الشجاعة تصنع القادة    اليوم الوطني.. معاً خلف قيادتنا لبناء السعودية العظمى    عزنا بطبعنا.. تجسيد لمسيرة التطور والعطاء    استثمارات طبية فرنسية في سدير.. «مدن» تنشئ مركز التميز للذكاء الاصطناعي    برنامج تقني لتهيئة الخريجين للعمل    الشرقية تتزين ب 26 ألف عنصر جمالي ليوم الوطن    أوروبا تتوتر وألمانيا تسرع دفاعاتها.. بوتين منفتح على تسوية أوكرانية    جهود حثيثة لتفادي تفعيل «آلية الزناد».. إيران بين سباق الدبلوماسية وشبح العقوبات    غارات الاحتلال تتسبب في مقتل العشرات بغزة    العالم يترقب حفل توزيع الجوائز.. ديمبيلي ويامال يتصارعان على الكرة الذهبية    ميسي يسجل ثنائية ويتصدر هدافي الدوري الأمريكي    الهلال يسجل ليوناردو مكان المصاب كانسيلو    القبض على شخصين لترويجهما «الشبو» بالشرقية    المرور: 3 مسببات ل«الحوادث بالطرق»    الطريق مسؤولية الجميع    وفاة الفنان حمد المزيني    السعودية تستضيف مسابقة «إنترفيجن» للموسيقى    فاحص ذكي يكشف أمراض العيون    تبتلع قلمين بسبب الوسواس القهري    إطلاق الربط الرقمي بين البلدين.. تعاون سعودي – سوري في المجال الصحي    مؤتمر «حل الدولتين» ينطلق اليوم برئاسة سعودية - فرنسية    «إسرائيل» تسعى لتفريغ شمال غزة من سكانه    سعود بن بندر: المشاريع التنموية والخدمية في الشرقية ركيزة في مسيرة التنمية الشاملة    وزير الشؤون الإسلامية يوجّه بفرش 23 جامعاً ومسجداً بالمدينة    وطن المجد.. في عامه الخامس والتسعين    26 ساحة في جازان تحتضن الاحتفالات    العالم بحاجة لإنفاق 540 مليار دولار سنوياً للتنقيب عن النفط والغاز    مجلس إدارة جمعية بناء يعقد اجتماعه الثامن والخمسين    15 ألفا لأغلى جدارية بالأحساء    العنب الياباني الطلب يفوق العرض والأسعار تتراجع    في الشباك    شبكة عنكبوت على المريخ    روبوت علاجي يدخل الجسم    6 مجالات في ملتقى رواد الشباب العربي    6.3 ملايين حاوية بالموانئ وينبع أولا    دب يتسوق في دولار جنرال    الباطن يقصي الاتفاق.. الأخدود يتجاوز الرائد.. التعاون يتغلب على الفيصلي    الجلوس الطويل يبطئ الأيض    مخاطر الألياف البلاستيكية الدقيقة على العظام    «البحر الأحمر السينمائي» تكشف عن فائزي تحدّي «صناعة الأفلام»    السكن الجماعي تحت المجهر    شبابنا في اليوم الوطني.. عزّنا بطبعنا    نائب أمير منطقة تبوك يرعى حفل مدارس الملك عبدالعزيز النموذجية باليوم الوطني ال95 للمملكة    نائب أمير منطقة تبوك يطلع على تقرير عن أعمال الهيئة الصحة العامة بالمنطقة    اختتام الدراسات الأولية للشارة الخشبية لقائدات وحدات فتيات الكشافة    تشكيل الهلال المتوقع أمام العدالة في كأس الملك    عبد الإله العمري يرد على صافرات استهجان جماهير النصر    مكتبة الملك عبدالعزيز تطلق معرض "الموحّد" في اليوم الوطني 95    اتفاقية لاصدقاء المرضى مع التميمي لخدمة المجتمع    القبض على (7) مخالفين لنظام أمن الحدود لتهريبهم (105) كيلوجرامات من "القات"    أمير الرياض يطلع على التقرير السنوي لهيئة تطوير محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية    مطلع أكتوبر: انطلاق مزاد نادي الصقور السعودي 2025    جمعية تحفيظ القرآن بطريب" تعقد اجتماعها الدوري وتصدر قرارات لتطوير أعمالها    القيادة تهنئ الحاكم العام لبيليز بذكرى استقلال بلادها    رسالة المسجد في توطيد اللحمة الوطنية    الأمن العام: ضوابط مشددة لصون مكانة العلم السعودي    40 فعالية في احتفالات اليوم الوطني بمركز«إثراء»    خطيب المسجد الحرام: استحضروا عظمة الله وقدرته في كل الأحوال    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قلة الوعي لدى الشاب والفتاة وتدخلات الأهل عوامل تهدد الاستقرار الأسري
قصص واقعية لصغيرات مطلقات
نشر في الرياض يوم 14 - 10 - 2005

على الرغم من أن السعادة الزوجية والاستقرار الأسري هما غاية كل إنسان سواء رجلاً أو امرأة إلا أنها أصبحت غاية صعبة المنال في وقتنا الحالي فكل فتاة وفتى يقبل على الزواج وفي ذهنه الصورة الإيجابية الرائعة عن الزواج وعن علاقة الحب والتفاهم والانسجام التي سوف تجمعهم سوياً وللأبد، الا أنهم يصدمون بعلاقة تفشل حتى قبل أن تبدأ، فبناء على الدراسات فإن 65٪ من حالات الطلاق تحدث لعلاقات لم يمض على عقد النكاح عاما واحدا، وبناء على نفس الدراسات فإن الأسباب الرئيسية لارتفاع معدلات الطلاق هو نتيجة عدم توجيه وتوعية الشباب والشابات المقبلين على الزواج ولتدخلات خارجية تتحكم في تسيير أمور الزوجين.
