مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق على انخفاض    انخفاض أسعار النفط عند التسوية    غوتيريش يدين التفجير الإرهابي الذي استهدف مسجدًا في حمص السورية    ألمانيا تعتذر عن تحليل الصندوق الأسود الخاص بطائرة رئيس الأركان الليبي    يايسله: خسارة مواجهة الفتح «قاسية»    النفط يهبط 2% وسط توقعات بتخمة في المعروض    مدرب منتخب مصر: نخوض كل مباراة في أمم أفريقيا باعتبارها "نهائي كأس"    مدير هيئة الأمر بالمعروف بجازان يزور التدريب التقني ويبحث تعزيز البرامج التوعوية المشتركة    الهلال يتغلب على الخليج بثلاثية في دوري روشن السعودي للمحترفين    الفتح يلحق بالأهلي الخسارة الأولى    التعاون يتغلب على الخلود بثنائية في دوري روشن للمحترفين    نادي الصقور السعودي يدشّن ميدان الملواح الجديد في مهرجان الملك عبدالعزيز 2025    رئيس مجلس القيادة اليمني يطلب مساندة التحالف لفرض التهدئة في حضرموت    ضبط (7) مخالفين في جازان لتهريبهم (234) كجم "قات"    كاميرات محمية تايلاندية ترصد للمرة الأولى منذ (3) عقود قطًا مسطح الرأس    مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور يقيم 6 أشواط للمحترفين في يومه الثاني    هافيرتس قد يعود لتشكيلة أرسنال أمام برايتون    الإعلان عن موعد مباراتي نصف نهائي كأس الملك 2025-2026    عمداء تقنية المعلومات ومدراء الميزانية وكفاءة الإنفاق بالجامعات السعودية يزورون الواجهة الثقافية في جامعة أم القرى    البرلمان العربي يؤكد دعمه التام لوحدة اليمن    بيش تُضيء مهرجان شتاء جازان 2026 بهويتها الزراعية ورسالتها التنموية    وزير الداخلية تابع حالته الصحية.. تفاصيل إصابة الجندي ريان آل أحمد في المسجد الحرام    «الصحة» تطلق جولات رقابية لتعزيز الامتثال الصحي في مراكز فحص العمالة    السديس: حقوق العباد من أخطر أبواب الظلم ومواقع التواصل بيئة خصبة للبهتان    القاسم: استباق الخيرات دليل علو الهمة وكثرة الجدل تصرف عن الطاعة    سعيد بن قزعة أبو جمال في ذمة الله        القيادة تعزي رئيس المجلس الرئاسي الليبي في وفاة رئيس الأركان العامة للجيش الليبي ومرافقيه    هيئة محمية الملك سلمان الملكية تدشّن مبادرة الإصحاح البيئي في "وادي نايلات" بحائل .    رياح نشطة و سحب ممطرة على عدة أجزاء من مناطق المملكة    الفتح ينهي استعداداته قبل لقاء الأهلي    برعاية أمير منطقة جازان.. مهرجان جازان 2026 يستهل مشواره بانطلاقة كرنفالية كبرى    المطر والحنين    آل الشيخ: جائزة طارق القصبي نموذج وطني لدعم البحث والابتكار في الهندسة المدنية    رئاسة الشؤون الدينية تدعو قاصدي الحرمين إلى الالتزام بآداب وفضائل يوم الجمعة    واشنطن مُهددة في سباق الذكاء الاصطناعي    من البحث إلى التسويق الجامعات في فخ التصنيفات العالمي    جمعية التنمية الأهلية بأبها تحتفي باليوم العالمي للتطوع واختتام مشاريع 2025 ضمن "رواية عقد"    جامعة أم القرى تستضيف اجتماع وكلاء الجامعات السعودية للشؤون الإدارية والمالية    «أرفى» تكرّم الجهات الداعمة لمسيرة العطاء مع مرضى التصلب المتعدد    ‏نائب أمير منطقة جازان يستقبل نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين    د. مريم الدغيم تحصل على براءة الاختراع الأمريكية    إنفاذ يشرف على 75 مزادا عقاريا لتصفية وبيع أكثر من 900 أصل في مطلع 2026    نائب أمير منطقة جازان يلتقي أيتام "إخاء"    