عبارات واضحة مطمئنة صرح بها د. هشام الجضعي، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للدواء والغذاء، وهي:"إن الهيئة تتابع وترصد ما يدور في منصّات وسائل التواصل الاجتماعي من إعلانات حول الأدوية أو الغذاء أو الأجهزة الطبية، وتلاحق أصحاب الإعلانات المضللة، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة". هذا التأكيد الذي صدر عن "د. الجضعي" خلال إيضاحاته حول المؤتمر السنوي الذي تعد "الهيئة" لتنظيمه، وضع نقاطاً على حروف كثيرة في ممارسات مضللة تعج بها وسائل التواصل الاجتماعي، وللأسف لهذه الممارسات غير المسؤولة تأثير على بعض الشرائح، وإذا كان ما يبث في هذه الوسائط يمس قطاعاً حيوياً مثل الغذاء والدواء فهو بالتأكيد نذير كارثة. وهذه الخطوة "الراصدة" تعكس مسألة مهمة، وهي أن هيئة الغذاء والدواء، ليست جهازاً فوقياً فقط يخطط ويتعامل مع مؤسسات وشركات القطاعين العام والخاص، بل هيئة أيضاً "جهازاً شعبياً" له اتصال وثيق ب "المجتمع". وكذلك فإن اهتمام الهيئة بما ينشر ويذاع مما يعنى بهموم المواطنين يوجد روابط بينها وبين الأفراد، فيكون المواطن على علم بسياسات الهيئة وبمعاييرها، وهذه المعرفة تجعله يتعامل بوعي مع المواد الغذائية والطبية التي تشرف الهيئة على ضبط مبادئ السلامة والجودة فيها. ولعل المؤتمر السنوي الأول للهيئة الذي يعقد خلال المدة 7-9 نوفمبر2017م، تحت عنوان "نحو صناعة وطنية رائدة في مجالات الغذاء والدواء والأجهزة الطبية"، يصب في بعض جوانبه في تعزيز علاقة الهيئة بالأفراد، خاصة أن د. الجضعي أوضح أن "المؤتمر سيكون نخبوياً من جانب ومفتوحاً لعامة الجمهور من جانب آخر، للاستفادة من الأوراق العلمية المطروحة بشرط التسجيل في الموقع". وهكذا ستتيح الهيئة منصة سنوية للحوار مع شركائها تعود على الأفراد منها جرعات تثقيفية حول الغذاء والدواء والمعدات الطبية. وقد بدأت الهيئة من الآن الإعداد للمؤتمر الثاني الذي من المنتظر أن يعقد خلال 13 - 17 أكتوبر 2018. فالمواطن الذي يتم تمليكه المعلومة الموثوقة يكون على جانب كبير من الوعي، خاصة في القضايا العلمية، على العكس من الفرد الذي يكون ناهلاً للمعلومة الاجتهادية من غير المصدر، أو الإشاعة التي يتم تداولها وتكبر وتتضخم بالإضافات المبنية على معلومات سماعية لا أساس لها. وبالنتيجة فالتوجه الذي تعتمده هيئة الغذاء والدواء، بتدعيم جسور التواصل وقنواته مع الأفراد، يصب في تحقيق "رؤية 2030" التي تستهدف الإنسان في الأساس، فلا حصيلة ترتجى إذا لم يكن العنصر الرئيس في هذه الإستراتيجية الوطنية معززاً بالمعلومة الصحيحة التي تمكنه من التفاعل.