نستطيع أن نقول إن الحوار الوطني الخامس نحن والآخر الذي عقد مؤخرا في أبها قد حقق ثقافة حوارية راقية بين الأفراد المتحاورين وأشبع رغبة وحاجة ماسة لدى المشاركين والمشاركات.. ولكن كنا بحاجة إلى خطوة أولى اتفق عليها أغلبهم وهي أنه قبل أن نتحاور مع الآخر الذي لم يكن موجوداً في مجلس حوارنا!! كان من المفترض أن نتحاور «نحن مع نحن» بحكم أننا مجتمع كبير يضم أطيافاً وثقافات مختلفة فقد استغرق المتحاورون في هذا اللقاء وقتاً طويلاً ومداخلات عدة في المطالبة بإقرار التعددية المذهبية، والمطالبة بتمكين المرأة من حقوقها المدنية والمجتمعية، وتعزيز دورها في التنمية الوطنية عوضاً عن ممارسات التهميش والإقصاء التي تمارس عليها! واجتهد بعضهم في وصف الحوار وأهميته وتقصير أفراد المجتمع في انتهاج ذلك الأسلوب الحضاري.. مما أدى إلى ورود تنبيهات عديدة من رؤساء الجلسات حتى لا يحيد المداخلون ويبتعدوا عن محاور اللقاء مع الآخر.. ولم ينتبهوا أن ذلك الموضوع المفيد الذي طرح للحوار كان مرحلة لاحقة لموضوع أهم فتوحيد كلمة الصف الداخلي ومواجهة الأفكار وطرحها بشفافية وموضوعية على طاولة النقاش كان سيوفر جهداً كبيراً ويركز المشاركات حول علاقتنا بالآخر ذلك الذي أثار جدلاً وحماساً كبيراً ما بين متحفظ! ومتحفز! ولكن مع كل تلك المناوشات والاختلافات والآراء المتشددة أحياناً والخيالية أحياناً أخرى خرج السعوديون بأسلوب حضاري جميل على مرأى ومسمع الجميع في الداخل والخارج.. وأثبتت المرأة السعودية من خلال هذا اللقاء أنها قادرة، ومتواجدة، وفاعلة، ومدركة، ولديها الكثير الذي تمنحه، وفي المحصلة هي سعودية مشرفة في مواقع المسؤولية. ونأمل للأهمية؟! من مركز الحوار الوطني ذلك الجهد الوطني المشكور والسعي المبرور، أن يطرح موضوعاً داخلياً للنقاش في اللقاء السادس حول المذاهب المشاعة في بلادنا لنصل على الأقل إلى وجهة نظر متقاربة!! عوضاً عن تلك الحساسية والأمية التي يلقى بها أحدنا الآخر المواطن الذي يختلف عنا في مذهبه!!. [email protected]