السعودية: تحركات المجلس الانتقالي الجنوبي في حضرموت والمهرة تمت دون موافقة مجلس القيادة الرئاسي أو التنسيق مع قيادة التحالف    تطبيق علاج وقائي للحد من تطور السكري    40 ألف متدرب مخرجات الأكاديمية الصحية    لوحات مجدي حمزة.. تجارب من واقع الحياة    هندية تصلح عطلاً برمجياً في حفل زفافها    تنفيذاً لتوجيهات خادم الحرمين وولي العهد.. وزير الداخلية يطلع على مبادرات الجوف التنموية    ارتفاع النفط والذهب    سلطان عمان يمنح قائد الجوية السعودية «الوسام العسكري»    وزير الشؤون الإسلامية يستقبل سفير المملكة بنيبال    نقاشات أمنية وسياسية تسبق لقاء نتنياهو وترامب.. حدود جديدة لإسرائيل مع غزة    الشيباني: العلاقات مع روسيا تدخل مرحلة إستراتيجية جديدة.. الداخلية السورية تتهم «قسد» بالتجنيد الإجباري في حلب    صندوق الطائرة الأسود قرب أنقرة.. تركيا تعلن العثور على جثة رئيس الأركان الليبي    الإطاحة بطبيبة المشاهير المزيفة    النيكوتين باوتشز    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل أتقنّا المعركة ضد المحرضين؟
رغم تعرية جرائم «داعش» الشنيعة ضد المسجد النبوي وقتل أعضائه للوالدين والأقارب لتوجهاته الإجرامية.. المجتمع مطالب بالتصدي الواعي
نشر في الرياض يوم 19 - 07 - 2016

يؤكد مختصون -شرعيون وأمنيون ونفسانيون واجتماعيون - أن جرائم الإرهابيين الأخيرة التي استهدفت الحرم النبوي الشريف في المدينة المنورة هزت مكامن العقل والروح واقشعرت لها الأبدان من هولها فكيف يقدم شخص على القتل والتفجير قرب المسجد النبوي الشريف، وكيف يقدم أبناء على نحر آبائهم وأمهاتهم وأقربائهم ولم يطرف لهم جفن، وهم يقومون بتلك الجرائم النكراء وكأنهم يتقربون إلى الله بدمائهم، طارحين جملة من الحلول التي تدفع باتجاه احتواء هذه الدرجة من التوحش والعنف والعقوق الوطني والأسري والأخلاقي التي ابتلي بها معتنقو الأفكار الهدامة المرتمون بأحضان دعاة جهنم الذين يمنونهم بحياة أجمل في الآخرة من خلال التفجير والانتحار وقتل الأمهات والآباء وامتهان قدسية أطهر الأماكن وقرب قبر النبي الأعظم الذي لا يجوز رفع الصوت قبالته بالسلام والزيارة فكيف بالقتل والتفجير والتدمير.
أطروحات المختصين تعيد فتح الملف الدموي الذي يشير إلى مجالات أوسع من التكهنات عن أسباب الانحراف الفكري والحلول الناجعة لاحتواء أتباعه والمتعاطفين معه.
التركيز على الوعظ وتهميش علماء النفس والاجتماع أوجد هوة في التحصين.. والخواء الفكري والفراغ أهم مداخل الإرهابيين على الصغار
ارهاب ممنهج
فقد دعا د. نايف المرواني - خبير أمني ولواء متقاعد - إلى مراجعة شاملة لإجراءاتنا الأمنية من خلال رفع مستوى الحس الأمني وأن تكون التوعية على مدار العام ، وقال: يجب أن تشمل جميع الشرائح والفئات حتى رجال الأمن، فكيف يصل أرباب هذا الفكر إلى أماكن أمنية محصنة إلا باستخدام حيل تستدر العطف استغلالا لنزعة الخير التي يتميز بها الشعب السعودي وهذا يتفق تماما مع أهم استراتيجيات الإرهاب التي تدعو للإفادة من القيم الدينية في سبيل تحقيق أغراضهم الدنيئة.
وأكد المرواني على أهمية الشفافية في الطرح فعلى سبيل المثال من قتلوا والدتهم يجب أن تنشر نتائج التحقيق حتى يأخذ الجميع الحيطة والحذر، ولا بد أيضا في حادثة المسجد النبوي أن تنشر نتائج التحقيقات حتى نبين للمواطن ما هي الأسباب ؟ وما هي جوانب القصور؟ ، وللأسف ما زلنا نتعاطى معها كحوادث فقط.
