الرياض يضم الفرنسي تيدي أوكو    مجلس إدارة غرفة بيشة يعقد اجتماعه الدوري ويعتمد عددًا من التوصيات    أمريكا ترحب بقرار حكومة لبنان تكليف الجيش بحصر السلاح بيد الدولة    بهدف تطوير الخدمات الرقمية وتعزيز جودة الحياة.. أمانة منطقة عسير توقّع مذكرة تفاهم مع "بلدي" بحضور وزير البلديات والإسكان    العطش يفتك بسكان قطاع غزة    جمعية التوفيق للأيتام تنظم حفل تعارف للأيتام    نائب وزير الحرس الوطني يطلع على برامج الإرشاد والتوجيه لتعزيز الوعي الديني والفكري    منتخب الناشئات تحت 17 عاماً يشارك في تصفيات كأس آسيا 2026    نائب وزير الخارجية يستقبل سفير الصين لدى المملكة    غداً.. انطلاق منافسات بطولة الماسترز للسنوكر بمشاركة نخبة لاعبي العالم    بنك إنكلترا يخفض الفائدة لدعم الاقتصاد    ضبط (3) يمنيين في عسير لتهريبهم (43,905) أقراص خاضعة لتنظيم التداول الطبي    تحت رعاية خادم الحرمين.. مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم تنطلق بعد غدٍ بمكة    أمير منطقة جازان ونائبه يلتقيان مشايخ وأهالي محافظة الدرب    الكرملين يعلن عن اجتماع مرتقب بين ترامب وبوتين في «الأيام المقبلة»    رئيس وزراء موريتانيا يغادر المدينة المنورة    ديمبيلي وصلاح وحكيمي في قائمة المرشحين للكرة الذهبية    النصر يدخل سباق التعاقد مع مهاجم برينتفورد    أمير جازان يستقبل سفير جمهورية مالطا لدى المملكة    NHC تُعلن اكتمال حجز المرحلة الأولى من مشروع "ترف" خلال أقل من 24 ساعة وتُطلق المرحلة الثانية    أمانة القصيم تعرّف بمهام استوديو التصميم المعماري ودوره في إثراء التصاميم المحلية    «تصميم الحياة»... خارطة طريق لتفادي التيه الذهني والمهني    تشكيل الهلال المتوقع بعد وصول نونيز    نتائج متقدمة ل"الموارد البشرية" في مؤشر نضج التجربة الرقمية للعام 2025    إيران تعدم مواطنا أدين بالتجسس للموساد    إحباط خطة لتفجير كنيسة في طرطوس    التخصصي" يحصد اعتماد "المركز الأمريكي لاعتماد التمريض" لبرامج التعليم التمريضي المهني المستمر    اتهام حميدتي بجرائم حرب في دارفور    مؤسسة جائزة المدينة المنورة تعلن عن انطلاق جائزة فنون المدينة في دورتها الأولى    59% من منشآت القطاع الخاص دربت موظفيها على الحاسب    المجلس الاستشاري لمركز صحي المرابي يناقش احتياجات الأهالي مع تجمع جازان الصحي لتعزيز الخدمات الطبية    ديوان المظالم يعلن فتح باب التقديم على التدريب التعاوني    رياح نشطة على معظم مناطق المملكة وامطار على الجنوب    أم ومعلمة تقتحمان مدرسة لسرقة «امتحانات»    في ذمة الله    تفاهم بين الرياض وبغداد لمكافحة الإتجار بالمخدرات    الصومال يشدد قبضته الأمنية على الإرهاب    تتصدرها الفلل والشقق.. 5.4 مليار ريال تمويلات سكنية    تطبيق إلزامي لكود البنية التحتية بمنطقة الرياض    فتح باب التقديم لدعم المشاريع السينمائية    2 مليون دولار لتأمين «ابتسامة» نجمة هوليود    بدء جلسات محاكمة قاتل القاسم.. ووزير الحج ينعيه    فيصل بن مشعل يدشن مركز الملك عبدالعزيز للمؤتمرات بجامعة القصيم    البدير في ماليزيا لتعزيز رسالة التسامح والاعتدال    احتفال الفرا وعمران    إنجاز طبي في الأحساء.. زراعة منظم ضربات قلب لاسلكي لمريض    مفردات من قلب الجنوب 9    فريق سفراء الإعلام والتطوع" يزور مركز هيئة التراث بجازان    البلاسيبو.. عندما يتحول الوهم إلى شفاء    5 جوانب أكاديمية ونفسية في التقويم الدراسي    الأمير فهد بن سلطان يطلع على نتائج القبول بجامعة تبوك.    وزير الدفاع يبحث مع نظيره الأمريكي تطوير الشراكة الإستراتيجية    مركزي جازان ينجح في إزالة ثلاث عقد في الغدة الدرقية الحميدة بالتردد الحراري دون تدخل جراحي    محافظ تيماء يستقبل مدير عام فرع الرئاسة العامة لهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة تبوك    نائب أمير الرياض يؤدي الصلاة على والدة جواهر بنت مساعد    تمكين المواطن ورفاهيته بؤرة اهتمام القيادة    صحن المطاف مخصص للطواف    مستشفى د. سليمان فقيه بجدة يحصد اعتماد 14 مركز تميّز طبي من SRC    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د.علي الشبل: تكفير وتفجير وتدمير وخطف الطائرات وحجز الرهائن أمور لا يقرها الإسلام
إهمال الأسرة وتهاون المعلمين مدعاة للأفكار المنحرفة
نشر في الرياض يوم 20 - 01 - 2006

أكد عدد من المختصين في العقيدة والتربية والتعليم أن إهمال الأسرة وتهاون المعلمين مدعاة للأفكار المنحرفة وأن التكفير والتفجير والتدمير وخطف الطائرات وحجز الرهائن أمور لا يقرها الإسلام، وقالوا بأن الوسطية والانتماء وحقوق المعاهدين ونشر ثقافة الحوار من أبرز المفاهيم الشرعية المطلوب تعزيزها.
