يلقي الرئيس المصري حسني مبارك اليوم الاثنين خطاباً أمام الجلسة المشتركة لمجلسي الشعب والشورى في مستهل الدورة البرلمانية الجديدة ، يحدد فيه ملامح العمل السياسي في المرحلة المقبلة ، التي ستتركز على مواصلة مسيرة الإصلاح السياسي والاقتصادي ، وضرورة التعاون بين الأغلبية والمعارضة لدعم العملية الديمقراطية . وسيكون اليوم أيضا هو آخر يوم في عمل حكومة الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء ، غير أن الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم أعلن عبر موقعه الرسمي على شبكة الانترنت أن حكومة نظيف ستستمر في أداء عملها رغم تقديم استقالتها عقب الانتخابات الرئاسية في سبتمبر الماضي ، وذلك حتى إعلان التشكيل الوزاري الجديد بناء على تكليف من الرئيس مبارك . وأكد الحزب الحاكم في وقت سابق أن حكومة نظيف ستقدم استقالتها عقب الجلسة المشتركة لمجلسي الشعب والشوري اليوم ، حيث يعقد مجلس الوزراء اجتماعا لمدة عشر دقائق برئاسة نظيف يخصص لقراءة خطاب الاستقالة ، ثم يتوجه نظيف إلى مقر رئاسة الجمهورية لتسليم الرئيس خطاب الاستقالة ، ثم يأمر الرئيس بإعداد التشكيل الوزاري الجديد ، مما يعني أن يوم الاثنين كان مقررا أن يكون آخر يوم عمل للحكومة الحالية .ومن المنتظر أن يتضمن التشكيل الوزاري الجديد - حسب ما ذكر الموقع الرسمي للحزب الوطني - وزراء لديهم القدرة على العمل الميداني والتعامل مع مشاكل الجماهير بحسم ومعظمهم من الشباب وقيادات الحزب الوطني وهو مايعني خروج عدد من الوزراء الذين تجاوزوا سن الستين ، اضافة الى الحديث عن دمج وإلغاء بعض الوزارات في التشكيل الجديد . الى ذلك يشهد الرئيس مبارك بعد غد «الأربعاء» الاحتفال بعيد العلم ، بحضور الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء ، و15 من وزراء حكومته هم : وزراء الدفاع والثقافة والقوى العاملة والأوقاف والتأمينات الاجتماعية والإنتاج الحربي والإعلام والتخطيط والصحة والتنمية المحلية والزراعة والتعليم العالي والتربية والتعليم والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ، ، ومن المنتظر أن يكرم مبارك 16 من العلماء الفائزين بجوائز الدولة في العلوم والعلوم التكنولوجية لعام 2004 . من جانبه أبدى حزب الوفد المعارض مخاوف من حدوث أزمة دستورية في حالة تأخر إعلان التشكيل الوزاري الجديد بعد انتهاء الجلسة المشتركة لمجلسي الشعب والشورى اليوم ، مؤكدا أنه لم تعد لهذه الحكومة صلاحية في اتخاذ أي قرار ، خاصة وأن القرار الجمهوري الأخير الذي صدر في هذا الشأن يطالب حكومة نظيف بالاستمرار في أداء عملها لحين الانتهاء من الانتخابات البرلمانية . وتوقع مراقبون أن يكلف الدكتور نظيف بتشكيل الحكومة الجديدة للمرة الثانية وأشارت مصادر مطلعة الى أن مشاورات اختيار الوزراء الجدد أوشكت على الانتهاء مرجحة خروج وزراء جيلي الوسط والقدامى من التشكيل الجديد باستثناء ثلاثة وزراء منهم وزير الدفاع محمد حسين طنطاوي ووزير التنمية المحلية عبد الرحيم شحاتة ، وأن وزراء الجيل الجديد باقون في مواقعهم باستثناء وزيرين لظروفهما الصحية . كان صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطني أعلن أن الحزب سيعمل بالتنسيق مع الحكومة الجديدة فور تشكيلها على وضع خطة متكاملة لمناقشة القضايا العامة ووضع خطة تشريعية من خلال سياسة ورؤية جديدة وعمل جاد مشترك بين الحزب والحكومة ، وذلك على ضوء أولويات القضايا الجماهيرية التي سيحددها الرئيس حسني مبارك في خطابه أمام الجلسة المشتركة لمجلسي الشعب والشورى. وقال الشريف إن الحزب يعكف حاليا على تشكيل اللجنة البرلمانية للحزب من أعضاء الحزب في مجلسي الشعب والشورى . ونفى أن تكون هناك تصفية لحسابات أو لكوادر الحزب بين من فازوا في الانتخابات البرلمانية كمستقلين أو من قام الحزب بتسميتهم ، مشيرا إلى أن «الكل أبناء الحزب ، ومن مصلحتنا أن يكون هناك تصور وتصحيح ومعالجة لنقاط الضعف ». وكان الرئيس مبارك كلف الشريف باجراء تقييم شامل لما جرى خلال الانتخابات البرلمانية الأخيرة والنتائج التي أسفرت عنها وموقف الحزب الوطني فيها