من صور تقلبات محمد حسنين هيكل وبروزه أحياناً وكأنه المبشر بفضائل النظام الذي يستهويه ثم التأميم ثم التنظير المستقبلي لثورة اليمن ثم تسمية أقسى الهزائم العربية بالنكسة والتي عندما مسح الرئيس السادات الكثير من عارها لم يكتب حرفاً في ذلك بل شتم السادات بعد موته في كتابه (خريف الغضب).. وهو نفس ما فعله مع الملك فاروق من قبل.. وعندما تبنى الرئيس حسني مبارك مهمة إحياء الكيانات الاقتصادية المصرية ومحاربة البطالة وفتح البلاد للاستثمار وبناء المدن السياحية وأخيراً ولأول مرة إرساء التنظيم التأسيسي لانتخاب رئيس الجمهورية وانتخاب أعضاء مجلس الشعب مع استمراره (أي الرئيس مبارك) في مهمته الوطنية برعاية وضع الفلسطينيين داخل الاحتلال بوجود مندوب مصر في كل المفاوضات والحوار بين الفلسطينيين والإسرائيليين الأستاذ عمر سليمان.. إن المهمة الثقيلة اقتصادياً واجتماعياً ووطنياً والتي كللت بالنجاح لم يكن فيها ما يغري محمد حسنين هيكل لأن يخصص حلقة ولو واحدة من برنامجه مع «قناة الجزيرة» كي يثني على مرحلة النمو والتطور الراهنة في مصر.. هو لا يفعل ذلك مثلما تعودنا منه طوال تاريخه.. لقد نشرت مجلة «روز اليوسف» في عددها التذكاري عن الثمانين عاماً المنصرمة الصادر يوم السبت الماضي 26 نوفمبر 2005م مواضيع سبق أن نشرت في تلك الفترة ومن ضمن ذلك مقالة غريبة عجيبة حيث يوجه بها هيكل التهاني للملك فاروق في عيد جلوسه الثامن منادياً له (يامولاي) بين كل ثلاثة أسطر أو خمسة.. ثم هو لا يتخلى عن عادته عندما يستحضر شهادة آخرين أجانب فيورد الأسماء دون توثيق.. إنه يروي عن المستر (إيرل) وعن المسيو (ليجول) ومراسل مجلة لايف والسناتور (ميد) من مجلس الشيوخ الأمريكي عن مزايا وفضائل للملك فاروق.. ثم يكلل ذلك بما يثير السخرية بمصادره عندما يقول بأن ضابطاً أمريكياً أكد له أنه لم يهتف لرئيسه روزفلت لكنه وببالغ الإعجاب وجد نفسه يهتف للملك فاروق.. هذا المقال نشر عام 1944م أي قبل واحد وستين عاماً مما يعني أن هيكل كتبه آنذاك وعمره ما بين العشرين أو الخمسة والعشرين فكيف تسنى لصحافي شاب مبتدئ أن تكون له كل تلك العلاقات مع أشخاص أجانب عدّد إشاداتهم بشكل سخي وهو ما لم يتوفر لرؤساء تحرير ذلك الزمان الذين يكبرونه تجربة وعمراً بمراحل كثيرة، لكننا نستطيع أن نربط ذلك بما مارسه هيكل نفسه حين أصبح عجوزاً لكن ضد من استبدت به كراهيتهم وإذا كان يرى في المرحوم الملك فاروق كل هذه الفضائل - ونحن لا ننكرها - لكن نتساءل: لماذا كتب عنه وعن أسرته فيما بعد أسوأ الشتائم؟! يمكنك مشاهدة المقال بصورة أكبر بالضغط على المقال أعلاه.. حفظ طباعة تكبيير * 1 * 2 * 3 * 4 * 5 قيّم هذا الموضوع