ضيق الوقت أصبح مشكلة يعاني منها جميع البشر.. أصبح شماعة أعذار وسمة من سمات العصر الحديث.. تسمع الشكوى من ضيق الوقت في كافة الدول ومن كافة الفئات - حتى الفارغين وغير المنتجين والعاطلين عن العمل.. غير أن المتأمل لسير العظماء والناجحين يكتشف أنهم كانوا (مثلنا اليوم) يعانون من ضيق الوقت - ومع ذلك - كانوا ينجزون أعمالاً تفوق الفارغين بمراحل.. بل إن ضيق الوقت أجبرهم على رفع مستواهم وصقل مهاراتهم فأصبحوا ينفذون المهام بكفاءة وفي أقل وقت ممكن.. وفي المقابل يرافق الفشل كل من يعتقد أن لديه الوقت الكافي لعمل كل شيء فيضيع منه العمر ولم ينجز أي شيء !! قبل فترة بسيطة وصلتني رسالة (ليست الأولى من نوعها) من أستاذة جامعية تشتكي فيها من ضيق الوقت وكثرة المهام.. طلبت نصيحتي بخصوص إنجاز مهامها بسرعة تمنحها فرصة الاستمتاع بوقتها والبقاء مع أطفالها.. ورغم أنني لست بدعاً من القوم وأشتكي مثل الجميع من ضيق الوقت قدمت لها النصائح التالية من واقعي شخصياً: 1- حاولي النوم مبكراً والاستيقاظ مبكراً (وهذه ليست نصيحة لكبار السن بل لاستغلال الوقت الذي يضيع أثناء سهرنا ليلاً ونفقده نهاراً)... 2- ركزي في عملك ولا تتركيه حتى تنتهي منه (والتركيز هنا يعني عدم التوقف أو الانشغال بأي شيء باستثناء المهمة ذاتها)... 3- لا تركضي في الاتجاه الخاطئ ولا يضيع وقتك في اللاشيء (فجميع الناس مشغولون ولكن السؤال هل ينتهي انشغالك أياً كان نوعه بإنجاز حقيقي ومثمر؟) 4- ولأن حياتنا مليئة بالمشاغل والمتطلبات يملك الناجحون مهارة فرز المهام (مهما كانت حياتهم فوضوية) إلى «مهم» و»أهم» إلى «عاجل» و»مستعجل» و»أولوية قصوى»... 5- كما يبتكرون طرقاً جديدة لإنهاء أعمالهم بسرعة وطريقة أفضل من أقرانهم... وهذه النصيحة تتطلب منك التفكير بأفكار إبداعية وأساليب أكثر فعالية (أتركها لك)... وبعد انتهائي من هذه الرسالة حولتها ل»قروب» الأسرة وقررت تطويرها كمقال من جزئين... وقبل أن نستطرد حديثنا أذكركم مقدماً بوجود فرق مهم بين السرعة والعجلة.. فالناجحون يبتكرون أساليب جديدة في العمل ويستغلون خبراتهم وذكاءهم لإنجاز المطلوب في أسرع وقت ممكن.. أما الفاشلون فحين يفاجَؤون بضيق الوقت يرتبكون ويستعجلون ويعملون على أكثر من جبهة فينتهون للاشيء .. الناجحون يعيدون جدولة أنفسهم وتنظيم أوقاتهم كلما كلفوا بمهمة جديدة.. أما الفاشلون فيرتبكون ويتخبطون ولا يعرفون من أين يبدؤون فيبقون «مكانك سر» معتقدين أنهم مشغولون فعلاً.. ... والحقيقة هي أنهم لا يعرفون كيف يبدؤون ويقضون حياتهم ضمن حلقات مفرغة.. Your browser does not support the video tag.