الأسهم المحلية تعوض خسائرها وتتمسك باللون الأخضر.. مع تركيز المتعاملين على اقتناص الفرص

عدم توقع فوز ترامب يثير موجة هلع في الأسواق العالمية.. والمستثمرون يفضلون التعامل مع مرحلة «العودة إلى الواقع»

عوضت سوق الأسهم المحلية سريعا خسائرها التي سجلتها في بداية التداول، إثر الهبوط الذي شهدته الأسواق العالمية وأسعار النفط، بسبب ردة الفعل المفاجئة التي عمت أسواق المال بعد إعلان فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأميركية.
وأنهى مؤشر السوق المحلية التداول على ارتفاع بنسبة 0.8% عند 6380 نقطة تعادل 52 نقطة، مواصلاً صعوده للجلسة الخامسة على التوالي، وسط تداولات نشطة بلغت قيمتها نحو 6.3 مليارات ريال هي الأعلى في 6 أشهر.
مع الإشارة أن السوق كان قد بدأ تعاملاته على انخفاض بأكثر من 150 نقطة ليسجل أدنى مستوى عند 6141 نقطة، وهي مستويات ارتفع عنها السوق سريعا نحو اللون الأخضر.
وركز المتعاملون على اقتناص الفرص التي أوجدها هبوط أمس على السوق الذي يشهد انتعاشا ملفتا منذ أسابيع، وعمليات شراء على شركات العوائد وأسهم القطاعات التصديرية، وهو ما تشير إليه قيمة التداولات العالية هذه الأيام التي غابت منذ فترة.
وعودة إلى الأسواق العالمية، فقد عوض النفط خسائره في وقت سابق من الجلسة، وصعد أربعة بالمئة تقريبا ليجري تداوله فوق 46 دولارا للبرميل مع تعافي الأسواق من رد فعل مشابه لصدمة الخروج البريطاني بعد إعلان فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأميركية.
وأدى ذلك لموجة نزوح عن الأصول عالية المخاطر. لكن الدولار صعد وقلصت الأسهم الأوروبية خسائرها، حيث أشار بعض المتداولين إلى ما اعتبره البعض خطابا معتدلا ألقاه ترامب بعد فوزه.
وبحلول الساعة 1125 بتوقيت جرينتش زاد خام القياسي العالمي برنت في العقود الآجلة سبعة سنتات إلى 46.11 دولار للبرميل بعد تراجعه إلى 44.40 دولارا للبرميل في وقت سابق من الجلسة وهو أدنى مستوى منذ 11 أغسطس، وزاد الخام الأميركي سنتا واحدا إلى 44.99 دولارا للبرميل.
وقال محللون إن فوز ترامب قد يكون له بعض النتائج الداعمة لأسعار النفط. وأحد أسباب ذلك هو أنه انتقد اتفاق الغرب مع إيران بشأن برنامجها النووي الذي سمح لطهران بزيادة صادرات النفط الخام بشكل حاد في العام الحالي.
وفتحت البورصات الأوروبية جلساتها على انخفاض، وعلى رأسها بورصة لندن التي بدأت بعد وقت قصير تحد من خسائرها، وبدأت جلستها على تراجع نسبته 2 بالمئة قريبا قبل أن تعود وترتفع 0,51 بالمئة. ومثلها بورصة فرانكفورت التي تراجعت 3 بالمئة في بداية الجلسة قبل أن تعود إلى التحسن.
ويعود سبب هذا الهلع، بحسب المحللين، خصوصا إلى عدم توقع هذه النتيجة.
وقال المسؤول عن الأبحاث الاقتصادية في بنك ساكسو كريستوفر ديمبيك لوكالة فرانس برس "المستثمرون في مرحلة العودة إلى الواقع"، و"سيعودون بعدها إلى التعمق في برنامج دونالد ترامب".
ويرى الخبير المالي في بنك "بي ان بي باريباس" باتريك جاك أن "ردة الفعل شبيهة بما حصل بعد التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مع عنصر المفاجأة من جهة وانعكاسات هذا الانتخاب من جهة أخرى".
وأوضح أن برنامج دونالد ترامب يشير بوضوح إلى تغييرات اقتصادية.
وسجلت أسواق المال الروسية ارتفاعا خلافا للبورصات العالمية التي تراجعت مع فوز الجمهوري دونالد ترامب المؤيد لتحسين العلاقات مع روسيا، في انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة.
وفتحت أسواق المال الروسية على انخفاض لكن ليس بالحدة التي سجلت في بورصات آسيا. وقد عوضت عن خسائرها بسرعة قبل أن تتوجه إلى الارتفاع.
وقال كبير الاقتصاديين في مصرف "رينيسانس كابيتال" إن "روسيا يمكن أن تكون السوق الناشئ الذي سيجني أكبر فائدة من فوز ترامب مع الأمل في إمكانية أن يخفف العقوبات المفروضة على روسيا في 2017.
وارتفع الذهب في المعاملات الفورية لأعلى مستوى في ستة أسابيع إلى 1337.40 دولارا للأوقية بزيادة خمسة بالمئة تقريبا وبلغ 1300.80 دولار للأوقية بحلول الساعة 0930 بتوقيت جرينتش مع اتجاه المستثمرين للملاذات الآمنة.