انفتاح فني وثقافي عاشته المملكة عام 2017 تحت مظلة هيئة الترفيه، في حراك لم يسبق له مثيل انتظره السعوديون طويلاً بعد سنوات من الجدب تم خلالها تغييب الفن والثقافة وتغييب دورههما في الترفيه الحقيقي القيّم والنهوض بالوعي المجتمعي. عودة الحفلات الفنية، وإقرار وجود دور السينما، والمهرجانات الفنية والثقافية في كل مناطق المملكة، ومعارض الكتاب الدولية، عروض مسرحية عربية وليس فقط محلية، وغيرها الكثير من الإنجازات الفنية والثقافية التي وضعتنا رغم تأخرنا في المقدمة بشكل سريع ومباشر، وفرضتنا كمؤثرين أوائل على الساحة الفنية والثقافية العربية والعالمية. عام 2017 ازدحم بهذه الإنجازات، منذ بداية العام لم تهدأ جدةوالرياض والدمام وغيرها من المدن وهي تنهي كرنفالاً فنياً وتطلق الآخر ثقافياً، مع نجوم من الخليج والوطن العربي والعالم.. في كافة المجالات، حتى صنفتنا أهم وسائل الإعلام في العالم بالأفضل. هيئة الترفيه كانت بطلة المشهد، حيث استطاعت في أشهر قليلة أن تعيد الأسرة السعودية من مسارح الدول المجاورة والعالم، بخططها التي وصفها النقاد بأنها أعادت للمملكة روحها الإنسانية ببرامجها الترفيهية والثقافية الذكية والمتنوعة التي كشفت عن مسؤولية كبيرة كانت أهلاً لها رغم كل الصعوبات والتراكمات، حيث استهدفت الهيئة الإنسان السعودي وطورت مفاهيمه الخاصة بتنويع أسلوب حياته ووعيه الثقافي. وما بين حفلات عالمية وندوات فنية وثقافية شغلت الصحافة حول العالم والتي عنونتها ب"الانفتاح في المملكة" كان أبطالها ياني والشاب خالد ونيللي والأوركسترا اليابانية والنجم جون ترافولتا ووعد بتواجد قريب لأوبرا وينفري والنجم آل باتشينو، وحفلات موسيقية وأخرى غنائية عربية ضخمة كان أبطالها عمر خيرت وميشيل فاضل وإلياس وغسان الرحباني وهبة طوجي وقريباً ماجدة الرومي ونوال الكويتية وأصالة نصري، أثبت الجمهور السعودي أنه الأكثر تعطشاً للرقي والفن والأكثر إطلاعاً على الحراك الفني العالمي، وبالطبع الأكثر استحقاقاً وتقديراً لهذا الانفتاح. أما على الساحة المحلية، فلقد قادت هيئة الترفيه الحفلات الأضخم والأهم بالتعاون مع أبرز شركات الإنتاج وتنظيم الحفلات والفعاليات في الخليج، حيث كانت البداية في جدة مع أول حفل جمع على خشبته فنان العرب محمد عبده، رابح صقر، وماجد المهندس، مروراً بعشرات الحفلات لكبار النجوم في جدةوالرياض والدمام في الخليج في مقدمتهم راشد الماجد، عبدالمجيد عبدالله، عبادي الجوهر، طلال سلامة، راشد الفارس، حسين الجسمي، عبدالله الرويشد، أصيل أبو بكر سالم، إبراهيم الحكمي، والنجوم الشباب رامي عبدالله، نايف النايف، مهند الصالح، فيصل سعود، ماجد المدني، راكان، وغيرهم العشرات، لتختم العام بالحفل الأضخم على الإطلاق بتنظيم من الهيئة العامة للرياضة احتفالاً بتأهل المنتخب السعودي لمونديال كأس العالم في الرياض والذي كان نجومه محمد عبده، عبادي الجوهر، رابح صقر، وراشد الماجد، بالإضافة لمشاركة فرقة "تو تشيلوز". الانفتاح الفني في السعودية لم يقتصر على الحفلات الغنائية والموسيقية والثقافية والعالمية السابقة فقط، بل امتد ليرضي تعطش جمهور ومحبي الأغنية الشعبية والذي تمثل في حفل ضخم في الرياض كان نجومه مزعل فرحان، بدر حبيش، وسعد جمعة، وحتى جمهور المملكة من النساء مع حفل الفنانة بلقيس النسائي في جدة وآخرين يتم التحضير لهما للفنانات الشابات شمة حمدان وداليا مبارك وميريام. ومع كل ذلك، لم تغفل هيئة الترفيه كل مناسبة مهمة، على الصعيد المحلي والعربي، فربطت كل تاريخ مهم بحفل كبير لتجمع بين التكريم والوفاء والفن، ولعل ذلك تجسد في عدة محافل أبرزها اليوم الوطني السعودي وحفل فني خليجي ضخم جمع كل نجوم الأغنية السعودية والخليجية في مقدمتهم الراحل أبو بكر سالم -رحمه الله-، الأسبوع الثقافي الياباني، ومعارض الكتاب الدولية، واليوم الوطني الإماراتي، وتأهل المنتخب السعودي كما لم تغفل جمهور مواقع التواصل الذي يُعد المحرك الأكبر لمجريات الأحداث لقياس مدى رضاه واستشفاء مطالبه ومشاركته في كل خطة فنية وثقافية، وذلك عبر موقعها وصفحاتها الرسمية. وبرغم أن العبء كان ثقيلاً إلا أنه لا يمكننا سوى القول: إن هيئة الترفيه استطاعت أن تنجح في إثبات رؤيتها وإرضاء الجمهور السعودي، وضبط الترفيه بتقنين كل ما يُمارس في المهرجانات والفعاليات الفنية والثقافية، وإيقاف العبث الذي كان يُمارس سابقاً تحت مسمى الترفيه من عروض لا تتوافق مع ضوابط وتطلعات المجتمع، في انتظار المزيد على أبواب 2018 التي نثق بأنها ستكون أكثر تأثيراً وقدرة على وضع المملكة ثقافياً وفنياً في المقدمة عربياً وعالمياً.