لم تكتف المرأة خلال الشهر الكريم بالقيام بأدوارها المعتادة في المنزل بالطبخ، وإعداد السفرة الرمضانية، بل تسهم في أعمال تطوعية لم تكن المساجد بعيدة عنها، فبادرت بدعم الإفطار اليومي، وتنظيم المصلى النسائي، وتوزيع المصاحف والكتب الإرشادية والماء والتمر، وربما ذهبت بعضهن إلى تهيئة مكان ملائم للسيدات من أجل الاعتكاف به ساعات محددة. وتواصل سارة العبدالله -ربة بيت- إلى الاجتهاد في هذا الإطار مخصصة بعض الأطعمة اليومية لتزيين السفرة الرمضانية في المسجد، حريصة في هذا الشأن على القراءة عن الجديد في الموائد الرمضانية المرتبطة بثقافة بعض الشعوب، كما هو في الشعوب المصرية والهندية وكذلك السورية والباكستانية، وقالت إنني أحرص على إعداد مثل تلك الوجبات حتى لا يشعر الأجانب بالغربة في إفطارهم، مستمتعين بالمذاق الرمضاني، الذي يتعلق بثقافة بلدانهم، وقالت إن السرور الذي تشعر به وهي تقوم بهذا العمل يوميا نابع من حرصها على كسب الثواب والأجر من الله –سبحانه وتعإلى–، مؤكدةً أن رمضان هو الشهر الفضيل الذي يجب على جميع المسلمين أن يغتنموا الفرص فيه للحصول على الثواب، مضيفة أن المسجد يمثل المكان الأول للمسلم في شهر رمضان، لذلك لا بد أن يكون للمرأة دور كبير في دعم الأعمال الخيرية فيه، وشاركت حسينة عبدالعليم محمد -ربة بيت- بطريقة أخرى في دعم المساجد بقيامها مبكرا مع خادمتها بتنظيم وترتيب وتنظيف المصلى النسائي متى دعت الحاجة إلى ذلك، حريصة على تبخير وتعطير المصلى بمختلف أنواع الروائح الطيبة، حتى يكون المكان جاهزاً لأداء الصلاة، إلى جانب توزيع المناديل الورقية وقوارير المياه، ووضع شيء من التمر وبعض الكتيبات المفيدة للأذكار اليومية، مضيفةً أنها تفعل ذلك يوميا حتى تكسب الأجر والثواب في شهر الخير، ذاكرةً أنها تحب أن يكون لها دور في الاهتمام بالمسجد؛ لأنه مكان اجتماع المسلمين لأداء الطاعات والنسك في رمضان، مثنية على الجهود التي تقوم بها وزارة الأوقاف، إلاّ أنها تحب أن تسهم في دعم المساجد، وتحرص على الالتزام بذلك مع وجود الكثيرات من نساء الحي ممن يتسابقن للقيام بالأدوار ذاتها طلباً للمثوبة من عند الله تعالى، وقالت وضحة سالم -ربة بيت- إن التطوع لخدمة بيوت الرحمن من أفضل الأعمال وأحبها إلى الله –سبحانه–، والمرأة بطبيعتها تحسن القيام بكثير من المهمات التي تتعلق بتنظيم وترتيب المكان بخلاف الرجل، مضيفةً أنها اتجهت إلى الاهتمام بتنظيم المصلى النسائي، ولا سيما في الفترة التي يجلس فيها نساء الحي لتدارس القرآن الكريم بعد صلاة التراويح حتى فترة القيام في العشر الأواخر، مبينةً أنها تحرص على توفير المياه الباردة وأنواع التمر، وتنظيم حلقات لتحفيظ القرآن الكريم بإشراف الإمام، حتى يكون للمرأة نصيب من المسجد، والأجر الذي يناله كل من يجتمع فيه على التذاكر والصلاة والعبادات المختلفة، وقد أصبح المسجد البيت الثاني الذي تحرص المرأة على الاهتمام به بما تستطيع. ورأت أبرار الشاهين -إحدى منتسبات التعليم- أن سعي المرأة إلى أن يكون لها دور كبير وفاعل في المساجد في رمضان من أفضل الأعمال التطوعية، ولا سيما تلك الأمور التي تتعلق بنظافة وتنظيم المصلى النسائي، مشيدة ببعض السيدات اللاتي سخرن عاملاتهن المنزلية لنظافة دورات المياه بشكل يجعل منها لائقة للاستخدام، إلى جانب توفيرهن مختلف المنظفات لأداء تلك المهمة، وهناك من دفعت زوجها للمبادرة للقيام بالمهمة ذاتها في المصلى الرجالي، ولكن بأسلوب آخر حيث الذهاب بالمياه الباردة والإفطار المتنوع للمشاركة في دعم الفطور الرمضاني في المسجد، مبينةً أن دور المرأة كبير، وهي بطبيعتها محبة للخير، وحريصة على أن يكون لها دور فاعل في نشاط المساجد في رمضان رغبةً في الأجر والثواب، وأوضحت نعيمة العبيد -مهتمة بالعمل التطوعي- أن التطوع من أحب الأعمال وأفضلها في شهر رمضان، وهو لا يقتصر فقط على القيام بعمل عبر مؤسسة أو مركز أو جهة رسمية، إنما بالتطوع كلٌ حسب قدرته، في القيام ولو بالقليل المستمر الذي هو أفضل من القيام بالكثير المنقطع، مضيفةً أن المرأة عليها مسؤولية كبيرة في دعم العمل التطوعي من خلال ما تقدمه من تحفيز لزوجها وأبنائها ولنفسها كذلك، وعلى الرغم من أن المرأة تؤجر على قيامها بمهمات البيت وإعداد الإفطار لأسرتها طيلة شهر الصيام، إلاّ أن دورها أيضاً يصل إلى دعم المساجد، خاصةً في الأحياء القريبة منها؛ لما للمساجد في رمضان من دور كبير في تعميق الروابط الحميمة بين المسلمين، فجميعهم في هذا الشهر يجتمعون كأخوة على موائد الإفطار الجماعية، ويتقاسمون الأجر في الصلاة والذكر، مؤكدة أن هناك كثيرا من النساء اللاتي يشعرن بأهمية أدوارهن من خلال الموائد المتنوعة التي يشاركن بها في المساجد يوميا، وكذلك من خلال الأدوار الأخرى التي يقمن بها في رمضان في مصليات النساء حتى قبل موعد الأعياد وفي صباح العيد من إحضار العيديات المنوعة لإدخال الفرح والسرور على الأطفال الذين تصحبهم أسرهم إلى المسجد، وحتى يكون في هذا الأسلوب نوع من تحبيب العبادة بداخل نفوس الصغار، من خلال تلك الهدايا البسيطة، مؤكدةً أن المرأة دائماً داعمة وحاضرة من خلال أدوارها المهمة لتفعيل نشاطات المساجد في رمضان الخير. هناك من تجتهد لتبخير المصلى