السعودية.. دور حيوي وتفكير إستراتيجي    تعديلات واستثناءات في لائحة ضريبة التصرفات العقارية    «الجمارك»: استيراد 93,199 سيارة في 2023    وزير الخارجية: القضية الفلسطينية أولوية تُعبّر عن صوت الأمة الإسلامية وضميرها الحي    يسله وجيسوس يحذران المهددين من «الإنذارات»    بأمر خادم الحرمين.. تعيين 261 عضواً بمرتبة مُلازم تحقيق في النيابة العامة    «المظالم» يخفض مدد التقاضي و«التنفيذ» تتوعد المماطلين    الأرصاد: توقعات بهطول أمطار على أجزاء من منطقة الرياض    «مهندس الكلمة» عاصر تحولات القصيدة وغيَّر أبعاد الأغنية    ميدياثون الحج والعمرة يختتم يومه الثالث "يوم الماراثون"    «MBC FM».. 3 عقود على أول إذاعة سعودية خاصة    لا تظلموا التعصب    معالي الفاسد !    أنقذوا «سلة الحقيقة»    عضوية فلسطين بالأمم المتحدة.. طريق الاستقلال !    القبيلة.. وتعدد الهويات الوطنية    «كاكا» الصباغ صرخة سينمائية مقيمة    الأمم المتحدة تغلق ممر المساعدات إلى دارفور    مركز الملك سلمان يواصل مساعداته الإنسانية    الذهب يتأرجح مع تزايد المخاوف بشأن أسعار الفائدة    تقدير الجهود السعودية لاستقرار السوق العالمية.. المملكة تعزز تعاونها مع أوزبكستان وأذربيجان في الطاقة    70 % نسبة المدفوعات الإلكترونية بقطاع التجزئة    الهلال يستأنف تدريباته استعداداً لمواجهة الأهلي    رونالدو: لا أركض وراء الأرقام القياسية    الطائي يتعادل مع الخليج سلبياً في دوري روشن    بتنظيم وزارة الرياضة .. "الأحد" إقامة المؤتمر الدوري للقطاع الرياضي    القيادة تعزي رئيس الإمارات وتهنئ رئيس بولندا    مجلس الشؤون الاقتصادية يشيد بالنمو المتسارع للاقتصاد الوطني    أبعاد تنموية    مليون وظيفة في «السياحة» عام 2030    وفاة صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز آل سعود    منح تصاريح دخول العاصمة المقدسة    ضبط أكثر من 19600 مخالف لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال أسبوع    أمر ملكي بتعيين (261) عضوًا بمرتبة مُلازم تحقيق على سلك أعضاء النيابة العامة القضائي    رعى حفل التخرج الجامعي.. أمير الرياض يدشن مشروعات تنموية في شقراء    تحت رعاية ولي العهد.. وزير الدفاع يفتتح مرافق كلية الملك فيصل ويشهد حفل التخرج    مفاوضات هدنة غزة.. ترقب لنتائج مختلفة    «الأوروبي» يدين هجمات موسكو السيبرانية    "زرقاء اليمامة".. أول أوبرا سعودية تقدم تفسيراً لإحدى أقدم الأساطير    ملتقى الصقارين ينطلق في الرياض بهدف استدامة هواية الصقارة    رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء    يجنبهم التعرض ل «التنمر».. مختصون: التدخل المبكر ينقذ «قصار القامة»    انطلاق فعاليات «شهر التصلب المتعدد» بمسيرة أرفى    سفير خادم الحرمين في الفلبين يستقبل التوءم السيامي وأسرتهما    طريقة عمل بسكويت النشا الناعم بحشو كريمة التوفي    «ذبلت أنوار الشوارع.. وانطفى ضيّ الحروف»    النملة والهدهد    ضبط مواطن في حائل لترويجه مادة الإمفيتامين المخدر    لا توجد حسابات لأئمة الحرمين في مواقع التواصل... ولا صحة لما ينشر فيها    الديوان الملكي ينعى الأمير بدر بن عبدالمحسن    أمير الجوف يعزي معرّف جماعة الشلهوب بوفاة شقيقه    السعودية تؤكد ضرورة إعادة هيكلة منظمة التعاون الإسلامي وتطويرها    وزير الخارجية: السعودية تؤكد ضرورة إعادة هيكلة «التعاون الإسلامي» وتطويرها    بيان «الصحة» عكس الشفافية الكبيرة التي تتمتع بها الأجهزة الحكومية في المملكة    محمية عروق بني معارض.. لوحات طبيعية بألوان الحياة الفطرية    "الفقه الإسلامي" يُثمّن بيان كبار العلماء بشأن "الحج"    كيفية «حلب» الحبيب !    بيان صادر عن هيئة كبار العلماء بشأن عدم جواز الذهاب للحج دون تصريح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مطالب ل «العقاري» لاستنساخ تجربة صندوق التنمية الصناعي لتقديم ضمانات للممولين لبناء مساكن ميسرة
في ورقة عمل لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية تهدف إلى دعم الإسكان بحلول بديلة ..
