وزير العمل: فقدان التشاركية بين القطاعات الحكومية أدى إلى عدم نجاح عدد من برامج التوطين

أطلق الخدمة التثقيفية التوعوية للعمالة القادمة حديثاً بالتعاون مع STC

أطلق وزير العمل د. مفرج الحقباني، أمس في مقر مطار الملك خالد الدولي بمدينة الرياض، بحضور مدير عام الجوازات اللواء سليمان بن عبدالعزيز اليحيى، ومدير عام مطار الملك خالد الدولي بالرياض، عبدالعزيز أبوحربة، والرئيس التنفيذي لشركة الاتصالات السعودية (STC) الدكتور خالد البياري، الخدمة التثقيفية التوعوية للعمالة الوافدة عبر شرائح الاتصال.
وقال الدكتور الحقباني إن الخدمة تتوافق مع تنظيمات الوزارة الهادفة إلى حفظ حقوق العمالة بشكل عام والتأكد من توعيتهم بحقوقهم وواجباتهم، ومعرفتهم بكيفية طلب المساندة النظامية إذا احتاجوا لها، مشيرا إلى أن الخدمة تحمل أبعادا إنسانية عالية، من خلال استفادة العمالة الوافدة من الخدمة بالتواصل مع ذويهم، ووزارة العمل وسفارات بلادهم، وكذلك تهيئتهم للدخول إلى سوق العمل السعودي بروح معنوية مرتفعة.
وأضاف أن الخدمة تهدف إلى تعزيز الثقافة العمالية وإيصال الإرشادات للعمالة الوافدة الجديدة للمملكة، وتوعيتهم بضوابط نظام العمل وبالحقوق والواجبات بعدد من اللغات الأجنبية، كما ستكون وسيلة لإيصال المعلومات الحقوقية والإرشادية لهم، وتوعيتهم بكيفية طلب المساعدة في حال احتاجيهم إلى ذلك، وتسهيل تواصلهم مع أسرهم وذويهم.
وأشار إلى أن الخدمة تتيح لوزارة العمل إرسال رسائل توعوية بعدة لغات لتثقيف العمالة بحقوقهم وواجباتهم كعاملين على أرض المملكة، ولتهيئة الظروف المناسبة لعملهم؛ حيث جهّزت الوزارة فريق عمل متكامل بعدة لغات لخدمة العاملين الوافدين من خلال مركز الاتصال بالوزارة.
أتألم حينما أشاهد أسواق الخضار والذهب وغيرها من المشروعات الوطنية لغير السعوديين
وعلى هامش تصريح صحفي عقب إطلاق الخدمة، أكد وزير العمل أن وزارته مستعدة لرصد المتعاطفين من شركات وعمالة مع ميلشيات حزب الله الإرهابية متى ما طلبت وزارة الداخلية ذلك منها، مضيفاً أن توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- تؤكد على ضرورة توعية جميع عملاء الوزارة بحقوقهم وواجباتهم والتزاماتهم.
واعترف الحقباني بوجود تجارب لم تكن ناجحة لوزارة العمل في مجال توطين بعض الأنشطة، قائلا: "أنا في نظري أن السبب كان فقدان التشاركية بين الأجهزة الحكومية في إدارة المشروعات، وبالتالي لم تستطع وزارة العمل لوحدها التنفيذ، ولم تبادر وزارة العمل عند ذلك بطلب المشاركة وإشراك الآخرين في صياغة هذا القرار".
وأضاف الحقباني خلال إطلاق الخدمة التثقيفية التوعوية للعمالة الوافدة عبر شرائح الاتصال بالتعاون مع STC، والتي أقيمت أمس بمطار الملك خالد الدولي في الرياض في صالات القدوم، أن المبادرة التي أطلقتها الوزارة تأتي لمنح العامل الوافد دقائق مجانية ورسائل توضح ماله وما عليه، وكيف يتصل بالجهات المعنية عند الحاجة، ومن أين يمكنه معرفة حقوقه، مبيناً الشريحة ليست صامتة وإنما متجددة كل ثلاثة أشهر، وستقوم وزارة العمل بالتعاون مع شريكها الإستراتيجي شركة الاتصالات السعودية، بإرسال كل ما هو جديد حول تنظيمات سوق العمل وحقوق العمالة وواجباتهم والتزاماتهم.
وحول الأبعاد الإنسانية والأمنية لهذه الخدمة، أوضح أن العامل إذا أتى واستلم شريحة يستطيع من خلالها الاتصال بالمجان لمعرفة حقوقه وواجباته، مبيناً أن هذا الأمر يعد من أهم الجوانب الإنسانية لهذه الخدمة، لكونها تُشعر العامل أن مملكة الإنسانية ليست مجرد بيئة عمل، وإنما تواصل ودعم تنظيمي ونظامي وإنساني للعمالة المشاركة في تنمية هذا الوطن، لافتا إلى أن المجال مفتوح لكافة شركات الاتصالات للمشاركة في هذه الخدمة، قائلا: "نحن نرحب بالتشاركية مع أي شركة من شركات الاتصالات، وبالعكس الحال متسع للجميع، ولدينا أعداد كبيرة من العمالة الوافدة، كما أن شركة الاتصالات بادرت أن تكون شريكا إستراتجيا في إطلاق هذه المبادرة، والباب مفتوح لجميع الشركات للمساهمة".
وفيما يتعلق بالاتهامات التي طالت وزارة العمل بالفشل في توطين سعودة قطاعي سيارات الأجرة وأسواق الخضار، قال الحقباني: "أنشأنا برنامج التوطين الموجه، ويشاركنا فيه عدة جهات حكومية منها وزارات التجارة والصناعة، والشؤون البلدية والقروية، والداخلية، والهدف من البرنامج إنشاء وتحديد فرص التوطين المناسبة، وأيضاً مراجعة التجارب السابقة، وأن قرار توطين قطاع الاتصالات نشأ أساساً من اجتماعات أربع وزراء هم: وزير الاتصالات والتجارة والصناعة والشؤون البلدية والقروية وكذلك العمل، واتفق الجميع أن يكون هذا الموضوع سعودة تشاركية واضحة، واليوم انضم لنا وزارة الشؤون الاجتماعية ممثلة في بنك التسليف والإدخار، لنصبح خمس جهات تشاركية، نشترك في متابعة تطبيق هذا القرار، ولذلك نعم فشلت الوزارة في تحقيق بعض أهدافها قي السابق، لكن الإجراءات التي اتخذت في الوقت الحالي ستكون كفيلة بألا نمر في مرحلة فشل جديدة، وللمعلومية المرحلة التي معمول بها حالياً تعتبر مرحلة مختلفة، فلسنا نعمل بمعزل لوحدنا".
وأشار إلى أن هذا المشروع قدوة، وسيعقبة عدة مشروعات أخرى، مضيفاً أن الوزارة تعمل حالياً مع مع أمراء المناطق لتوطين بعض الأنشطة، وقال: "اتفقنا مع أمير منطقة القصيم الأمير الدكتور فيصل بن مشعل، بأن نطلق برنامجا موجها في المنطقة، والهدف ألا يكون مشاركة السعودي مجرد عمل، وإنما نريد مشاركة منتجة، وراجعنا أسباب الفشل قبل إطلاق المشروع الجديد، وأنا أتألم حينما أشاهد أسواق الخضار والذهب وغيرها من المشروعات الوطنية بغير السعوديين"
الحقباني واليحيى والبياري خلال إطلاق الخدمة