في البداية تحدث مدير مركز الإشراف التربوي بالسويدي الدكتور عبدالله بن ناجي آل مبارك، وقال: يُعد موضوع الإرهاب من المواضيع المهمة التي تناولها الكثير من المهتمين بالتربية ومراكز الأبحاث المتنوعة على مستوى العالم، ولقد أقيمت العديد من المؤتمرات والندوات العالمية لمناقشة هذه الظاهرة المهمة التي هزت جميع أركان العالم وكان من أهم هذه المؤتمرات المؤتمر الذي عقد في وطننا المملكة العربية السعودية وحضره العديد من المفكرين من دول العالم، ولقد توصلت بعض الأبحاث والندوات إلى أن من أسباب هذا الانحراف الفكري يعود إلى إهمال الأسرة وضعف متابعتها لأبنائها، وظهور بعض الفتاوى المجهولة التي ساهمت في شيوع ثقافة القتل والتفجير، وظهور من يدعي العلم الشرعي وهم ليسوا أهلاً له وبشكل مخفي تحت أسماء معينة، وتشويه صورة المجتمع وتكفيرهم، وعدم تلقي العلم الصحيح على يد العلماء المعتبرين والذين لهم الفضل الكبير في توجيه الناس وهم من عرفوا بعلمهم وبفضلهم مثل أعضاء هيئة كبار العلماء، ونشر ثقافة العنف وكره الآخر وخاصة من يخالفهم في الرأي، وهذا ما ظهر في مقابلة من عاد إلى جادة الطريق السليم، وتأثير الاقران على بعضهم البعض، وتصوير المفجرين والمكفرين أنفسهم بأنهم هم المنقذون للبشرية، ونشر لغة التشاؤم بين أفرادهم والنظر إلى الحياة نظرة سوداوية، وتضخيم بعض هؤلاء الأفراد وتسميتهم ببعض المسميات لغسل عقولهم، وسفر بعض الشباب إلى بعض الأماكن التي هي بعيدة عن منهج السلف الصالح.
وبيَّن مبارك الأسباب المساعدة على تنمية حب الوطن وتنمية الأمن الفكري وذلك من خلال تعميق الولاء لله ولكتابه ولرسوله عليه الصلاة والسلام، وطاعة ولاة الأمر ومحبتهم والإخلاص لهم وبيان فضلهم من الكتاب والسنَّة، تحقيقاً لوحدة الكلمة ووحدة الصف واجتماع الكلمة ومنعاً للافتراق والتشتت واستتباباً للأمن بكل ما فيه من الأشياء المادية والمعنوية، ولولاة أمرنا دور كبير ومهم في نشر الأمن وتوفير الحياة الاقتصادية السعيدة لأبناء الوطن، والتأكيد على مكانة العلماء ودورهم في ضمان الوحدة الوطنية وتعميق مفهوم المواطنة وأسسها الشرعية وتوكيد دورهم في رد الشبه وتقويم الانحراف في فهم نصوص الكتاب والسنّة لاجتماع الكلمة في التعامل بين المسلمين أنفسهم وبين المسلمين وغيرهم، وتحقيق معنى الجسد الواحد لهذا الوطن من خلال نشر الوعي في أوساط الطلاب والطالبات فيما يتعلّق بأدوارهم ومسؤولياتهم في المحافظة على أمن الوطن، وتوضيح ميزات هذا البلد الشرعية والحضارية وبيان الجهود التي بذلت في توحيد هذا الوطن والمحافظة عليه، وبيان دور الطلاب في المحافظة على مكتسبات الوطن ومقدراته ومحاولة الرقي به، وتعزيز حب الطلاب لوطنهم باعتباره بيتنا الكبير. وتعميق مفهوم الوحدة الوطنية بين أبناء المملكة العربية السعودية والتي تعد ركيزة من ركائز مقومات هذا الوطن ومسلمة من مسلمات تطوره وتقدمه ودليلاً قاطعاً على تلاحم هذا الشعب مع قيادته. إذ تظهر لنا الوحدة الوطنية قصة التلاحم بين أبناء هذا الشعب من تاريخ آبائنا وأجدادنا إلى يومنا هذا. والوحدة الوطنية في مملكتنا تبرز لنا قصة الحضارة التي عاشتها المملكة عبر مرور السنين، حيث تظهر لنا كيف دخلت التنمية والتعليم لكل بيت سعودي ولكل مدينة وقرية وهجرة. وبيان جملة من المفاهيم الشرعية والوطنية مثل مفهوم الوسطية والانتماء وحقوق المعاهدين، ونشر ثقافة الحوار الهادف واستيعاب الآراء واحترامها، وتنمية مهارات التفكير، وبيان خطورة مصادر التلقي المشبوهة المثيرة للفرقة والضلال، ونشر قيمة المحبة والألفة بين أبناء الوطن، ونبذ العنف، لأنها تعمل على نشر ثقافة الحوار التي يحتاجها مجتمعنا كباراً وصغاراً، كيف لا وقد أمرنا ديننا الإسلامي بإزالة الأذى من الطريق ونشر الابتسامة بيننا وأن كل نفس رطبة