نشر في الرياض يوم 23 - 02 - 2015

بعد مرور أربع سنوات على قرار تخصيص 250 مليار ريال لبناء 500 الف وحدة سكنية تم الإعلان عن "التوقف عن بناء الوحدات السكنية بناء على الأمر الملكي رقم 20562 وتاريخ 2/6/1434ه. وتمت الإشارة إلى أن العمل يجري حاليا على استكمال الوحدات السكنية التي بدأت وزارة الإسكان في بنائها ويبلغ عددها 13 الف وحدة سكنية"
إذن لن تتمكن الوزارة من زيادة المعروض السكني عن طريق بناء الوحدات السكنية كما كان مخطط من قبل وهو الموضوع الأهم في الوقت الراهن، هذا وتواردت العديد من الأخبار عن انسحاب العديد من المطورين من السوق بعد صدور قرار بناء وحدات سكنية من قبل وزارة الإسكان خصوصا في شريحة المساكن منخفضة التكاليف والتي تتراوح أسعارها في حدود 500 الف ريال لعدم قدرتهم على منافسة الوحدات السكنية الخاصة بوزارة الإسكان التي كان يفترض بناءها.
تشير هذه المعلومات إلى احتمالية وجود نقص في المعروض السكني خلال الفترة الحالية وقد يستغرق بناء وحدات سكنية عدة سنوات خصوصا في ظل البطء الكبير في استخراج تصاريح البناء وعدم توفر أراض سكنية مخدومة بأسعار معقولة تساهم في زيادة جاذبية تطوير الوحدات السكنية منخفضة التكاليف.
وفي ظل معدل نمو سكاني عالي (3.15%)، مصحوب بقوة عاملة سعودية صغيرة السن سريعة النمو (200 الف طالب عمل في العام)، وهو أحد العوامل الرئيسية التي تحدد الزيادة في الطلب، وحسب التوقعات أن يبلغ العدد الكلي للسكان 37 مليون نسمة بحلول عام 2020، سيصل إجمالي الطلب إلى 7 ملايين وحدة سكنية، وفيما بين عامي 2011 و2020 سيكون مطلوباً تأمين 2.4 مليون وحدة سكنية جديدة بمتوسط استثمار 130مليار سنويا.
وحيث إن القدرة المالية لشريحة كبيرة من المواطنين على تملك السكن تدفع باتجاه الوحدات الصغيرة، بينما ستؤدي أسعار الأراضي والجهود الحكومية الحالية إلى المزيد من التركيز على وحدات سكنية مرتفعة السعر، حيث إن التطوير والتمويل العقاري يتجهان لخدمة شرائح الدخل الأعلى.
