سقطت الأقنعة وانكشف ما وراءها. تلك الوجوه التي كانت تختبئ خلفها الأصوات التي كانت تلعلع في الديوانيات والمجالس قائلة: ان نادي النصر ملكية تابعة للرمز العظيم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن سعود - عليه رحمه الله - ولاضير فإن هذا النادي قام على اكتاف رجال وبذلك الفكر النابع من قناعة تامة بأن البداية تصاحبها صعوبات مختلفة ذللها وقضى عليها ذلك الرجل وصارع الأمواج حتى استطاع ان يبني صرحاً رياضياً علا اسمه وشاع صيته حتى عبر القارات والمحيطات وحقق الكثير من البطولات منذ ان انضم الى قافلة الكبار في عام 1383ه وحتى هذا التاريخ وهو في مصاف بل وفي مقدمة الأندية السعودية والعربية بل والعالمية نسبة الى مشاركته في بطولة اندية العالم ونتائجه المشرفة فيها. انني اتساءل أين تلك الأصوات التي تقول ان نادي النصر حكر وملك لذلك الإنسان؟! الذي انتقل الى جوار ربه وقد انشأ مدرسة رياضية قوامها ابناؤه ومحبو هذا النادي العريق الذي أوجد له مكانة وشعبية لا يستهان بها. ان تلك التي اختبأت خلف الحيطان وقت النداء ولم يتقدم سوى سمو الأمير سعد بن فيصل ثم قدم استقالته لأسباب لا نعرفها تاركاً المجال لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالرحمن ليعيد دوره التاريخي والريادي ليعطي هذا الكيان مما يملك من خلفيته الرياضية كشخصية رياضية تملك المعرفة والخبرة الرياضية ومحبوبة لدى الجميع بتلك السجايا الحميدة التي عرف بها عند كل الرياضيين عامة ولديه اسلوب في التعامل الرياضي الشفاف بعيداً عن التعالي وتجريح الآخرين واستغلال هزات الآخرين للتشفي بالخصم في لحظة انتصاراته. وكل هذه الميزات والصفات يشهد بها خصومه قبل غيرهم وجعلت من هذا الرجل صديقاً للجميع. ان تلك الكبوات التي توالت على هذا النادي في عظمها وكبر حجمها كفيلة بأن تجعل هذا النادي في تعداد المنقرضين الا انه استطاع التغلب على كل هذه المشاكل والعقبات سواء كانت مالية او ادارية بجهود رجال منهم العميد فهد المشيقح الابن المخلص لهذا النادي. ان البطل يسقط واقفاً شامخاً امام كل التحديات منتصراً على سائر الظروف، يأبى الخضوغ والخنوع والانسحاب من الساحة ليقول لكل الناس (النصر بمن حضر) وهي مقولة الرمز الكبير. ان نادي النصر جزء من بيتنا الرياضي اذا اصيب تداعت له باقي الأركان فقوته واستمراره بهياكله الإدارية والفنية هي قوة لنادي الهلال فلا هلال بدون نصر ولا نصر بدون هلال كما هي حال الأندية في جميع أنحاء مملكتنا الحبيبة. اننا نتوجه بأجنحة الحب الى كل انديتنا ان تبقى متماسكة رغم كل الظروف المادية التي تعيش تحت وطأتها وان تتخلى تلك الشخصيات التي تتمسك بتلك التصريحات الصاعقة المتكررة كمؤهل رياضي تنفرد به كعطاء غير مفيد لا ينطلي على المدركين محاولة الظهور في كل المناسبات الرياضية على انها معطاءة رغم ادراك الجميع من هو الذي لا يدخر مالاً ولا جهداً الا وقدمه بعيداً عن الفلاشات ومقدمات الصحف الرياضية تاركاً عمله يتحدث عنه وجاعلاً الآخرين يلعلعون قولاً احترافياً تخصصوا فيه بدون أدنى دعم مالي كبير ومفيد ليسد حاجة متطلبات النادي الذي هو في أمس الحاجة الى المال في هذا الوقت الزاخر بتلك العقود المرتبطة بجلب اللاعبين الأجانب التي ترهق كاهل كل أو أغلب الإدارات ناهيك عن المتطلبات الأخرى المتعددة التي تلتصق بتسيير سياسة النادي الإدارية والمالية. وبعيداً عن ذكر الأسماء فأن الأندية بأمس الحاجة الى من يعطي مالاً لا من يصرح في كل مناسبة بدون فائدة تذكر!!. ٭ أستاذ محاضر في قانون كرة القدم