فيها صدقة... وأن رسولنا محمد عليه السلام هو خير قدوة لنا، وأن الله بعثنا مبشرين وليس منفرين، وتفعيل دور الأسرة في تنمية حب الوطن في قلوب الأبناء وذلك من خلال بيان حقوق الوطن على الأبناء ودورهم في بيان دور الأبناء تجاه وطنهم للحفاظ على أمنه الفكري والأمني. وتنمية دور المواطن تجاه وطنه في السراء والضراء من خلال مؤسسات المجتمع للمشاركة في تطويره والمساهمة في المحافظة عليه ومحبته لأفراده ولقيادته ولعلمائه وفرحه بإنجازاته وحرصه على استقراره، وتتجلى وطنية المواطن السعودي من خلال حرصه على أمن وطنه الفكري والاقتصادي والاجتماعي والأمني ودوره الكبير في نشر المحبة بين أفراد وطنه والدعاء لولاة أمره وعلمائه. وبيان حقوق المعاهدين الذين يعيشون في وطننا وأن لهم حقوقا علينا حفظها لهم ديننا الإسلامي والمتعلّقة بأموالهم ودمائهم واعراضهم وأنهم قدموا لوطننا لمساعدتنا ولتطوير وطننا.
وقال: إن وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة تعد من أهم الأدوات المهمة والمؤثرة في تنمية المواطنة والأمن الفكري من خلال البرامج التالية:
إعداد برامج تلفزيونية جديدة تعتمد على اختيار الرسالة المناسبة للمشاهد واختيار المادة الإعلامية الجيدة، وزيادة البرامج الحوارية التي تقوم على حوار الشباب وتوضيح دورهم في الحياة ودورهم تجاه وطنهم، وإعداد برامج توضح الدور المطلوب من الطالب تجاه وطنه من الناحية الأمنية ومن الناحية الفكرية ومن الناحية الاجتماعية.
وللمؤسسات التربوية دور كبير في تزويد منسوبيها بالعديد من القيم والبرامج التي تساهم في تنمية حب الوطن في قلوب منسوبيها وبيان فضل ولاة الأمر ودورهم الكبير في تطوير الوطن والحفاظ على مكتسباته وبيان خطر الفكر المنحرف وآثاره المدمرة على الشخص وعلى المجتمع، ومواصلة إجراء الندوات التي تعقب بعض الأحداث الإجرامية لتوضيح خطورة التفجير وخطورة الفكر الذي يحمله أصحابه والأسباب الي أوصلتهم إلى هذا المنحدر، وبيان الخصائص التي تميز بها وطننا الكريم عن الأوطان الأخرى من خلال وجود الحرمين الشريفين وتطبيق الشريعة الإسلامية، وبيان خطورة الإرهاب على المجتمع وعلى نهضة الوطن وخطورة أصحاب الأفكار الضالة على دينهم وعلى مجتمعهم، وفضل رجال الأمن ودورهم الكبير بالتضحية بحياتهم من أجلنا ومن أجل وطننا، وأهمية مؤسسات وطننا الأمنية والمدنية في تطور الوطن وازدهاره، ونشر ثقافة الحوار وتفعيله بين أبناء المجتمع وبين جميع مؤسساته، وإبراز الفكر الوسطي المعتدل لدى الناشئة من مصادره الشرعية المعتبرة، ونشر الوعي الشرعي والوطني الصحيح في أوساط الطلاب والطالبات وذلك من خلال ما يتعلّق بقضايا الغلو والتكفير، وبيان حقوق ولاة الأمر وهيئة كبار العلماء وأهمية أخذ العلم منهم.
وتحدث أستاذ العقيدة بجامعة الإمام، الدكتور علي بن عبدالله الشبل قائلاً:
لقد بُليت المملكة العربية السعودية منذ عدة عقود بآثار التشدد في الدين من بعض أطياف المجتمع منذ عدة عقود، فبدءاً من فتنة الاخوان والتي تكاملت في معركة السبلة في سنة (7431ه) إلى حادثة الحرم من فئة غالية بدأ عام (0041ه) إلى هذه الحواث بالقتل والتفجير والتكفير والتدمير من بعض الفئات الضالة، حتى أضحت بلاد الحرمين وقبلة المسلمين ومأوى قلوبهم ومنار هدايتهم تُصلى بنار الغلو والتشدد والتطرف وإرهاب الآمنين المعصومين في دمائهم وأعراضهم وأموالهم..
وقد تنوعت الجهود المبذولة على مختلف الأصعدة الرسمية والشعبية، والعامة والخاصة في صد هذا الانحراف العقدي والفكري والسلوكي الخطير، ومن عدة جهات أمنية وعلمية واجتماعية واستراتيجية... وفي نفس المقام سأحاول إبراز الجهود العلمية المبذولة في هذا الاتجاه تنويهاً ورصداً وتوجيهاً وعلاجاً.
أولاً: جهود هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء.