برنامج لتمويل الأفراد يعتمد على الاستفادة من الموارد المالية لتوفير 20 ملياراً مقابل كل مليار حالياً
توجد حاجة كبيرة لحلول سكنية إقتصادية وحلول تمويلية مناسبة من خلال تناسق الجهود الحكومية مع توجهات القطاع الخاص عن طريق الاستغلال الأمثل للموارد الحكومية مع إمكانات القطاع الخاص لتوفير حلول سكنية وتمويلية تناسب أكبر شريحة ممكنة ودفع توجاهت السوق نحو الوحدات السكنية الأصغر حجما والأقل سعرا.
الوضع الراهن
توجه القطاع الخاص للوحدات السكنية مرتفعة السعر للشريحة الأعلى دخلا لارتفاع أسعار الأراضي وعدم توفر مقدرة شرائية مدعومة للشرائح الأقل دخلا خصوصا بعد تطبيق أنظمة التمويل العقاري مؤخرا التي تتطلب توفر دفعة مقدمة بواقع 30% لشراء وحدة سكنية وهو الأمر الذي يمثل تحديا كبيرا لشرائح عديدة من المواطنين في الوقت الراهن في ظل السلوك الاستهلاكي وغياب ثقافة الادخار التي تتطلب عدة سنوات حتى يتم كسبها وفي ظل المغريات الكبيرة التي يقدمها بعض الممولين لزيادة الاستهلاك وغياب ثقافة الإقراض المسؤول من قبل هؤلاء الممولين.
وبعد إعلان قرار إيقاف بناء الوحدات السكنية من قبل وزارة الإسكان والذي هو برأينا قرار سليم، أعلنت الوزارة أيضا توجها على التركيز على توزيع الأراضي السكنية مع قرض الذي سيؤدي الى الحلول الفردية عن طريق قيام المواطنين ببناء وحداتهم السكنية وزيادة الطلب على مواد البناء والمقاولين مما قد يدفع أسعار البناء الى الارتفاع في ظل زيادة الطلب بشكل كبير عن طريق أيضا منح قروض للمواطنين عن طريق الوزارة لشراء وحداتهم السكنية الغير متوفرة حاليا.
كما أعلنت الوزارة أنها قد تتجه لدعم تكاليف التمويل عن طريق التعاون مع المصارف بحيث تقوم المصارف بتمويل المستحقين للدعم عن طريق قروض حسنة بدون فوائد وتتحمل الوزارة لتكاليف التمويل عن طريق المبالغ المرصودة لها.
وأشارت الوزارة الى تعاونها مع المطورين عن طريق صياغة آلية الشراكة مع القطاع الخاص والاستفادة من مرونته وسرعته في التنفيذ ولكن ضمن مفاهيم التطوير التي حددتها الوزارة وضمن الاشتراطات في البناء وخلافه التي حسب رأينا لن تساهم بشكل فعال في الاستفادة من إمكانات المطورين في توفير حلول مبتكرة وإنما تحويلهم لمقاولين ومنفذين لمفهوم الوزارة في التطوير السكني وهو ليس بالضرورة المفهوم الأفضل والأنسب في المرحلة الحالية.
كما نلاحظ غياب الاستثمار المؤسساتي كبير في القطاع السكني حيث لم يتم توفير أكثر من 1000 وحدة سكنية في العام من قبل مطور واحد خلال السنوات الماضية، ويواجه نشاط التطوير العقاري تحديات عديدة منها إثبات الملكية، توفر التمويل، توفر الأراضي المطورة بأسعار معقولة، استخراج التصاريح في مدة مقبولة، ونجد أن الفاعلين الرئيسيين في سوق التطوير العقاري هم الأفراد والمؤسسات الصغيرة الذين وفروا حوالي 80% من المعروض السكني خلال السنوات الماضية.