واضاف إن حادثة التفجير قرب المسجد النبوي الشريف رغم بشاعتها والاستنكار الواسع لها محليا وإسلاميا وعالميا لن تكون الأخيرة، ولكنها ستخلق بين المواطنين والمقيمين حالة من الوعي المضاد لهذا الفكر الذي لا يحمل أدنى تقدير أو مسؤولية تجاه القيم الدينية والإنسانية، مما يرفع من الحس الأمني الذي لا يقتصر على رجل الأمن بل يمتد ليشمل الجميع حتى نصل إلى معرفة الأشخاص المنحرفين من طريقة لبسهم أو حديثهم أو أطروحاتهم وفكرهم.
وعد د. المرواني برامج وخطط التنظيمات الإرهابية عملية ممنهجة ، فلهم أهداف يسعون لتحقيقها ولا يقوم عليها أي شخص بل ينتقون عناصرهم بدقة: من يستطيع أن ينفذ، ومن يستميل، أو يتحاور، وأداة العبور لهم هي وسائل التواصل الاجتماعي التي ينفثون سمومهم من خلالها والمستهدف هم بعض الشباب المتصفين بالخواء الفكري والفراغ، الذين تستميلهم هذه الوسائل كنوع من التسلية ابتداء، وخلال المتابعة يتمكن المنحرفون من اكتشاف أصحاب المشكلات - جريمة سابقة، متعاطي مخدرات ..- ممن فقدوا المعنى الحقيقي للحياة، فيمنونهم بالانتقال إلى عالم أجمل عالم الآخرة والجنة، وللأسف فإن كثيرا من الحلول التي ترمي إلى علاج المنحرفين تنظر إلى المرض مباشرة دون بحث العرض الأهم وهو الانفراد بهذه المواقع دون رقابة.
وأكد د. حسن ثاني - أستاذ علم النفس في جامعة طيبة - بأنه لا يستغل من قبل الإرهابيين سوى الأشخاص غير المنتمين، فكل شخص في العادة له انتماء للأسرة، للوطن، للدين، أما المستهدف فلا انتماء حقيقيا له ويعيش في عزلة وفراغ وتائه يدور في حلقة مفرغة، مغترب عن ذاته ومحيطه، لذلك عندما تأتي هذه الأفكار من خلال الشبكات الاجتماعية نجد اتصالا مباشرا بين هذا الشاب الذي يعيش مرحلة عمرية تسمى " البحث عن الهوية " فما ان يعتنق الفكرة المنحرفة حتى يحس بارتياح مما يسمى بالقلق النفسي، ولتقريب الفكرة فإن الأفكار المنحرفة تشبه الجراثيم المنتشرة في الفضاء والتي لا يصاب بها سوى ضعفاء المناعة فقط.
معركة التحصين
وانتقد د.ثاني الدور الطارد للمؤسسات المختلفة وفي مقدمتها المدرسة التي لا ترتبط باحتياجات الطلاب وطموحاتهم وكذلك الأسرة والمجتمع، والإعلام بوسائله المختلفة، فالبرامج التي تقدمها القنوات المحلية مثلا لا تستهوي الشباب كونها غير متفاعلة أو محاورة تنتهج الأسلوب الوعظي وكذلك من يتم استضافتهم من بعض المختصين والمشايخ لا يمتلكون لغة الحوار بل إرشاد فقط فهي لا تترك مساحة للنقاش الهاتفي مثلا، ما الذي يستهويهم إذن؟ الشبكات الاجتماعية ودعاتها المتفاعلون مع الشباب، وهو ما يؤكد أن الدعاة والمؤسسات الإعلامية خسروا المعركة في تحصين الشباب ضد المحرضين.
وقال: حادثة التفجير قرب المسجد النبوي الشريف ألحقت خسارة كبرى بالتنظيمات المنحرفة فلم يعد هناك تعاطف أو ميل لهم ولو بنسبة 5 % ، هذا العمل الإرهابي أصبح نقطة تحول وتحصين قوي ضد هذه الفئة الضالة التي لم تراع قدسية المكان ، ولا حرمة أب أو أم، وهو ما يجعلهم أمام تحد من نوع جديد لاختراق العقول وجلب الأتباع بعد أن تكشف زيغهم وضلالهم وتبين خبث أفكارهم وأعمالهم.