وقد سبقت هذه الجهة العلمية - وهي أكبر مستوى علمي ديني في البلاد - إلى التنديد بمثل تلكم الأعمال التخريبية، ونبذها والتحذير منها من خلال البيانات والقرارات الصادرة عن هيئة كبار العلماء في دوراتها الاعتيادية والطارئة، بدءاً من حادثة العليا في عام (6141ه) إلى الوقت الحاضر، وكذلك ما صدر عن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء، وعن سماحة مفتي عام المملكة وعن أعضاء هيئة كبار العلماء مجتمعين أو مفردين من الفتاوى والبيانات والأحكام العلمية والشرعية التي تدين تلكم الجرائم من تكفير وتفجير وتدمير وخطف للطائرات وهدر للطاقات وحجز للرهائن... وتجرِّم فاعلها وتبرئ الإسلام من تلكم التصرفات، منيطة ذلك بقواعد الشريعة في حفظ الضروريات الخمس: الدين والعقل والنفس والأرض والمال، وتعظيم الدماء والعهود، وتحريم الغدر والظلم، وكشف الشبه الزائفة في التكفير والتبديع والتفسيق.
ثانياً: جهود الجامعات والعلماء وأساتذة الجامعات.
وهم الصفوة بعد كبار العلماء ممن تناولوا هذه القضايا النازلة بالبحث والدراسة والغوص في الجذور والأسباب والنتائج وسبل العلاج من خلال: البحوث العلمية المعمقة والمركزة في هذه الفتنة، وأسبابها وتأريخها وعواقبها، والأطاريح العليا في رسائل الماجستير والدكتوراه، وإقامة المؤتمرات العالمية العلمية، وعقد الندوات، وحلقات البحث والنقاش، وعقد البرامج الإعلامية والحوارية والإرشادية في وسائل الإعلام المتنوعة تحذيراً وإرشاداً، وصياغة المناهج الدراسية الدينية والتربوية والاجتماعية على أساس سماحة الإسلام واعتداله، والأدوار الإرشادية وكشف الشبه والتوجيه، وبيان الغوائل والعواقب من قبل طلاب العلم والعلماء والباحثين.
ثالثاً: جهود وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ورئاسة الهيئات وأجهزة التوجيه
وهي الجهات المسؤولة عن التوجيه الديني والإرشادي، إن على مستوى وزارات أو ضمنها، في معالجة هذه الظاهرة من خلال وسائل كثيرة وذلك بقيام المسجد بدوره من خلال الإمام وخطب الجمعة والمحاضرات والندوات العلمية والوعظية، ومن خلال توزيع الكتب والنشرات والتسجيلات ذات العلاقة، ومن خلال محاصرة هذا الفكر الدخيل وتحجيمه ومحاربته وعزله عن التأثير كذلك بإيجاد البرامج العلمية والدعوية والتربوية الموجهة إلى شغل الشباب عن هذه الفتن من خلال مناح عدة، كمسابقات حفظ القرآن والسنّة النبوية، والمجتمعات والمراكز الموسمية، والدورات العلمية والتوعية والمعارض، وعرض الأخطار.
رابعاً: جهود وزارة الإعلام والثقافة
وذلك من خلال إذاعة القرآن الكريم بالخصوص، حيث تتولى التوجيه الديني تركيزاً ومعالجة لهذه الظواهر من خلال مشاركة أصحاب الفضيلة من العلماء والقضاة وأساتذة الجامعات وطلبة العلم، وذوي الخبرة.
ومن خلال أيضاً بقية الإذاعات والصحف والمجلات والبرامج التلفازية في القنوات، الأولى والثانية والإخبارية، حيث برزت معالجة هذه الحوادث من عدة زوايا دينية وعلمية اجتماعية وثقافية وتربوية، ومن خلال برامج حوارية وندوات وأحاديث وتوجيه... وإن كانت في الجملة دون المستوى المطلوب والمأمول بالنظر إلى أثر الإعلام بمستوياته في التوجيه والتأثير والعلاج.
خامساً: جهود المؤسسات العلمية الخيرية
وهي المؤسسات غير الربحية، التي لها جهود علمية خيرية في دعم البحث العلمي وحركة العلم والتوجيه والثقافة في المجتمعات وفي بلادنا المملكة العربية السعودية ترى هذه الجمعيات الخيرية والمراكز البحثية والجهات العلمية التي تحظى بالباحثين العلماء، وتعنى بالبحوث والدراسات ولا سيما في النوازل التي تصيب المسلمين ومن ذلك الإرهاب المذموم الناشئ عن الغلو والتطرف والعنف الديني غير المبرر وغير المقبول.
فقامت تلكم المراكز والجمعيات بطرح الجوائز والمسابقات للباحثين العلماء ولعلاج هذه الظواهر.
والمقصود أن الجهود العلمية المبذولة في المملكة العربية السعودية في مكافحة الغلو والتشدد والعنف والإرهاب المذموم طالت أصعدة شتى وجهات حكومية ومؤسسية وشعبية عديدة من خلال التوجيه والإرشاد والتحذير من هذه العقيدة الضالة بهذا الفكر المنحرف عن الحق والعدل والقسط ووسطية الإسلام عقيدة وشريعة.
وأيضاً من خلال البحث عن الأسباب والجذور والبواعث لهذه الأفكار وردود أفعالها!