وبالرغم من مناسبة الوحدات السكنية الصغيرة الحجم (في حدود 140-200 متر مربع) للعديد من أصحاب الدخل المتوسط والمتدني إلا أن أنظمة البناء واشتراطاتها لمساحات معينة وغياب نظام اتحاد ملاك مفعل وقوي وعدم تمويل الصندوق العقاري لوحدات سكنية أقل من 200 متر مربع من مسطحات المباني خلال الفترة الماضية (تم تعديله حاليا الى 175مترا مربعا) أدى إلى عدم تحقيق النجاح المطلوب للمجمعات السكنية والشقق السكنية كحلول سكنية مناسبة.
ويبلغ عدد المتقدمين لدى وزارة الإسكان وصندوق التنمية العقارية أكثر من 1,150 مليون طلب للسكن وبافتراض مبلغ دعم في حدود 500 الف ريال نجد أن المبالغ المطلوبة للدعم الحكومي تفوق 575 مليار ريال.
تجارب سكنية مماثلة:
في دراسة أجريت تحت إشراف المكتب القومي للأبحاث الاقتصادية بالولايات المتحدة الأمريكية أشارت "إلى أن قوانين التخطيط العمراني ترتبط ارتباطا وثيقا بارتفاع أسعار المساكن" وفي إشارة الى تأثير ذلك ورد في كتب الاقتصاد التطبيقي لتوماس سويل - وهو أستاذ للاقتصاد بعدة جامعات أمريكية مرموقة مثل جامعة كورنيل وحاليا باحث في جامعة ستانفورد- "التأجيل الناتج فقط عن تكرار المثول أمام لجان التخطيط أثناء محاولة إنشاء ولو حتى مشروعات سكنية متوسطة الحجم قد يمتد لعدة سنوات، وتكرار التأجيل على هذا النحو يزيد التكاليف بما يجعل إنشاء مشروع سكني مكلفا على نحو ينفر من القيام به من الأساس، ومجرد معرفة طول المدة التي تستغرقها إجراءات الحصول على موافقة لجنة التخطيط قد تنفر في حد ذاتها الراغبين في إنشاء مشروعات البناء، حتى لو كانت هذه المشروعات تبدو من وجهة النظر الاقتصادية المحضة مشروعات واعدة لوجودها في مناطق يقل فيها عدد المباني السكنية عن المطلوب" وقد توصل الباحث أن أهم أسباب ارتفاع أسعار المباني السكنية في الولايات المتحدة الأمريكية خلال مائة عام كان بسبب رئيسي انخفاض المعروض السكني وليس الطلب نتيجة الأسباب السابق ذكرها إضافة إلى أسعار الأراضي التي ارتفعت أسعارها نتيجة القيود المفروضة على استخدام الأراضي وغيرها من لوائح البناء الصارمة المقيدة؛ التي أدت إلى أن تفوق أسعار المساكن المقدرة المالية لغالبية الناس، وأشار "تاريخيا لم تكن الحكومة هي الحل لمشكلة الإسكان ميسر التكلفة بل جزء رئيسي منها خاصة عندما تتسبب القيود التي تفرضها الحكومة في رفع أسعار المساكن الى درجة تتجاوز كثيرا تكلفة بناء مساكن جديدة".
وأشار الكاتب في تحليله لتدخل الحكومة في دعم الإسكان عن طريق توفير المسكن الميسرة "إن النظرة إلى المساكن ميسرة التكلفة باعتبارها مساكن مدعومة من الحكومة بنيت خاصة للأفراد ذوي الدخل المحدود تسيء فهم طبيعة سوق الإسكان، فالأجزاء المختلفة لذلك السوق ليست بمعزل تام بعضها عن بعض، فعندما تبني منازل أرقى بغرض بيعها للمشترين الأثرياء فإن أولئك المشترين غالبا ما يخلون منازلهم أو شققهم الحالية عندما ينتقلون للمنازل الجديدة وعندما يرتقي الأثرياء الى المساكن الأحدث والأكثر فخامة يستطيع أفراد الطبقة المتوسطة الانتقال الى المساكن التي أخليت. وبالمثل ينتقل ذوو الدخول المحدودة الى المساكن التي صارت شاغرة بعد انتقال أفراد الطبقة المتوسطة إلى مساكن أفضل. وهذا التفاعل المتسلسل معناه أن زيادة العرض من المساكن يؤدي الى خفض الأسعار ليس فقط أسعار نوع معين من المساكن التي بنيت بل أيضا أسعار بيع المنازل وإيجار الشقق بوجه عام حيث إن إجمالي العرض من المساكن قد إزداد في نهاية الأمر".