كما تؤكد تقارير صحفية تنشر بين الحين والآخر لبحوث واحصائيات عن نسب الطلاق في مجتمعنا والتي تثير الخوف والتشاؤم في نفوس المقبلين على الزواج وفي نفوس ذويهم فتؤكد دراسة أن هناك 35 حالة طلاق يوميا في المملكة تقع في السنوات الثلاث الأولى من الزواج وأن نسبة الطلاق بلغت 35٪ في نفس المادة، وبناء على بعض الإحصائيات 3000 مطلقة جديدة سنويا في الرياض فقط و63٪ من الرجال يرفضون الزواج بهن.
على الجانب الآخر ليس من السهولة إطلاقاً فتح باب النقاش مع الفئة التي نريد التحقيق معها وهن لفتيات صغيرات بعمر الورود اختلفت قصصهن وحكاياتهن ولكن تشابه وضعهن في حمل لقب مطلقة ووقعهن ضحايا لقرار متسرع وإنهاء مؤسسة الزواج بعد شهور أو أسابيع قليلة.
صغيرات ومطلقات
- بداية تحدثنا هدى عن معاناتها قائلة: أبلغ من العمر 22 سنة وقبل سنتين تقدم لي أحد الشباب المقربين من والدتي فوافقت عليه دون تردد لكونه وسيما وصاحب مركز مرموق وكل الفتيات يتمنين الارتباط به ولكن بعد اتمام الزواج تفاجأت بأنه انسان سلبي واتكالي لأبعد الحدود ويعتمد على والده في كل صغيرة وكبيرة حتى عندما نتخاصم أجد والده في الخصام، فكم من مرة نصحته بالابتعاد عن والده وحل مشاكلنا بأنفسنا الا انه لا يستطيع وقد طفح بي الكيل من تصرفاته الصبيانية واستهتاره في الأمور الحياتية وأحسست بأنني لا استطيع إكمال مشوار حياتي معه ففضلت الانفصال عنه في البداية رفض تطليقي وبعد محاولات عديدة مني ومن والدي وافق لكن بشرط ان اعيد له كل الهدايا والمجوهرات وما صرفه علي والحمد لله تم الطلاق.
دائم الصمت
( ريم) وتعمل اختصاصية نفسية تحدثنا عن قصة زوجها وأسباب رغبتها في الطلاق بقولها: بدأت خلافاتي مع زوجي منذ شهر العسل وتحديدا يوم زفافنا، فقد وصل إلى الزواج وجلس بجواري في صالة الطعام لالتقاط الصور وكان يوزع ابتساماته هنا وهناك وكأنه قد أتى فقط ليؤدي واجباً عليه، كنت ككل عروس قد قضيت شهورا من التحضيرات لهذا اليوم المهم بحياة كل فتاة، صحيح أنه كان يكلمني من وقت لآخر ويأتي لزيارتنا لكن مشكلته الأساسية والتي كانت وما زالت تزعجني هي قلة كلامه لا بل صمته فهو دائم الصمت وكأنه في عالم آخر، وانا ايضا لا أحب الكلام دون فائدة أو فقط للثرثرة فأنا أعمل في عيادة نفسية أي أني لا ألتقي به الا ساعات قليلة وحتى تخصصي لم يساعدني على فهمه، لقد حاولت أن أشغل نفسي بعملي وبيتي صرت أتردد كثيرا على بيت أهله وأحاول أن أعرف من والدته عن طباعه وطفولته علني أصل إلى الحل وكنت أمني نفسي بأنه سوف يتغير حالما أنجب له طفلاً، لكن الله سبحانه لم يحقق لي تلك الأمنية ومرت سنتان انتقلت خلالها من طبيب إلى آخر حيث أكدوا لي بأن لا شيء يمنعني من أن أصبح أماً وكانوا يطلبون إلي أن يخضع زوجي للفحوصات لأني سليمة ولابد أن يفحص هو بدوره.
