تشير بعض المصادر أن مخرجات جامعة ستانفورد منذ ثلاثينيات القرن الماضي وحتى العصر الحديث أسسوا أكثر من 39 ألف شركة وضخت أكثر من 5،4 ملايين فرصة عمل وتحقق إيرادات سنوية أكثر من 2،7 ترليون دولار، وربما لو كانت ستانفورد دولة لأصبح اقتصادها من أهم وأبرز اقتصاديات العالم. من أهم الشركات التي أسسها خريجو الجامعة في مجال تقنية المعلومات والإنترنت: ياهو، جوجل، انتل، اتش بي، سيسكو، واتس أب، نتفليكس ، انستغرام، يوتيوب، بي بال،سناب شات، لينكدين، ومن الملاحظ في القائمة السابقة انها شملت عددا كبيرا من شبكات التوصل الاجتماعي وشركتين إحداهما اضافت مصداقية على التعاملات المالية عبر الانترنت ( بي بال) والأخرى تعمل على تغيير الصناعة الإعلامية والسينمائية (نتفليكس)، وهذا يعني أن مخرجات جامعة ستانفورد من أهم من شكلوا العالم الحديث الذي يعيشه العالم اليوم. تهدف جامعة ستانفورد إلى تأهيل الطلاب للنجاح الشخصي وفي الحياة، وهذا ما يجعلها مختلفة عن هارفارد والتي تهدف إلى النهوض بالمعرفة، وهنا فارق كبير في النتائج على أرض الواقع، ومن أهم أسباب تميز جامعة ستانفورد ومخرجاتها هي بيئة ريادة الاعمال في الجامعة والدعم المالي الذي تقدمه للطلاب لإطلاق المشروعات، لذلك من غير المستغرب ان تكون ستانفورد الجامعة الأكثر إبداعاً في العالم، وطلبتها لديهم قدرة عالية على الإبداع والابتكار، ويدعم من ذلك بيئة الجامعة التي تحول أبحاث الطلاب إلى شركات عملاقة ومن أهم الأمثلة بحث طلاب الدكتوراة والذي تحول فيما بعد إلى شركة جوجل. جامعة ستانفورد بتاريخها العريق ضخت كفاءات نوعية للاقتصاد العالمي وجعلت من نفسها رمزا لما يجب ان يكون عليه التعليم العالي، فالعالم اليوم لم يعد بحاجة إلى مخرجات لديهم معارف بدرجة جيدة وقدرة أقل على الإبداع والابتكار، فالتعلم اليوم بات أسهل من ذي قبل والبدائل الإليكترونية من دورات قللت من أهمية الدور التقليدي الذي تقوم به الجامعات منذ بضعة قرون، فما تحتاجه مؤسسات التعليم العالي اليوم هو نموذج جامعة ستانفورد والذي برغم أن بدايات الجامعة كانت متواضعة ماليا إلا أنها وضعت لنفسها موقع صدارة على مستوى التعليم والأبحاث والكفاءات.