وقال د. محمد بن علي الذبياني - أكاديمي وتربوي - : ان جرائم الإرهابيين الأخيرة هزت مكامن العقل والروح واقشعرت لها الأبدان من هولها فكيف يقدم شخص على قتل رجال الأمن قرب المسجد النبوي الشريف، وكيف يقدم أبناء على قتل آبائهم وأمهاتهم وأقربائهم ولم يطرف لهم جفن، وهم يقومون بتلك الجريمة النكراء وكأنهم يتقربون إلى الله بدمائهم، ما الذي أوصل هؤلاء الشباب إلى هذه الدرجة من التوحش والعنف؟ سؤال نطرحه من خلال مجال واسع من التكهنات عن سبب تلك الحالة، فهل مناهجنا التعليمية أم أن رتم حياتنا الاجتماعية له دور في وصول هؤلاء إلى أتون التطرف.
وتابع: أكاد أجزم أنه ليس لما سبق دور في ذلك ولكن السبب حسب ما أراه هو أن هؤلاء المتطرفين كوّنوا أرضا خصبة وعقولا غضة ليغرسوا فيها أناسا تخصصوا في سياسة الإجرام فبذروا العنف والتطرف من خلال مواقع الانترنت المفتوحة على مصراعيها من غير رقابة ولا تصد لها من قبل المتخصصين في مجالا علم النفس والاجتماع، حيث ان البعض يرتكز على خطبة وعظية أو درس في مسجد أو برنامج في وسيلة إعلامية ويحسب نفسه أنه قام بالوقوف تجاه ذلك المد الخطير الذي عصف ببعض شبابنا، بينما ان القائمين على تجنيد هؤلاء الشباب للزج بهم في أتون العنف يتبعون أساليب نفسية مبتكرة في كيفية سبر أغوار نفوس ذلكم الشباب ومعرفة مكامن توجههم فيبدؤون في الولوج إلى حياتهم وعقولهم وهنا تحل الكارثة فعما قليل من زمن يصبح أبناؤنا مطية سهلة لهؤلاء المتطرفين فيوجهونهم كيفما يشاؤون.
يعرفون فريستهم
وأردف ان خبراء التطرف يعرفون فريستهم جيدا فهم يستهدفون صغار السن ممن ليس لهم تجارب عميقة في الحياة أو الذين يشعرون بأنهم لديهم أفكار تصادم قيم المجتمع الذي يعيشون فيه أو الانطوائيين الذين يسهل اجتذابهم من خلال مغريات يتم استجلابهم من خلالها أو حتى المتدينين الذين لديهم تزمت في أفكارهم، حيث لا يقبلون آراء الناصحين أو توجيهات العلماء الوسطيين، ويتبعون ذوي الأفكار المتطرفة حيث يرونهم مثالا وقدوة، بل ويبنون لهم حاجزا نفسيا قويا كي لا يتقبل هؤلاء الشباب المغرر بهم نصحا أو إرشادا، كما أرى من وجهة نظري أن هناك مصطلحات يتم تسويقها في بعض الأحيان من خلال وسائل الإعلام مثل "حرية التفكير أو تحرير العقل" ، فهي وإن كانت مصطلحات فضفاضة في معانيها إلا أن هناك من جعلها طريقا لجعل الشباب أكثر تفلتا في التعاطي مع من حولهم ولو أنها حصرت في مناط الشرع لكانت جميلة وأفرزت جيلا متفهما ومتقبلا للآخرين ولكن البعض جعلها ميدانا يرتع فيه كل من يرى نفسه مفكرا أو مصلحا يتبعه قطيع من الدهماء من الذين يسهل انقيادهم لأي ناعق يخرج عن مألوف الدين الحنيف.
