"هذا الإنجاز من الوطن وإلى الوطن" قالها الدكتور عبدالله الربيعة، الذي تشرفت أن أكون معه ضمن فريق التسجيل التقني، في أول عملية له لفصل توأمتين سياميتين، عام .92.وسوف أعيد سؤال الأمس مرة أخرى: - لماذا اقتطف هذه الجملة بالذات من كل الكلام الطبي، الذي ذكره الدكتور الربيعة أثناء المؤتمر الصحفي الأربعاء الماضي بمناسبة تاسع عملية فصل توأم سيامي؟!! لأنه، وبصفتي أحد شهود العملية الأولى، لم يكن ضمن الفريق الجراحي والطبي والتأهيلي، سوى ثلاثة أو أربعة من أبناء البلد، أمّا البقية، فمن الأجانب في حين ان العملية التاسعة، والتي أجريت الأسبوع الماضي سجلت حضوراً طاغياً لأبنائنا وبناتنا، في كل المجالات الجراحية والطبية والتمريضية والتشخيصية والفنية وهو أمر يُسجل لصالح مدينة الملك عبدالعزيز الطبية ولصالح أبناء الوطن، الذين أثبتوا ويثبتن أنهم قادرون على التفوق في كل المجالات العلمية، ليلفتوا نظر العالم لهم، كدعاة سلام وإخاء وتحضر وإبداع. إننا، وإن استمرت عجلة توطين الكفاءات، وإعطاؤها حقها الكامل ودعم مسيرتها بالغالي والنفيس، فسنشهد عمليات خارقة مثل هذه العملية الباهرة، على أيدي فرق وطنية طبية مئة بالمئة، وستكون جملة الدكتور الربيعة: "من الوطن وإلى الوطن"، شاهقة في سماء الوطن، كما كانت يوم الأربعاء الماضي.