نظرة تحليلة
تشير المعلومات السابقة إلى غياب حلول شاملة للإسكان وتركيز كبير على جانب الطلب (متمثل في التمويل) دون وجود زيادة حقيقية في المعروض السكني تتناسب مع الطلب المتوقع، وعدم وجود تنسيق للجهود الحكومية في زيادة المعروض السكني وعدم التركيز على العوامل المؤثرة في زيادة المعروض السكني المناسب للقدرة الشرائية لشريحة كبيرة من المواطنين الباحثين عن سكن مناسب، كذلك غياب الحلول السكنية المبتكرة والتي تحتاج لحوافز ودعم لتوفرها وفي ظل الجهود الحالية والتي تشجع على الحلول الفردية وتؤدي إلى انسحاب معظم الأطراف المختصة بتوفير حلول سكنية من سوق الإسكان نتيجة مزاحمة الجهود الحكومية ودون وجود تنسيق للجهود الحكومية لمختلف الجهات بحيث تؤدي الى توازن العرض والطلب وتوفير حوافز ودعم لزيادة المعروض السكني ضمن خطة شاملة تشترك فيها كافة القطاعات الحكومية والخاصة لن تتحقق النتائج المأمولة في زيادة المعروض السكني وتوفير حلول سكنية مناسبة للمواطنين الراغبين في التملك.
توفير حلول سكنية وتمويلية بديلة
يمكن تطوير برنامج جديد مشترك بين القطاعين الحكومي والخاص من شأنه تمويل عدد كبير من الوحدات السكنيّة وذلك وفق نهج أكثر فعاليّة، على النحو التالي:
1) تمويل عقاري بمبلغ 500 ألف ريال أو أقل لمدة 25 عام وبدون هامش ربح.
2) توّفرالبنوك وشركات التمويل العقاري التمويل الكامل لمقدم الطلب حسب الشروط والضوابط التي تحددها عادة لمنح التمويل.
3) يكون المستفيد من القرض مسؤولاً عن سداد أصل الدين فقط.
4) تدفع وزارة الإسكان هامش الربح بالنيابة عن المقترض.
5) يمكن تقديم التمويل باعتباره خيار تمويل قائما بذاته ويمكن أن يكون الخيار الأمثل للأفراد الذين يرغبون شراء مسكن بحوالي 500,000 ريال أو أقل.
6) أما المتقدمون الذين يرغبون شراء منزل بأكثر من 500 ألف ريال فهم بحاجة إلى اللجوء إلى بقية البرامج الأخرى التي توفرها الوزارة حاليا سواء عن طريقها أو عن طريق صندوق التنمية العقاري.
7) يمكن إضافة ميزات على البرنامج لتشجيع المتقدمين على اختيار مستويات أدنى من التمويل التي من شأنها أن توفر مع مرور الوقت من تكلفة التمويل الحكومي الضخمة.
يتمّ منح المتقدمين الذين اختاروا الحصول على تمويل بقيمة 400 ألف ريال أو أقل شهر واحد إعفاء من دفع القسط سنويًا.
يتمّ منح المتقدمين الذين اختاروا الحصول على تمويل بقيمة 300 ألف ريال شهرين إعفاء من دفع القسط سنويًا.