وأضاف لكي نواجه الفكر المتطرف لا بد أن تتضافر جهود المنظومات المسؤولة عن تربية الشباب فالعائلة مثلا عليها مسؤولية كبيرة من حيث المراقبة الدائمة لأحوال أبنائهم ومعرفة مع من يتعاطون من خلال المواقع الالكترونية إضافة إلى الجلوس معهم وتجاذب أطراف الحديث الذي ينطوي على المصارحة المتبادلة وعدم تسفيه أفكارهم حتى ولو كانت خارجة عن المألوف بل يجب مناقشتها معهم بالحوار الهادف الذي ينقض عرى ما ارتبط في عقولهم من تشويش أو فكر منحرف إضافة إلى تشجيعهم على ممارسة الهوايات التي يحبونها أو يميلون إليها، وعدم تركهم فريسة سهلة لأفكار التطرف التي يقتبسونها من مواقع التواصل الاجتماعي، كما يجب على المنشأة التربوية سواء أكانت مدرسة أم جامعة مناقشة الطلاب في المشاكل التي تعترضهم من خلال مسارات تربوية تهتم أولا بميول الطالب وتوجهاته، إضافة إلى اختيار القدوة الصالحة لتوجيه الطلاب نحو المسارات الايجابية والحرص على عدم وجود المثال التربوي السيئ الذي يقحم الطلاب في مجادلات عقيمة في أمور الدين أو تصنيفات شاذة لأبناء المجتمع، كما أتمنى أن يكون هناك تواصل قوي بين علماء الدين المشهود لهم بالفكر النير مع علماء النفس والاجتماع ليتم دراسة هذا الفكر الدخيل على مجتمعنا وأن يكون ذلك التواصل حقيقيا لا أن يكون فقط لإثبات الوجود، فحقيقة هناك فجوة بين علمائنا المتخصصين في أمور الدين وبين علماء النفس والاجتماع أدى إلى التهميش وعدم بناء جسور الثقة بينهم.
اساليب نفسية
واردف د.الذيابي بقوله: اليوم يجب أن يتوحد الجميع خاصة إذا أردنا أن نوقف ذلك المد من التطرف والعنف الذي عصف بعقول شبابنا، كما أرجو من المختصين في مجال علم النفس اكتشاف الأساليب النفسية التي يعتمدها دهاقنة هذا الفكر والوقوف ضدها وتعريتها وبيان الشرور التي تكتنفها، لاسيما وأن د. كوثر حامد ذكرت في مبحث لها أنه بحسب شهادات أحد خبراء علم الإرشاد النفسي ستيفن الن ( steven alan ) والذي كان يوما ضحية وعضوا سابقا بمنظمة دينية كورية إرهابية حيث بين كيف تم خضوعه لعمليات التلاعب بأفكاره من خلال برامج نفسية موجهة وهو في عمر الثامنة عشرة حيث جعلته تلك العمليات يظن نفسه أنه صاحب مبدأ سام مما أدى إلى جعله مستعدا أن يقتل أي إنسان يمكن أن يعارض أفكاره التي تمت برمجتها في عقله من قبل المختصين في تلك المنظمة الإرهابية، كما بينت د. كوثر أن هناك أساليب نفسية يتبعها "داعش" في السيطرة على عقول أتباعه فمثلا هناك أسلوب الإكراه أو تقنية التلاعب النفسي ومن خلال تلك التقنيات يتم التلاعب في عقول من يجندهم حيث يدفعهم إلى عمليات ذاتية تخيلية دائمة والتي تجعلهم يظنون أنهم يجاهدون ويقاتلون في سبيل أهداف نبيلة، ومن هنا فإن الأمر جد خطير ويجب أن تتكاتف جميع مكونات المجتمع لمحاربة هذا الفكر المتطرف وتجفيف منابعه، بل أرى أنه يجب مراقبة ومحاربة كل المواقع المأجورة أو التي تجند الشباب حتى ولو أدى ذلك إلى تجنيد منظومة كاملة من المختصين في المواقع الالكترونية لمتابعة ذلك، كما أن بلادنا مقبلة على رؤية مباركة هي رؤِية 2030م وعماد تلك الرؤية هي سواعد شبابنا الخير والذي سيكون له شأن إيجابي بإذن الله في مستقبلها، لذلك فإن المحافظة على شبابنا من الأفكار الدخيلة عليه يضمن لنا بإذنه تعالى بناء شامخا ورؤية تسير على نهج التقدم والازدهار بمباركة من ولاة أمرنا حفظهم الله.