ولكن الملاحظ أن المنحنى البارز في تركيز تلك الجهود العلمية والدعوية المبذولة هو في الجانب الديني من خلال الوعظ ومن خلال الطرح العلمي والرصين المتميز، حيث ثقة الدولة والرعية والوافدين في الدين والعلماء ثقة قوية ومؤثرة وقد أمكن توظيف هذا الجانب بما عكس وحدة الصف من العلماء والمشايخ مع جهود الدولة في المملكة العربية السعودية في محاربة ومعالجة هذه الظواهر ولله الحمد والمنة.
وثمة جهود مبذولة في العناية بالشباب - وهم عماد الأمة ومعقد الأمل - بالتوجيه والتحذير وراء المناهج الضالة سواء كانت مناهج غلو وتشدد يفضي إلى العنف والتكفير، أو مناهج انحراف وتحلل بنبذ الدين والاستقامة عليه، فهذان ضدان لا يجتمعان، ويجب من ناحية العدل والإنصاف ذمهما جميعاً.
كما أن المأمول، فيمن وقع من الشباب ضحية لمناهج الغلو والتكفير بالعناية بمعالجتهم المعالجة النافعة من حسن التعليم والتربية، وكشف الشبه وإيضاح الحقائق - الملبس عليهم فيها - تجاه دولتهم - المملكة العربية السعودية - وتجاه مواقفها وخصائصها الإسلامية والعلمية المميزة لها عن بقية دول المسلمين، وتجاه علمائها وقضاتها ومناهج تعليمها، وأحكامها القضائية الشرعية.
كذلك من الأسباب المؤثرة في هذا الجانب إبراز خصائص ومميزات المجتمع السعودي والذي تحكم دولة - لها راعية شرعية معتبرة - وترعى دعوة. إن إبراز تلك الخصائص العامة والخاصة لها يعطي الثقة وتحقق الاعتبار لهذه الدولة الدعوية، ومن أهم هذه الخصائص:
1 - تحكيم الشريعة الإسلامية، والتحاكم إليها، حيث عمل القضاة والمحاكم الشرعية في الخصومات والحدود والجنايات وأحكام الأسرة والأحوال الشخصية.. وهو بالأحكام الشرعية. وللنظر القضائي الحصانة والاختصاص عبر مجالسه المتعددة.
2 - وشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر معلن بها في هذه البلاد من خلال جهاز في مرتبة وزارة يقوم بهذا الواجب عن الامة، امتثالاً لقوله تعالى: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون} (آل عمران: 401).
3 - وأيضاً مناهج التعليم الديني في التوحيد والفقه والحديث والتفسير والسلوك - قائمة على منهاج الاستقامة من دين الله، وعلى منهج الوسطية من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم ترب على الغلو والعنف والتشدد، وإنما شأنها مكافحة ذلك بالعلم والبصيرة التي تدفع الغلو والتشدد وتحذر منه. أكد عدد من المختصين في العقيدة والتربية والتعليم أن إهمال الأسرة وتهاون المعلمين مدعاة للأفكار المنحرفة وأن التكفير والتفجير والتدمير وخطف الطائرات وحجز الرهائن أمور لا يقرها الإسلام، وقالوا بأن الوسطية والانتماء وحقوق المعاهدين ونشر ثقافة الحوار من أبرز المفاهيم الشرعية المطلوب تعزيزها.
في البداية تحدث مدير مركز الإشراف التربوي بالسويدي الدكتور عبدالله بن ناجي آل مبارك، وقال: يُعد موضوع الإرهاب من المواضيع المهمة التي تناولها الكثير من المهتمين بالتربية ومراكز الأبحاث المتنوعة على مستوى العالم، ولقد أقيمت العديد من المؤتمرات والندوات العالمية لمناقشة هذه الظاهرة المهمة التي هزت جميع أركان العالم وكان من أهم هذه المؤتمرات المؤتمر الذي عقد في وطننا المملكة العربية السعودية وحضره العديد من المفكرين من دول العالم، ولقد توصلت بعض الأبحاث والندوات إلى أن من أسباب هذا الانحراف الفكري يعود إلى إهمال الأسرة وضعف متابعتها لأبنائها، وظهور بعض الفتاوى المجهولة التي ساهمت في شيوع ثقافة القتل والتفجير، وظهور من يدعي العلم الشرعي وهم ليسوا أهلاً له وبشكل مخفي تحت أسماء معينة، وتشويه صورة المجتمع وتكفيرهم، وعدم تلقي العلم الصحيح على يد العلماء المعتبرين والذين لهم الفضل الكبير في توجيه الناس وهم من عرفوا بعلمهم وبفضلهم مثل أعضاء هيئة كبار العلماء، ونشر ثقافة العنف وكره الآخر وخاصة من يخالفهم في الرأي، وهذا ما ظهر في مقابلة من عاد إلى جادة الطريق السليم، وتأثير الاقران على بعضهم البعض، وتصوير المفجرين والمكفرين أنفسهم بأنهم هم المنقذون للبشرية، ونشر لغة التشاؤم بين أفرادهم والنظر إلى الحياة نظرة سوداوية، وتضخيم بعض هؤلاء الأفراد وتسميتهم ببعض المسميات لغسل عقولهم، وسفر بعض الشباب إلى بعض الأماكن التي هي بعيدة عن منهج السلف الصالح.
