لسنوات طويلة ظلت مسرحية "مدرسة المشاغبين" الخيار الأول للتلفزيونات العربية في عيد الفطر المبارك، فلا يأتي عصر اليوم الأول للعيد إلا وتتفق هذه القنوات على توحيد بثها بشكل تلقائي بعرضها للمسرحية المصرية الشهيرة التي لعب بطولتها كوكبة نجوم الكوميديا؛ عادل إمام وسعيد صالح ويونس شلبي إلى جانب أحمد زكي وهادي الجيار. كانت التلفزيونات العربية في تلك الأزمنة الجميلة تخصص عصر ومساء العيد لاستذكار المسرحيات التي اتفق العرب على تميزها وتعلقوا بها وبنجومها، مثل سالفة الذكر "مدرسة المشاغبين" و"المتزوجون" لسمير غانم وشيرين، و"عش المجانين" لمحمد نجم و"ريا وسكينة" لشادية وسهير البابلي وعبدالمنعم مدبولي. وقد أصبحت القنوات بفضل عرض هذه الأعمال الخالدة نافذة جميلة تستعيد الضحكة والمتعة، وتلبس العيد روحاً متجددة منطلقة نحو الفرح. كانت إعادة المسرحيات الكلاسيكية طقساً محبباً تمارسه القنوات العربية في كل عيد، تلبية لرغبة الجمهور الباحث عن أعمال تذكره بالماضي الجميل، لكن للأسف أن هذه العادة لم تستمر مع تشظي القنوات العربية وتضخم عددها وتشتتها بمختلف التوجهات والتخصصات حتى ضاعت بوصلة المشاهد العربي ولم يعد يرى إلا برامج منوعة ليس بينه وبينها أي ذكرى ويغلب على أكثرها التذكير بمآسي الواقع العربي التي صنعتها ثورات الربيع الدامي. «المتزوجون» أشهر أعمال سمير غانم شادية وسهير في «ريا وسكينة» «عش المجانين» أو «شفيق يا راجل»