عقاقير هلوسة
وقال د. أنور عشقي - رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية- : لاحظنا أن كثيرا من الإعلام العالمي يحاول بسذاجة وصف "داعش" ب"الدولة الإسلامية" ، هذا الوصف ينعكس أثره على بعض الضعفاء والذين ليس لهم حصيلة كبيرة من الثقافة فيعتقدون أن الحرب على الإسلام، وأن واجبهم الدفاع عنه، والذين يتعاطفون أو ينخرطون مع هذا التنظيم الإرهابي إما أن يكونوا من المغرر بهم، أو مجرمين هربوا من العدالة، كما أن "داعش" تستخدم أسلوبا في غسيل الأدمغة لا يعتمد على مجرد الإقناع الفكري بل يستخدم دعاته عقاقير الهلوسة التي تجعل الشخص يفقد الإحساس بكل الروابط بما فيها دينه، ومحضنه الأول والأساس الوالدان، الأسرة، الأصدقاء، الوطن ككل، وهذا يدفع باتجاه البحث عن حلول جذرية تعتمد على دراسات دقيقة في هذا الجانب.
وتابع ان المملكة هي الدولة الوحيدة التي تحارب "داعش" بطريقة استراتيجية وقد سجلت نجاحات كبرى في تطويقه وحصاره وردعه مع أنها المستهدف الأول منه، والحمد لله فإن الداعشيين لم يتمكنوا من تحقيق أدنى هدف لهم وهو إحداث البلبلة والفوضى داخل بلادنا، ولا شك بأن هذا التنظيم في حالة صعبة وتراجع كبير وهو يحاول إثبات وجوده وتأثيره من خلال تكليف المنضوين تحته القيام بأعمال إجرامية أو إرهابية ومنها الاعتداء على الوالدين وهي جريمة عظيمة بكل المقاييس لا يستطيع أحد وصف بشاعتها.
وأضاف: الأجهزة الأمنية قامت بدورها كاملا، ولكن بقيت جهات أخرى يجب أن تتحرك بجهد مضاعف وفي مقدمتها المنابر التعليمية والدينية والإعلامية والمختصون في علمي النفس والاجتماع، كما أن الأسر بحاجة إلى مزيد من التثقيف والحث على الترابط الوثيق، والملاحظة والمراقبة والإبلاغ في وقت مبكر قبل أن تستفحل الأمور وتصل إلى حد الجريمة.
ووجه د. عشقي رسالة إلى دعاة هذا الفكر بأن يتقوا الله فالعمر قصير والخلود هو ما بعد الموت والأحرى ألا يسعى من لديه عقل بأن يخلد في نار جهنم وهو يستطيع النجاة بالانفكاك عن هذه التنظيمات المتطرفة، وليكن في علم الإرهابيين بأنهم لن يكسبوا الحرب بل سيظلمون أنفسهم وأتباعهم.
صناعة مزيفة
وأكد أ. د عبدالرحمن الردادي -أستاذ الفقه بالجامعة الإسلامية- : أن ما يبثه أصحاب الفكر الضال وأرباب الإرهاب في عقول الشباب ليس من الإسلام في شيء فالتطرف والإرهاب صناعة مزيفة من أعداء الدين هدفها ضرب الإسلام الحقيقي وتشويه صورته وقد نتج عن هذا الفكر التكفيري جرائم بشعة كمن فجر برجال الأمن قرب المسجد النبوي الشريف دون مراعاة لحرمة المكان والزمان، ومن قاما بقتل والدتهما، حوادث فظيعة لا يقبلها العقل الإنساني، فأي نجاح أو فلاح في الدنيا والآخرة لمن جمع بين هذه الجرائم العظيمة من عقوق وإزهاق للأنفس والإحداث في مكان طاهر مقدس في أجلّ الشهور وأفضلها في شهر الصوم والعبادة وذلك بزعم التدين والجهاد فأي تدين وأي جهاد يزعمونه، هل هو بقتل الوالدين أين هم من قول النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين لمن جاء يستأذن في الخروج للجهاد فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «أحي والداك؟» وفي رواية قال له: «ألك أبوان»، قال: نعم، قال: «ففيهما فجاهد» ، أي ارجع فأبلغ جهدك في برهما والإحسان إليهما فبذلك يكون لك مقام عظيم عند الله، مضيفا أم جهاد في الإحداث في المدينة التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم: "المدينة حرم ما بين عير إلى ثور، من أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا"
تفجير الحرم المدني الجريمة التي عرّت إرهاب «داعش»
قتل الوالدين من أبشع جرائم من غرر بهم تنظيم «داعش» الإرهابي
الإعلام قدم الكثير في الحرب ضد الإرهاب ومنظماته
المواقع المشبوهة مصيدة للشباب


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.