عندما يختار المستفيدون بأنفسهم الحصول على قروض الإسكان بمبالغ صغيرة، فإن التوفير المالي يكون مهماً:
أ/ حتى في الأحوال التي يتم تغطية قسطين كاملين كلّ سنة :
فالقرض بقيمة 300 ألف ريال (عوضا عن القرض الكامل بقيمة 500 ألف ريال) يمكنه توفير ما يزيد على 130,000 ريال سعودي من إجمالي تكاليف التمويل على مدى 25 عاما(حسب تكاليف التمويل الحالية).
وذلك من دون التطرق إلى مصادر التوفير الأخرى غير المباشرة مثل المياه والكهرباء وتكاليف الصيانة وغيرها.. وذلك نظرًا لاختيار المتقدمين الحصول على تمويل لشراء وحدات سكنية أصغر.
حلول تمويلية مناسبة للدخل الأقل من المتوسط:
قرض التمويل العقاري بقيمة 500 ألف ريال على مدى أكثر من 25 عاما (300 شهر) والتي ينتج عنها دفعة شهرية بقيمة 1,667 ريالا.
* وإذا أخذنا نسبة معقولة للاستقطاع من الدخل أي حوالي 40%، فإن المتقدم يحتاج أن يكون راتبه الشهري 4,167 ريالا سعوديا فقط لا غير ليكون مؤهلاً للانضمام إلى البرنامج.
* هذا ما يعتبر فئة الدخل الأقل من المتوسط، وحسب البيانات المتوفرة لدينا فإن فئة أصحاب الدخل الأقل من 8 آلاف ريال هي الأقل استفادة من برامج التمويل العقاري التي تقدمها جهات التمويل سواء البنوك أو شركات التمويل العقاري ولم تتجاوز 10% من إجمالي قروض التمويل التي تم منحها خلال الخمس سنوات الماضية وهذه الفئة الأشد احتياجا لتوفر سكن وتمويل ميسر.
على مستوى الدخل نفسه، ولكن بخفض مبالغ القروض، يمكن أن تتحسن القدرة على تحمل التكاليف حيث:
o يتطلب القرض بقيمة 400 ألف ريال دفع قسط شهري قدره 1,333 ريالا.
o يتطلب القرض بقيمة 300 ألف ريال دفع قسط شهري قدره 1,000 ريال.
من أجل توفير تمويل مناسب لفئة الدخل الأقل من المتوسط، ينبغي تعديل قواعد الملكيات العقارية على النحو التالي:
ينبغي التخلص على وجه الخصوص من القيود التي تُحدد مساحة الملكية العقارية.
شمل قيمة الأراضي في أي تمويل للمسكن خصوصا للشقق السكنية.
وينبغي الأخذ بعين الاعتبار أنه دون إحداث تغييرات على قواعد الملكية القائمة، وتفعيل نظام اتحاد ملاك قوي يتعامل مع مشاكل الصيانة والخدمة، لن تتمكن الفئات المستهدفة من الإنضمام إلى البرنامج الجديد والاستفادة القصوي منه.
برنامج دعم المطورين
لضمان نجاح هذا البرنامج يحتاج المطورون العقاريون توفر أراض بأسعار معقولة وتوفر تمويل لتنفيذ عدد أكبر من الوحدات السكنية، ويتوفر لدى الصندوق العقاري الإمكانات الهندسية والفنية لتقييم المشاريع العقارية حيث ساهم في إنشاء أكثر من 800 الف وحدة سكنية خلال الثلاثين عاما الماضية، وسمحت أنظمة التمويل العقاري في الوقت الحالي لصندوق التنمية العقاري بتوفير ضمانات ومعونات لدعم التمويل العقاري، ويدرس الصندوق حاليا إمكانية منح تمويل للمطورين العقاريين ولكن يحتاج الصندوق لمصدر تمويل إضافي في ظل عجزه عن تمويل الأفراد دون استمرار الدعم الحكومي.
