أصداء عالمية يُحدِثها الحراك المتنوّع الذي تشهده المملكة سواء الحراك السياسي أو الاقتصادي أو الثقافي أو الاجتماعي، حراك يتّسم بديناميكية لافتة، ويستلهم خارطة طريقه من الرؤية الحصيفة الواعدة 2030 بكامل تنوعها وتفريعاتها المتماسّة مع كلّ ما من شأنه تسريع وتيرة التغيير والتطوير فضلاً عن خُطى التحديث والعصْرنة التي طالت شتى مفاصل مؤسسات وقطاعات الدولة. من المظاهر الثقافية التي استرعت انتباه العالم؛ هذا الجهد المكثّف الذي تقوده المملكة والذي يستهدف تعزيز قيمة الحوار الحضاري باعتباره مساراً مهماً من المسارات الثقافية التي تُجسّر الفجوات وتقضي على التباعد والتباغض الذي تؤجّجه الصراعات الحضارية القائمة على التّعنصُر والميْز الإثني والعِرقي والأيديولوجيات الضيقة التي لم تقدّم للعالم سوى الدمار والقتل وهدر مقدّراته والقضاء على إنسانه وأرضه. فقد وضُحَت بجلاء جهود المملكة الإنسانية التي استهدفت خير الإنسان وسلامه ونماءه في كل مكان دون اعتبار لمثل تلك الفروق العنصرية ذات الطابع التمييزي المدمّر. ومن يطّلع على جهود المملكة إنْ على المستوى الإسلامي وتقوده رابطة العالم الإسلامي، أو العالم أجمع كما هو واضح من جهود المراكز التي تعنى بالحوار الحضاري مثل مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات وغيرها؛ فإنه يدرك حجم جهود قيادتنا الرشيدة التي تهدف لخير العالم وإشاعة المحبة والتوادّ والتراحم. اليوم تحتضن فرنسا معرض «العلا، واحة العجائب في الجزيرة العربية»، وذلك في مقر معهد العالم العربي بالعاصمة الفرنسية باريس، وهو معرض يشكّل سلسلة من هذه الجهود التي أومأنا إليها في تعزيز ثقافة الحوار والتواصل بين الشعوب، ولعل ما أدلى به رئيس معهد العالم العربي وزير الثقافة الفرنسي الأسبق جاك لانغ في المؤتمر الصحفي الذي عقده بهذه المناسبة حول هذا المعرض وأكد فيه أنه يهدف إلى التعريف بمحافظة العلا وما تحتويه من جمال وثروات طبيعية وأثرية فريدة ويساهم في التعريف بتاريخها والحضارات التي شهدتها على مدى 7000 سنة من خلال الأعمال الفنية واللوحات والتماثيل الأثرية، وقد أشاد لانغ بالجهود التي تقوم بها المملكة في سبيل التعريف بهذه الحضارة منوهًا بالعلاقات الوثيقة بين المملكة وفرنسا على جميع الأصعدة، وبالأخص في المجال الثقافي، تمثلت على سبيل المثال في افتتاح عدة معارض مثل؛ معرض الفن المعاصر في جدة، ومعرض مدن دمرها الإرهاب في العاصمة الرياض، بالتعاون مع وزارة الثقافة، مثنيًا على قرار المملكة بفتح أبوابها للسياح من مختلف أرجاء العالم وإطلاق التأشيرة السياحية الإلكترونية. ولعل من المهم الإشارة إلى شهادة لانغ التي قال فيها: «نحن شهود على التغييرات الحقيقية التي تشهدها المملكة في العديد من المجالات منها تمكين المرأة، وما تقوم به من دعمٍ وتطويرٍ للمواهب الوطنية في المجالات الثقافية في كافة مخرجاتها».