منذ سنوات لم يعد الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يتمتع بالهوية، ويحمل وثائق رسمية وجوازات سفر تتيح له الانتقال بين الدول بيسر وسهولة. حيث تتمتع الصقور، وعدد من الكائنات الأخرى بتلك الميزة، وفق اتفاقية "سايتس" الدولية، التي تعنى بالحفاظ على الكائنات البرية من خطر الانقراض. وفي المملكة، كان جواز سفر الصقور من أكثر الوثائق أهمية، نظراً لما تملكه من أعداد كبيرة منها، يتجاوز 16 ألف صقر بحسب تقديرات، وما يمثله الصقر من قيمة ثقافية وتراثية مهمة لدى أهالي المملكة خاصة، والخليج العربي بشكل عام. ففي العام 2010م، أطلقت الهيئة السعودية للحياة الفطرية المشروع الوطني لإصدار جوازات سفر الصقور، لتكون بمثابة وثائق عبور متكرر تتيح لملاك الصقور التنقل بصقورهم الشخصية عبر الدول، دون الحاجة إلى إصدار تراخيص استيراد وتصدير في كل مرة يرغب مالك الصقر في السفر به، ويتم تجديد تلك الجوازات كل 3 سنوات. وفي العام 2017م، أضافت هيئة الحياة الفطرية شرطاً جديداً لاستخراج تلك الوثيقة، وهو إثبات نظامية اقتناء الصقر، سواءً بالشراء أو الاستيراد، كما وضعت الهيئة شروطاً وخطوات يجب على الصقارين اتباعها لاستخراج جوازات سفر لطيورهم النبيلة، وهي إجراء فحص للطير في مركز الأمير فهد بن سلطان للصقور، الذي يحصل منه طالب الجواز على جميع الفحوصات والشهادات اللازمة، ومن ثم التقدم بطلب جواز للصقر من الهيئة إلكترونياً عبر موقعها، مع إرفاق صورة الجواز أو رخصة القيادة للمتقدم، وصورة الهوية الوطنية، وصورة ترخيص الاستيراد، والشهادة الصحية، وشهادة الملكية، وصورة الصقر، وسوف يتم حقن الطير بشريحة معلومات يعتمد عليها للتعرف عليه في نقطة الجوازات، وتحديث بياناته الطبية الدورية. وتشمل بيانات جواز سفر الصقر اسم المالك، ونوع وصورة الصقر، وجنسه، ودولة الولادة، ورقم شهادة الملكية، ورقم الشريحة التي تم حقن الطائر بها، بالإضافة إلى ختم الاعتماد.