وبيَّن مبارك الأسباب المساعدة على تنمية حب الوطن وتنمية الأمن الفكري وذلك من خلال تعميق الولاء لله ولكتابه ولرسوله عليه الصلاة والسلام، وطاعة ولاة الأمر ومحبتهم والإخلاص لهم وبيان فضلهم من الكتاب والسنَّة، تحقيقاً لوحدة الكلمة ووحدة الصف واجتماع الكلمة ومنعاً للافتراق والتشتت واستتباباً للأمن بكل ما فيه من الأشياء المادية والمعنوية، ولولاة أمرنا دور كبير ومهم في نشر الأمن وتوفير الحياة الاقتصادية السعيدة لأبناء الوطن، والتأكيد على مكانة العلماء ودورهم في ضمان الوحدة الوطنية وتعميق مفهوم المواطنة وأسسها الشرعية وتوكيد دورهم في رد الشبه وتقويم الانحراف في فهم نصوص الكتاب والسنّة لاجتماع الكلمة في التعامل بين المسلمين أنفسهم وبين المسلمين وغيرهم، وتحقيق معنى الجسد الواحد لهذا الوطن من خلال نشر الوعي في أوساط الطلاب والطالبات فيما يتعلّق بأدوارهم ومسؤولياتهم في المحافظة على أمن الوطن، وتوضيح ميزات هذا البلد الشرعية والحضارية وبيان الجهود التي بذلت في توحيد هذا الوطن والمحافظة عليه، وبيان دور الطلاب في المحافظة على مكتسبات الوطن ومقدراته ومحاولة الرقي به، وتعزيز حب الطلاب لوطنهم باعتباره بيتنا الكبير. وتعميق مفهوم الوحدة الوطنية بين أبناء المملكة العربية السعودية والتي تعد ركيزة من ركائز مقومات هذا الوطن ومسلمة من مسلمات تطوره وتقدمه ودليلاً قاطعاً على تلاحم هذا الشعب مع قيادته. إذ تظهر لنا الوحدة الوطنية قصة التلاحم بين أبناء هذا الشعب من تاريخ آبائنا وأجدادنا إلى يومنا هذا. والوحدة الوطنية في مملكتنا تبرز لنا قصة الحضارة التي عاشتها المملكة عبر مرور السنين، حيث تظهر لنا كيف دخلت التنمية والتعليم لكل بيت سعودي ولكل مدينة وقرية وهجرة. وبيان جملة من المفاهيم الشرعية والوطنية مثل مفهوم الوسطية والانتماء وحقوق المعاهدين، ونشر ثقافة الحوار الهادف واستيعاب الآراء واحترامها، وتنمية مهارات التفكير، وبيان خطورة مصادر التلقي المشبوهة المثيرة للفرقة والضلال، ونشر قيمة المحبة والألفة بين أبناء الوطن، ونبذ العنف، لأنها تعمل على نشر ثقافة الحوار التي يحتاجها مجتمعنا كباراً وصغاراً، كيف لا وقد أمرنا ديننا الإسلامي بإزالة الأذى من الطريق ونشر الابتسامة بيننا وأن كل نفس رطبة فيها صدقة... وأن رسولنا محمد عليه السلام هو خير قدوة لنا، وأن الله بعثنا مبشرين وليس منفرين، وتفعيل دور الأسرة في تنمية حب الوطن في قلوب الأبناء وذلك من خلال بيان حقوق الوطن على الأبناء ودورهم في بيان دور الأبناء تجاه وطنهم للحفاظ على أمنه الفكري والأمني. وتنمية دور المواطن تجاه وطنه في السراء والضراء من خلال مؤسسات المجتمع للمشاركة في تطويره والمساهمة في المحافظة عليه ومحبته لأفراده ولقيادته ولعلمائه وفرحه بإنجازاته وحرصه على استقراره، وتتجلى وطنية المواطن السعودي من خلال حرصه على أمن وطنه الفكري والاقتصادي والاجتماعي والأمني ودوره الكبير في نشر المحبة بين أفراد وطنه والدعاء لولاة أمره وعلمائه. وبيان حقوق المعاهدين الذين يعيشون في وطننا وأن لهم حقوقا علينا حفظها لهم ديننا الإسلامي والمتعلّقة بأموالهم ودمائهم واعراضهم وأنهم قدموا لوطننا لمساعدتنا ولتطوير وطننا.
وقال: إن وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة تعد من أهم الأدوات المهمة والمؤثرة في تنمية المواطنة والأمن الفكري من خلال البرامج التالية:
إعداد برامج تلفزيونية جديدة تعتمد على اختيار الرسالة المناسبة للمشاهد واختيار المادة الإعلامية الجيدة، وزيادة البرامج الحوارية التي تقوم على حوار الشباب وتوضيح دورهم في الحياة ودورهم تجاه وطنهم، وإعداد برامج توضح الدور المطلوب من الطالب تجاه وطنه من الناحية الأمنية ومن الناحية الفكرية ومن الناحية الاجتماعية.
