تعيش العروسة المتزوجة حديثاً قبل قدوم رمضان بشهور تجربة الطبخ متسلحة بتجربة والدتها ونصائح أهل زوجها وتجارب صديقاتها وأحياناً تتمنى لو أن تجربتها الأولى في مطبخ رمضان عبارة عن فزعات من أهلها وصديقاتها أو الاستعانة بطاهيات مواقع التواصل الاجتماعي.. «أطباق رمضان»، هذا هو مسلسل العروس الجديدة الدرامي لمائدة رمضان، تلك التجربة الأولى دائماً لها فوائدها ومصاعبها خاصة إذا كانت الزوجة لا تعرف أبجديات الطهي والزوج يهتم بتفاصيل سفرة رمضان ويعشق رؤية السفرة وهي مزدحمة بكل ما لذ وطاب من أطباق الحلويات، كنافة وبسبوسة ومهلبية والموالح لقيمات وسمبوسك وصحن الفول والعصائر المشهورة مثل الفيمتو والسوبيا، فكيف تستطيع الزوجة العروس تحقيق المعادلة الصعبة في تقديم أطباق رمضانية متقنة تشبع معدة الزوج، فالطريق إلى قلبه يبدأ من معدته. ترى هنوف الدوسري أن الفتاة في الأيام الأولى من زواجها يجب أن تحسب حساب سفرة رمضان وإعداد أطباقها التي يجب أن تكون متقنة ولذلك يجب عليها أن تختار موعداً لزفافها بعد رمضان وليس قبله حتى يكون لديها متسع من الوقت أكثر من عشرة شهور تكون خلالها قد دبرت أمورها وتعلمت أو اتفقت مع إحدى الشيفات لتجهيز المعجنات المجمدة بمختلف أنواعها وما يأتيها من وجبات جاهزة من بيت أهل زوجها أو أهلها بالإضافة إلى دعوات العزائم التي تخفف عنها عناء التجهيز والطبخ لافتة إلى أن بعض الصديقات يقمن بالفزعة لصديقتهن العروس المتزوجة حديثاً، وذلك من خلال إرسال بعض الأطباق التي يشتهر به شهر رمضان بالتناوب فيما بينهم. وتروي صفاء الأهدل تجربة ابنتها التي تزوجت قبل رمضان بأسابيع رغم عدم رغبة العروس في ذلك الموعد خوفاً من عدم قدرتها على تجهيز سفرة رمضان التي تضم معظم أطباقها معجنات تأخذ وقتاً طويلاً في إعدادها خاصة حيث كان زوج ابنتها يعشق السمبوسك بمختلف حشواتها ولا يفضل إلا عجينة البيت وخصوصاً معجنات والدتها ولذلك اتفقت مع والدة زوج ابنتها على تجهيز المعجنات لهم مجمدة لتوضع بالفريزر، واقترحت حلاً آخر أفضل وهو إرسال وجبة الإفطار في الحافظات لهم كل يوم حيث إنهم ما زالوا عرساناً، وبالفعل مر شهر رمضان الماضي بروحانيته وجماله على حياتهم بوجبات جاهزة للفطور والسحور، مضيفة أن ابنتي اليوم لديها ابنة جميلة أصبحت طباخة ماهرة تجيد العديد من أنواع المعجنات التي كانت تخبزها من وقت لآخر طيلة العام حتى تعتمد على نفسها، وكنا ضيوفها أمس متذوقات ما صنعت يداها من أكلات لذيذة، وتشارك الخالة أم فهد برأيها قائلة: إن بنات اليوم ليس عندهن اهتمام بالمطبخ، ويتمنين لو أنه ليس له وجود بالبيت نهائياً على أساس أنه ما في وقت للطبيخ لظروف العمل مستفيدات من المعلبات في السوبرماركت سواء المجمدة أو المحفوظة التي يمكن أن تحل مشكلة الطبخ، وتساءلت أين دور الأمهات في تهيئة بناتهن للحياة الزوجية والتزامهن بالتربية والعناية بالزوج كما هو في طهي الأطعمة بدلاً من الوجبات السريعة التي ساعدت على زيادة وزن أطفالنا؟ ولماذا تخاف العروس من تجهيز أكلات رمضان التي طرأت عليها الكثير من التعديلات الحديثة وأصبح إعدادها سهلاً فالعجائن الجاهزة متوفرة سواء السادة أو المحشوة في السوبرماركت وفي مواقع التواصل التي تنتشر فيها إعلانات الطلبيات؟ وجيل اليوم تغيرت سفرته الرمضانية فالسندويتشات الجاهزة أصبحت بديلاً عن السمبوسك والشوربة السريعة المعلبة حلت مكان شوربة الحب والكويكر والمشروبات الغازية أصبحت تنافس المشروبات التقليدية الفيمتو والسوبيا، ومن بين المواقف الطريفة لأحد المتزوجين حديثاً أشار م. عدنان بسيوني الذي تزوج قبل عدة شهور إلى أن الحل المناسب لتناول الوجبات الرمضانية المشهورة كان هو الاشتراك في أحد المراكز المتخصصة في تقديم الوجبات الصحية مستفيداً من المحافظة على الوزن من الزيادة والتخفيف على عروسته من تجهيز وجبة الإفطار في أولى سنة زواج ، وذكر سلطان الهندي أنه اشترط على زوجته فترة الخطوبة تعلم عمل السمبوسك البيتي وعرض الوصفات التي تقدم على الموائد الرمضانية لأنه كما قال: إنه لن يتنازل عن وجود سفرة متكاملة في بيته خلال شهر الصوم ولا يجد مبرراً لأن تعتذر الزوجة عن تجهيز السمبوسك التي يرفض شراءها من المطاعم.