خضعت البريطانية "جيني راماج"(35) عاما لعملية جراحية كبرى استغرقت تسع ساعات متواصلة لإزالة عشرة أورام سرطانية من جسمها دفعة واحدة وذلك لمعاناتها من حالة طبية نادرة جداً بعد إصابتها بنوع من السرطان في محيط تجويف البطن ينتشر وكأنه سائل هلامي بنسبة تحدث لشخص واحد من بين كل مليون تقريباً. وتم في هذه العملية الجراحية إزالة القولون والطحال والمرارة والمبيضين وقناتي فالوب والزائدة الدودية وأجزاء من كبدها والحجاب الحاجز التي أصيبت كلها بخلايا سرطانية لإنقاذ حياتها وتخليصها من معاناتها وكمحاولة ناجحة حتى الآن في مساعدتها ما أمكن للبقاء على قيد الحياة وتخليصها من آثار ذلك المرض السرطاني النادر. ويصف الأطباء الذين أجروا العملية الجراحية لجيني بأن محيط تجويف بطنها ظهر بعد كشفه وكأن الخلايا السرطانية انتشرت فيه نتيجة لانفجار كبير طالت تبعاته كل هذه الأعضاء الحيوية داخل جسدها، وأدت إلى ذبولها وشبه ذوبانها وعطبها مما اضطرهم للتدخل جراحياً لأن تلك هي الطريقة الوحيدة الناجحة حتى الآن في سبيل سعيهم لإنقاذها. وبعد العملية الجراحية الكبيرة بقيت "جيني" لثلاثة أسابيع في المستشفى خضعت خلالها لبرنامج خاص للتعافي والنقاهة. وقالت "جيني" إنها محظوظة بالفعل لتمكن الأطباء من مساعدتها على الرغم من أنها كما تقول لن تستطيع تقريباً العودة لحياتها الطبيعية كما كانت حيث ستمتنع عن الأكل والشرب نهائياً. وتأمل "جيني" التي تخضع الآن لبرنامج علاج شامل أن تتخطى المراحل الحرجة والصعبة من استشفائها من المرض الذي بدأ يدب في جسدها منتصف عام 2011 حين ظن الأطباء في البداية أن ما بها لا يعدو عن بعض آلام البطن وخلافه ليتبين بعد استمرار تدهور حالتها الصحية وتكثيف الفحوصات الطبية أن تشخيص حالتها هو سرطان تجويف محيط البطن بشكل شبه كامل تقريباً. وتعتبر العملية الجراحية التي خضعت لها "جيني" معقدة جداً حيث يستلزم الأمر من الأطباء بعد ساعات طويلة من إزالة الأعضاء المتضررة بالأورام السرطانية ملء حيز التجويف الفارغ بما يعوض المفقود منه في طريقة تحميها من عودة المعاناة من المرض مرة أخرى.