وللمؤسسات التربوية دور كبير في تزويد منسوبيها بالعديد من القيم والبرامج التي تساهم في تنمية حب الوطن في قلوب منسوبيها وبيان فضل ولاة الأمر ودورهم الكبير في تطوير الوطن والحفاظ على مكتسباته وبيان خطر الفكر المنحرف وآثاره المدمرة على الشخص وعلى المجتمع، ومواصلة إجراء الندوات التي تعقب بعض الأحداث الإجرامية لتوضيح خطورة التفجير وخطورة الفكر الذي يحمله أصحابه والأسباب الي أوصلتهم إلى هذا المنحدر، وبيان الخصائص التي تميز بها وطننا الكريم عن الأوطان الأخرى من خلال وجود الحرمين الشريفين وتطبيق الشريعة الإسلامية، وبيان خطورة الإرهاب على المجتمع وعلى نهضة الوطن وخطورة أصحاب الأفكار الضالة على دينهم وعلى مجتمعهم، وفضل رجال الأمن ودورهم الكبير بالتضحية بحياتهم من أجلنا ومن أجل وطننا، وأهمية مؤسسات وطننا الأمنية والمدنية في تطور الوطن وازدهاره، ونشر ثقافة الحوار وتفعيله بين أبناء المجتمع وبين جميع مؤسساته، وإبراز الفكر الوسطي المعتدل لدى الناشئة من مصادره الشرعية المعتبرة، ونشر الوعي الشرعي والوطني الصحيح في أوساط الطلاب والطالبات وذلك من خلال ما يتعلّق بقضايا الغلو والتكفير، وبيان حقوق ولاة الأمر وهيئة كبار العلماء وأهمية أخذ العلم منهم.
وتحدث أستاذ العقيدة بجامعة الإمام، الدكتور علي بن عبدالله الشبل قائلاً:
لقد بُليت المملكة العربية السعودية منذ عدة عقود بآثار التشدد في الدين من بعض أطياف المجتمع منذ عدة عقود، فبدءاً من فتنة الاخوان والتي تكاملت في معركة السبلة في سنة (1347ه) إلى حادثة الحرم من فئة غالية بدأ عام (1400ه) إلى هذه الحواث بالقتل والتفجير والتكفير والتدمير من بعض الفئات الضالة، حتى أضحت بلاد الحرمين وقبلة المسلمين ومأوى قلوبهم ومنار هدايتهم تُصلى بنار الغلو والتشدد والتطرف وإرهاب الآمنين المعصومين في دمائهم وأعراضهم وأموالهم..
وقد تنوعت الجهود المبذولة على مختلف الأصعدة الرسمية والشعبية، والعامة والخاصة في صد هذا الانحراف العقدي والفكري والسلوكي الخطير، ومن عدة جهات أمنية وعلمية واجتماعية واستراتيجية... وفي نفس المقام سأحاول إبراز الجهود العلمية المبذولة في هذا الاتجاه تنويهاً ورصداً وتوجيهاً وعلاجاً.
أولاً: جهود هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء.
وقد سبقت هذه الجهة العلمية - وهي أكبر مستوى علمي ديني في البلاد - إلى التنديد بمثل تلكم الأعمال التخريبية، ونبذها والتحذير منها من خلال البيانات والقرارات الصادرة عن هيئة كبار العلماء في دوراتها الاعتيادية والطارئة، بدءاً من حادثة العليا في عام (1416ه) إلى الوقت الحاضر، وكذلك ما صدر عن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء، وعن سماحة مفتي عام المملكة وعن أعضاء هيئة كبار العلماء مجتمعين أو مفردين من الفتاوى والبيانات والأحكام العلمية والشرعية التي تدين تلكم الجرائم من تكفير وتفجير وتدمير وخطف للطائرات وهدر للطاقات وحجز للرهائن... وتجرِّم فاعلها وتبرئ الإسلام من تلكم التصرفات، منيطة ذلك بقواعد الشريعة في حفظ الضروريات الخمس: الدين والعقل والنفس والأرض والمال، وتعظيم الدماء والعهود، وتحريم الغدر والظلم، وكشف الشبه الزائفة في التكفير والتبديع والتفسيق.
ثانياً: جهود الجامعات والعلماء وأساتذة الجامعات.
وهم الصفوة بعد كبار العلماء ممن تناولوا هذه القضايا النازلة بالبحث والدراسة والغوص في الجذور والأسباب والنتائج وسبل العلاج من خلال: البحوث العلمية المعمقة والمركزة في هذه الفتنة، وأسبابها وتأريخها وعواقبها، والأطاريح العليا في رسائل الماجستير والدكتوراه، وإقامة المؤتمرات العالمية العلمية، وعقد الندوات، وحلقات البحث والنقاش، وعقد البرامج الإعلامية والحوارية والإرشادية في وسائل الإعلام المتنوعة تحذيراً وإرشاداً، وصياغة المناهج الدراسية الدينية والتربوية والاجتماعية على أساس سماحة الإسلام واعتداله، والأدوار الإرشادية وكشف الشبه والتوجيه، وبيان الغوائل والعواقب من قبل طلاب العلم والعلماء والباحثين.
ثالثاً: جهود وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ورئاسة الهيئات وأجهزة التوجيه
وهي الجهات المسؤولة عن التوجيه الديني والإرشادي، إن على مستوى وزارات أو ضمنها، في معالجة هذه الظاهرة من خلال وسائل كثيرة وذلك بقيام المسجد بدوره من خلال الإمام وخطب الجمعة والمحاضرات والندوات العلمية والوعظية، ومن خلال توزيع الكتب والنشرات والتسجيلات ذات العلاقة، ومن خلال محاصرة هذا الفكر الدخيل وتحجيمه ومحاربته وعزله عن التأثير كذلك بإيجاد البرامج العلمية والدعوية والتربوية الموجهة إلى شغل الشباب عن هذه الفتن من خلال مناح عدة، كمسابقات حفظ القرآن والسنّة النبوية، والمجتمعات والمراكز الموسمية، والدورات العلمية والتوعية والمعارض، وعرض الأخطار.
