أشرت بالأمس إلى أننا نعاني من مشكلة سمعية انتقائية حادة، تجعلنا نسمع من وما نشاء ولا نسمع من وما لا نشاء. ولذلك لدينا شريحة محبطة مثل الأيتام مجهولي الهوية، وغيرها ممن لم يستمع لها أحد، ولم ينصفها أحد. وحين أقول (وغيرها)، فلأن هناك شرائح مهمة من شبابنا يتطلعون دوماً لأن يستمع لمعاناتهم أحد، ولعل أهم هذه الشرائح هم طلبة الجامعات، من بنين وبنات. يعني أريد أن أسأل سؤالاً واضحاً: لماذا لم يفكر مسؤولو وزارة التعليم العالي أو أعضاء مجلس الشورى بطرح معاناة طلبتها وطالباتها، وهم من يحتاجون، حاجة ماسة جداً، لزيادة مكافآتهم؟!! لماذا لم يطرح موظفو الوزارة، وهم ممن شملتهم الزيادة، مطالب الطلاب والطالبات، خاصة المعوزين منهم، والذين يعتمدون على المكافأة، بعد اعتمادهم على الله، في تسيير شؤون حياتهم؟!! والله والله، إنني أعرف طلبة وطالبات يصرفون على بيوتهم من مكافآت الجامعة، التي تأتي شهراً وتختفي أشهراً!!. هذا أمر. الأمر الآخر في قضية المشكلة السمعية الحادة، هو أن القائمين على أمر التعليم الجامعي، لم ينصتوا لكل الذي قلناه وكتبناه، بالقرائن الدامغة التي سبق نشرها في الصحافة، عن ذاك الأستاذ المرتشي أو ذاك الأستاذ الذي يسخر من هيبة الجامعة ويتحدى الطلبة من خلال أسئلة امتحان مصاغة بأسلوب جنسي رخيص ومريض؟ في كل هذا، من استمع لنا؟! من أنصف طلبتنا وطالباتنا؟!! ألا يتشابهون في هذا الأمر مع الأيتام إلى حد كبير؟!!.