أكد عدد من مراسلي الحرب المشاركين في فعاليات مؤتمر الإعلام العربي والعالمي أن الصحافيين الذين يغطون الحرب في العراق يعانون من ظروف قاسية تحد من قدرتهم على تغطية الحقيقة، وإعداد تقارير تعكس ما يجري على أرض الواقع بدقة وموضوعية، خاصة وان العراق شهدت مصرع قرابة سبعين صحفياً طوال الثلاثة اعوام الماضية. جاء ذلك خلال أولى جلسات الحوار في المؤتمر التي انعقدت تحت عنوان صحافيون على خط النار وشارك فيها ديبورا آموس، مراسلة NPR، جاين عرّاف كبيرة مراسلي قناة سي أن أن في بغداد، نبيل الخطيب،مسؤول التحرير في العربية .. وادارت النقاش ساميا نخول، مديرة مكتب رويترز في الخليج. وقال نبيل الخطيب «يتعامل طرفا الصراع في العراق، الأمريكيون والمعادين لهم من العراقيين بعداء مع الصحافيين، مما يدفعهم للتردد في معظم الاحيان لتغطية الأحداث الجارية على أرض العراق بسبب الأخطار المحيطة بهم، كما أنهم لايستطيعون دائما الحصول على المعلومة، مما يجعل عملية إعداد تقارير تنقل الحقيقة امراً صعباً للغاية». وقالت ديبورا آموس: «ينظر الجميع إلى كافة وسائل الإعلام العاملة في العراق على أنها غير حيادية، وقد ولت الأيام التي كانت فيها إشارة (صحافة) كافية لتأمين حياة الصحافي. الوضع في العراق خطر جداً، نحن نعرض أنفسنا خلال عملنا هناك». وأضافت: أحياناً نعتمد على مراسلين محليين لتغطية الاخبار، لكن حتى هؤلاء يتعرضون للأخطار. الصحافيون ليسوا جنوداً، لذلك لا أحد يستطيع أن يطلب منهم أن يعرضوا أنفسهم للاخطار كجزء من عملهم. وقال المشاركون في جلسة الحوار إن على وكالات الأنباء الأخذ بعين الاعتبار العديد من الأمور المتعلقة بالسياسة والدين عند ارسال صحافيين إلى العراق. وفي هذا الإطار قالت آموس: «لا يمكن إرسال صحافيين سنيين إلى مسجد شيعي، كما لا يمكن لمراسل شيعي أن يعمل في المناطق السنية». ويواجه الصحافيون صعوبات كبيرة في تغطية الأحداث المتعلقة بالجوانب الإنسانية «لا نستطيع اليوم الذهاب إلى المساجد والبيوت والتحدث مع الناس لنفهم كيف يفكر العراقيون العاديون في العراق». وأشار جان عراف إلى أن الالتحاق بالجيش الأمريكي يمثل الطريقة الأكثر سلامة لعمل الصحافي في تغطية الأحداث في العراق، وقال: «على الرغم من أن هذا الموقف يحد من قدرات المراسل على اختيار موضوعاته، إلا أننا تمكنا من إعداد سلسلة من الأخبار التي لم تكن لتروق للقوات الامريكية». وقالت أموس: «على الرغم من ان كلا الطرفين يحاول التلاعب بالصحافيين، إلا أن الطرف الامريكي هو الاكثر نجاحاً في هذا الامر، علينا ان نكون حذرين في هذه النقطة، خاصة واننا قد حصلنا منهم على العديد من المعلومات التي تستهدف إعداد أخبار على مقاسهم».