعدد من المبادرات والبرامج والأنشطة الجديدة التي ستواكب بإذن الله تعالى مرحلة الإصلاح والتطوير التي تشهدها المملكة، ليكون مساهما في تحقيق أهداف رؤيتنا الطموحة وبما يحقق المصلحة العامة، ويحافظ على الوحدة الوطنية، وذلك عبر حوار دائم لصياغة رؤى وطنية تتواكب مع التحديث والتغيير الذي تمر به المملكة وعلى مختلف الأصعدة والميادين الاقتصادية والثقافية والعلمية والتعليمية ووضعها بما يتفق مع ثقلها ومكانتها الدولية.
*حظيت المرأة باهتمام كبير ومستحق من القيادة وباتت شريكة في هذا الحراك الحضاري اللافت أنتم كمركز يعنى بجميع أطياف المجتمع ونخبه. كيف استثمرتم وجود المرأة والاستفادة من طاقاتها في تعزيز الحوار والمشاركة في برامج المركز؟
-أولى مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني المرأة السعودية اهتماماً كبيرًا ومنحها حق التمكين والمشاركة الفاعلة كما منحها الحق في التعبير عن بعض الرؤى والتصورات حول كل ما يتعلق بالقضايا الوطنية والاجتماعية المختلفة، وذلك انطلاقا من أهمية دور المرأة ومشاركتها في المجتمع وعطفا على ما تشهده من تمكين وإشراك على كافة الأصعدة في ظل رؤية المملكة التي رفعت مكانتها عالياً، وعكست التقدير الحقيقي لها، بصفتها اللبنة الأولى في غرس قيم المواطنة لدى الأسرة التي تعتبر المكون الأساس في تشكيل المجتمع ومصدر تكوين الشخصية الفردية والجمعية، والهوية الإنسانية والوطنية لكافة شرائح المجتمع وأطيافه.
ولعل تخصيص المركز قبل 15 عاماً للقاء الوطني الثالث الذي عقد في المدينة المنورة تحت عنوان: «المرأة: حقوقها وواجباتها وعلاقة التعليم» خير دليل على الاهتمام بالمرأة والذي كان نقطة الانطلاق لتوالي مشاركتها حتى باتت حجر الأساس في كل فعاليات الحوار الوطني ومشروعاته وبرامجه، وأصبحت تقليداً دائماً يحرص على وجوده وإبرازه في كافة أنشطته وبرامجه، حتى بات حضورها ملفتاً للأنظار في لقاءات الحوار الأسري، وأيضاً لم تغب عن الورش وعن اللقاءات الأكاديمية النوعية، وعن ورش التدريب على مهارات الحوار والاتصال التي نظمها المركز، واستفاد منها أكثر من مليوني مواطن ومواطنة من مختلف مناطق المملكة، كما أنها ممثلة في مجلس الأمناء للمركز، ويعمل فيه مجموعة من الموظفات والمتطوعات.
المرأة نواة الأسرة لتشكيل الهوية الوطنية
*قوبل المركز مؤخراً بموجة انتقاد مبعثها استقطاب من اعتبرهم البعض مسيئين للمجتمع عبر مقاطع مرئية تنتقد وتبث تصورات مغلوطة عن الوطن. كيف تعلّقون على هذا؟
-لا اعتقد أن المركز قد استقطب من يسيء للوطن من ناشطي وسائل التواصل الاجتماعي بهذا الشكل الذي تطرحه في سؤالك ولكن قد يكون أنه قد استقطب في لقاءاته أشخاص لديهم آراء وأفكار مشوشة عن بعض القضايا بفعل التحزب الفكري لبعض التيارات الفكرية، وهو ما يسعى المركز إلى مواجهته عبر إتاحة الفرصة لجميع الأطياف للحوار فيما بينها وإزالة تلك الحواجز النفسية التي كانت تعيق الالتقاء حول المسلمات الوطنية والدينية والاجتماعية التي يتفق جميع الأطياف على أهميتها، وحقيقة أن وسائل التواصل الاجتماعي اليوم أصبحت تنافس المركز في إدارة المشهد الحواري في المجتمع، ولا يستطيع أحد إنكار مدى الحضور الجماهيري الكبير الذي بات يحظى به مؤثرو ومشاهير مواقع التواصل الاجتماعي عبر مختلف بواباته، وفي ضوء ذلك سعى المركز إلى استثمار وحشد طاقات هؤلاء الناشطين والمهتمين في الإعلام الجديد والاستفادة من هذا الكم الهائل لمتابعيهم في تقديم الصورة الإيجابية للمملكة عبر تشجيعهم على التفاعل مع مشروع الحوار الوطني، وتوظيف شهرتهم في مناقشة موضوعات الحوار. ولأن الإعلام شريك رئيسي يحرص المركز ويولي اهتماماً كبيراً عند اختيار ضيوفه من رواد الإعلام الجديد وذلك لوضع تصورات جديدة تمكن من إثراء العمل الإعلامي وتفعيله ليقوم بدوره المؤثر في إبراز الصورة الحقيقية للمجتمع السعودي وتصحيح التصورات المغلوطة عنه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.