حفلت منطقة كتارا في العاصمة القطرية بمهرجان "الوتر الخامس- ملتقى العود" 18-21 مارس 2017 وأقيمت ندواته وحفلاته وورشه بين مسرح زرياب ومعرض آلة العود، وشارك فيه 14 عازفاً محترفاً من المملكة وقطر والكويت وتركيا والعراق ومصر وسوريا وتونس واليمن، وشاركت أربعة فرق من فرنسا وصربيا وكوسوفو وتنزانيا. وقد أجريت لقاءات مع مشاركي المهرجان في ساحة كتارا بإدارة كل من الممثل سعد بورشيد والفنان خالد الشيخ، ومن جملة تلك الحوارات المثرية، أثار الشيخ الأسئلة المعلقة أو الخاطئة، حيث أرسل سؤالاً عن مجال التأليف الآلي وتخريج دفعات فرق وتقديم أعمال مؤلفين كويتيين موجهاً إلى المحاضر محمد الديهان عميد المعهد العالي للفنون الموسيقية، وتناسا الاثنان الأعمال الموسيقية التي وضعت مبكراً لكل من حمد الرجيب وابن الصحراء وأحمد باقر، ولاحقاً كل من غنام الديكان والابن سليمان الديكان. وافتراض توحيد مناهج تدريس الموسيقى السؤال الذي وجهه إلى عازف الكمان الكويتي أحمد الصالحي ماحياً حالة التنوع الثقافي في مدراس الغناء والعزف العربية التي تصل إلى أربع مدارس كبرى وتنضوي تحتها فروع مختلفة من الخليج العرب حتى المحيط الأطلسي، بالإضافة إلى مناهج متعددة حسب تاريخ الغناء والموسيقى الأوروبية "باروك ورومانتيكية.."، وموجهاً سؤالاً آخر إلى الباحث الأميركي كارل دفللا حول عشرات المدونات من الكتب النظرية الموسيقية والمنظرين والفلاسفة والرياضيين في مقابل عدم وجود أمثلة تطبيقية موسيقية، وتخالفه النماذج الموجودة في المجلدات العشرين لكتاب الأغاني للأصفهاني وكتاب الأدوار لصفي الدين الأرموي، وتجارب كل من سعد الله آغا القلعة وسلمان شكر ونداء أبو مراد وفاديا الحاج وفلاديمير إيفانوف في فرقة سربند لتحويلها إلى نماذج حية، بالإضافة إلى تجاهل مسألة "التواتر" في الإنشاد الروحي "المالد"، وأغاني العمل "فن الفجري"، وفنون الحضر "السامري واللعبوني". وأصل إلى نموذج العازف المغربي خالد ناجد خارج الإطار الأكاديمي، المنتقل من تعلمه الذاتي لآلة الجيتار إلى آلة العود، في نموذج تقاسيم عربية عزفها ثم بطلب من الشيخ، عزف بلغة أخرى، في أداء لحنين الأول "الرعوي الصقلبي" الذي وضعه نينو روتا لفيلم "العراب" 1972، والثاني لحن أغنية" ربما ربما ربما" 1947 للكوبي أوزفالدو فاريس. وقد أجاد في كل ما عزف وهي ميزة لا تتوفر لكثير من العازفين سواء في السماع أو الأداء. هذا الملتقى ثري بأنشطته وضيوفه، لكن هل آلة العود هي آلة التفكير الموسيقي العربي؟. نحاول الإجابة لاحقاً.