ويستطيع الصندوق العقاري لعب دور مشابه لدور صندوق التنمية الصناعي عن طريق دراسة المشاريع السكنية وتقديم ضمانات للممولين تغطي المخاطر المحتملة بشرط أن تكون الوحدات السكنية لهذا المشروع تباع بحد أقصى بمبلغ 650 الف ريال.
تقوم وزارة الإسكان بعرض أراض سكنية مقابل تنفيذ وحدات سكنية في حدود 500 الف ريال وترك الحرية الكاملة للمطورين بتقديم حلول سكنية مبتكرة واشتراط فقط تطبيق كود البناء السعودي بدون أي قيود على التطوير أو المساحات أو خلافه.
تقوم وزارة الإسكان بأن تكون نقطة الوصل ما بين المطورين وكافة الجهات ذات العلاقة من الدولة للحصول على تراخيص البناء (أسوة بتجربة هيئة الاستثمار) بحيث يتعمل المطور مع جهة واحدة هي وزارة الإسكان للحصول على كافة تراخيص البناء وخلافه
الخلاصة
يمكن أن يوفر برنامج حكومي/ خاص جديد نهجاً أكثر فعالية لتمويل الإسكان الميسر.
يمكن أن يدعم البرنامج في البداية بمتوسط معدل سنويّ يبلغ 1 مليار ريال سعودي لتمويل 40 ألف وحدة سكنيّة على مدار 25 سنة.
بمجرد أن يبدأ البرنامج بالتطور ويحظى بترحيب السوق، عندها يمكن تقديم المزيد من التمويل بنفس النسبة حيث يساهم كلّ مليار ريال سعودي بشكل سنوي بتمويل 40 ألف وحدة سكنيّة.
وفي حال تخصيص موازنة بمبلغ 6 مليارات ريال سعودي سنوياً لمدة 25 عاما من شأنها أن تحلّ فوراً مشكلة ما يناهز 250 ألف متقدم ولكن يتطلب ذلك التدرج حتى يستوعب السوق هذا العدد الهائل.
المزايا والتكاليف لهذا البرنامج:
ينبغي أن يحفّز هذا الدعم المالي الممولين وأصحاب رؤوس الأموال وبالتالي يساهم بتشجيعهم على المشاركة.
تمويل 40 ألف وحدة سكنيّة بما يعادل 500 ألف ريال لكلّ وحدة سكنيّة سيكلف أقلّ من ما متوسطه 900 مليون ريال سنويًا على مدى الفترة الكاملة (25 سنة) حسب تكاليف التمويل الحالي.
وهذا يقارن بما يزيد على 20 مليار ريال لتمويل عدد مساوٍ من الوحدات السكنية في إطار برنامج صندوق التنمية العقاري الحالي على سبيل المثال.
من المزايا والتكاليف الأخرى:القضاء على مخاطر عدم السداد بسبب التمويل من القطاع الخاص، ودفع نسب الإعانة للقروض التي يقوم أصحابها بالسداد على دفعات شهرية منتظمة.
من أهمّ فوائد البرنامج
توسيع قاعدة التمويل: 15 قرضا جديدا يساوي قرضاً واحدًا من القروض الحالية.
يمكن تمويل 15 قرضاً سنويًا وذلك بنفس مبلغ قرض واحد ممول من برنامج صندوق التنمية العقاري الحالي أو وزارة الإسكان.
الاستفادة القصوى من الموارد المالية: مليار ريال مقابل 20 مليارا.
فقط مليار ريال كمتوسط تكاليف التمويل السنوية بدلاً من 20 مليار ريال في تمويل فوري لتوفير نفس عدد القروض.
تمويل أكثر فعالية : 22 مليار ريال موزعة على 25 سنة.
حوالي 22 مليار ريال هي التكلفة الإجمالية ل 40 ألف قرض موزعة على 25 سنة لتوفير تمويل أكثر فعالية
تمويل أسرع : 250 ألف قرض في 6 سنوات.