رابعاً: جهود وزارة الإعلام والثقافة
وذلك من خلال إذاعة القرآن الكريم بالخصوص، حيث تتولى التوجيه الديني تركيزاً ومعالجة لهذه الظواهر من خلال مشاركة أصحاب الفضيلة من العلماء والقضاة وأساتذة الجامعات وطلبة العلم، وذوي الخبرة.
ومن خلال أيضاً بقية الإذاعات والصحف والمجلات والبرامج التلفازية في القنوات، الأولى والثانية والإخبارية، حيث برزت معالجة هذه الحوادث من عدة زوايا دينية وعلمية اجتماعية وثقافية وتربوية، ومن خلال برامج حوارية وندوات وأحاديث وتوجيه... وإن كانت في الجملة دون المستوى المطلوب والمأمول بالنظر إلى أثر الإعلام بمستوياته في التوجيه والتأثير والعلاج.
خامساً: جهود المؤسسات العلمية الخيرية
وهي المؤسسات غير الربحية، التي لها جهود علمية خيرية في دعم البحث العلمي وحركة العلم والتوجيه والثقافة في المجتمعات وفي بلادنا المملكة العربية السعودية ترى هذه الجمعيات الخيرية والمراكز البحثية والجهات العلمية التي تحظى بالباحثين العلماء، وتعنى بالبحوث والدراسات ولا سيما في النوازل التي تصيب المسلمين ومن ذلك الإرهاب المذموم الناشئ عن الغلو والتطرف والعنف الديني غير المبرر وغير المقبول.
فقامت تلكم المراكز والجمعيات بطرح الجوائز والمسابقات للباحثين العلماء ولعلاج هذه الظواهر.
والمقصود أن الجهود العلمية المبذولة في المملكة العربية السعودية في مكافحة الغلو والتشدد والعنف والإرهاب المذموم طالت أصعدة شتى وجهات حكومية ومؤسسية وشعبية عديدة من خلال التوجيه والإرشاد والتحذير من هذه العقيدة الضالة بهذا الفكر المنحرف عن الحق والعدل والقسط ووسطية الإسلام عقيدة وشريعة.
وأيضاً من خلال البحث عن الأسباب والجذور والبواعث لهذه الأفكار وردود أفعالها!
ولكن الملاحظ أن المنحنى البارز في تركيز تلك الجهود العلمية والدعوية المبذولة هو في الجانب الديني من خلال الوعظ ومن خلال الطرح العلمي والرصين المتميز، حيث ثقة الدولة والرعية والوافدين في الدين والعلماء ثقة قوية ومؤثرة وقد أمكن توظيف هذا الجانب بما عكس وحدة الصف من العلماء والمشايخ مع جهود الدولة في المملكة العربية السعودية في محاربة ومعالجة هذه الظواهر ولله الحمد والمنة.
وثمة جهود مبذولة في العناية بالشباب - وهم عماد الأمة ومعقد الأمل - بالتوجيه والتحذير وراء المناهج الضالة سواء كانت مناهج غلو وتشدد يفضي إلى العنف والتكفير، أو مناهج انحراف وتحلل بنبذ الدين والاستقامة عليه، فهذان ضدان لا يجتمعان، ويجب من ناحية العدل والإنصاف ذمهما جميعاً.
كما أن المأمول، فيمن وقع من الشباب ضحية لمناهج الغلو والتكفير بالعناية بمعالجتهم المعالجة النافعة من حسن التعليم والتربية، وكشف الشبه وإيضاح الحقائق - الملبس عليهم فيها - تجاه دولتهم - المملكة العربية السعودية - وتجاه مواقفها وخصائصها الإسلامية والعلمية المميزة لها عن بقية دول المسلمين، وتجاه علمائها وقضاتها ومناهج تعليمها، وأحكامها القضائية الشرعية.
كذلك من الأسباب المؤثرة في هذا الجانب إبراز خصائص ومميزات المجتمع السعودي والذي تحكم دولة - لها راعية شرعية معتبرة - وترعى دعوة. إن إبراز تلك الخصائص العامة والخاصة لها يعطي الثقة وتحقق الاعتبار لهذه الدولة الدعوية، ومن أهم هذه الخصائص:
1 - تحكيم الشريعة الإسلامية، والتحاكم إليها، حيث عمل القضاة والمحاكم الشرعية في الخصومات والحدود والجنايات وأحكام الأسرة والأحوال الشخصية.. وهو بالأحكام الشرعية. وللنظر القضائي الحصانة والاختصاص عبر مجالسه المتعددة.
2 - وشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر معلن بها في هذه البلاد من خلال جهاز في مرتبة وزارة يقوم بهذا الواجب عن الامة، امتثالاً لقوله تعالى: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون} (آل عمران: 104).
3 - وأيضاً مناهج التعليم الديني في التوحيد والفقه والحديث والتفسير والسلوك - قائمة على منهاج الاستقامة من دين الله، وعلى منهج الوسطية من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم ترب على الغلو والعنف والتشدد، وإنما شأنها مكافحة ذلك بالعلم والبصيرة التي تدفع الغلو والتشدد وتحذر منه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.