مع كل 40 ألف قرض جديد قيمته مليار ريال كمتوسط سنوي، أي في غضون 6 سنوات تقريبًا سيتمكن من تمويل 250 ألفا من مقدمي الطلبات والذين هم حاليًا على قائمة الانتظار.
مما يعني تمويلاً أسرع للمتقدمين على لائحة الانتظار بتكلفة ما متوسطه سنوياً 6 مليارات ريال فقط وعلى مدى فترة زمنية تسمح لهم جمع الموارد المناسبة.
تحوّل السوق: التركيز على السكن بأسعار ميسرة.
عوضا أن تقوم خيارات التمويل المتاحة حاليا بتقديم تسهيلات تتناسب مع أسعار المنازل المتوفرة، فإن الطلب الجديد سيساهم بتحويل توجه الأفراد والمطورين العقاريين ليقوموا بتوفير حلول سكنيّة مبتكرة بأسعار مقبولة.
ستدفع زيادة فرص الحصول على التمويل بالنسبة لفئات الدخل الأقل من المتوسط وتوفر تمويل للتطوير العقاري للسكن الميسر، المطورين العقاريين الى العمل بجديّة لتلبية طلب السوق وتوفيرالإسكان المناسب.
تركيز موارد وزارة الإسكان وصندوق التنمية العقاري على شريحة أقل من المتقدمين غير المؤهلين من قبل جهات التمويل في الحصول على قرض بموجب هذا البرنامج الجديد حسب اشتراطاتهم. وهذا سيؤدي الى إعادة النظر في نسب الدعم وتوجيهها بشكل أكبر للفئات الأكثر احتياجا ووضع خطة لمنح مساكن دون مقابل أو المساعدة في دفعات الإيجار لبعض الفئات الأشد إحتياجا وفقا لمعايير معينة.
زيادة المعروض السكني في فترة زمنية أقل وتناسب العرض مع الطلب وبالتالي استقرار أسعار الوحدات السكنية وتوفر الحوافز والدعم للمطورين والأفراد للحصول على وحدات سكنية مناسبة لمستوى الدخل والإمكانيات الحالية.
ضرورة الأخذ في الاعتبار أن هذا خيار ضمن الخيارات التي تكون متوفرة لطالب السكن يتميز بالسرعة ويمكن تجاوز أولوية الإستحقاق في حال توفر وحدة سكنية ولديه رغبة في الحصول عليها، ومن المهم جدا التوسع في حلول الإسكان وعدم التقيد بنموذج واحد فقط خصوصا عندما يكون هذا النموذج مقيدا للحرية والإبداع لدى المطورين العقاريين علي سبيل المثال.
أخيراً: من الواضح توجه العهد الجديد بالاهتمام والتركيز على الشؤون الاقتصادية والتنموية ضمن إطار موحد والحصول على النتائج بأسرع وقت ممكن للتعامل مع التحديات الحالية والتي يأتي في أولوياتها السكن بعد التوظيف في ظل التركيبة السكانية التي تتميز بها المملكة والتي تتركز فيها نسبة الشباب بشكل كبير.
وتملؤنا آمال كبيرة بتولي مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية زمام المبادرة في قضية الإسكان وتنسيق كافة الشؤون الحكومية في هذا الخصوص ووضع خطة واضحة ذات أهداف محددة وبجدول زمني محدد ووضع مؤشرات الأداء لكافة الأجهزة الحكومية ذات الشأن والعمل على زيادة المعروض السكني بشكل كبير ودفع توجهات السوق نحو الوحدات السكنية المنخفضة التكاليف وتوفير الدعم والحوافز لكافة الفاعلين في موضوع الإسكان والتركيز على جانب العرض بشكل كبير خلال الفترة القادمة لتحقيق التوازن المطلوب ضمن العرض والطلب وتوفير البيئة المناسبة لتوفير الحلول السكنية المبتكرة وبأقل تدخل حكومي ممكن.
*الرئيس التنفيذي لدار التمليك للتمويل العقاري


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.