وها أنا الآن متزوجة منذ خمس سنوات من إنسان يشبه الصنم لا حياة فيه، صرت أشعر بالوحدة القاتلة لا أحد معي لأكلمه، الملل رفيقي الدائم أصبحت أبكي لأتفه المواقف، أبعد كل ما ذكرته هل يلومني أحد على طلب الطلاق فأنا مصرة عليه فقد استنفدت كل طاقتي ولم أعد قادرة على العطاء.
سريع الغضب
والتقيت (مريم) جامعية وتعمل في مدرسة أهلية التي أخبرتنا بأن زواجها تم في ظروف تقليدية، حيث تقدم زوجي السابق لعائلتي وسألوا عن أحواله ووجد والدي بأن الناس تتحدث عنه بالخير وبعد فترة خطوبة قصيرة استمرت شهرا تم الزواج وبدت الأيام الأولى جميلة وسعيدة وشيئا فشيئا تغيرت الأمور بعد موقف تافه حصل مع والدته حيث طلبت منه أن آتي الى بيتها لأن مجموعة من أقاربهم يزورونها وأنا كنت مرهقة بعد عودتي من الجامعة ورفضت الذهاب لبيتها عندها جن جنونه وأصبح يتلفظ بألفاظ مهينة استغربت موقفه ودرءا للشر ذهبت ارضاءً له واستمرت خلافاتنا بعد ذلك بصورة شبه يومية اكتشفت حينها بانه سريع الغضب ولا يتحمل بأن يناقشه أحد عندما يغضب وأصبح يختلق الأسباب ليترك المنزل ويبتعد عني وفي أحد الأيام ذهبت لزيارة أهلي بشكل اعتيادي وبدلاً من أن يأتي ليأخذني أرسل بورقة طلاقي لي دون أن يذكر الأسباب التي دفعته لهذا القرار، وتتساءل في نهاية حديثها من يحاسب طليقي لما حدث وما هو الذنب الذي اقترفته لأصبح مطلقة بعد كل ذلك التحمل.
الضرب والصراخ
أما (ع. س) فهي مطلقة للمرة الثانية ولم تكمل عامها الثالث والعشرين فتقول: في تجربة طلاقي الأولى لم أشعر بالظلم ولم أحزن على طلاقي، فزوجي الأول كان بلا قلب وبلا مشاعر وكان مقصراً جداً في واجباته الشرعية وقاسياً جداً ولا يتفاهم سوى بالضرب والصراخ حتى انه كسر لي ذراعي مرة، أما تجربتي الثانية فقد كان زوجي ليس كاملاً من الناحية الجنسية رغم أنه كان مقتدراً من الناحية المادية.
الزواج علم وفن
وفي طرح الموضوع على الأخصائية والاستشارية الأسرية نورة الصفيري قالت: بحكم عملي مع العديد من المشاكل الزوجية المترددة على المركز لدينا لمست الحاجة الماسة للرجال والنساء على حد سواء المساعدة والتوعية والتوجيه الصحيح في كيفية بناء علاقة زوجية ناجحة فعلى الرغم من أن العلاقة الزوجية هي أهم علاقة لمعظمنا إلا أنها أكثر العلاقات اضطراباً في حياتنا وذلك بسبب أننا نفترض أن السعادة الزوجية هي مسألة حظ أو قدر وليست مفاهيم ومهارات يجب أن نتعلمها ونكتسبها ونمارسها كل يوم لنحصل عليها مثلها في ذلك مثل أي مهارة أو فن أو علم وحرفة نتقنها، فعلى سبيل المثال متطلبات استخراج رخصة القيادة هي عشرة أضعاف متطلبات استخراج عقد الزواج فلكي يتعلم الشاب القيادة يجب عليه على الأقل أن يجتاز اختباراً للمهارات والقدرات قبل أن يبدأ بالفعل بالقيادة، إلا أن مجتمعنا يفرض علينا الزواج دون اجتياز أية اختبارات ولكن بحضور شاهدين وتوقيع على عقد النكاح عند مأذون الأنكحة لتصبح متزوجاً في دقائق.
وتضيف: فعلى أرض الواقع نحن قضينا سنوات طويلة في المدارس تعلمنا فيها كيف نقرأ ونكتب ونجمع ونطرح ولكن لم نتعلم المهارات الأساسية للنجاح في الحياة مثل كيف تعرف طبيعة مشاعرك وكيف تكون شخصاً تتمتع بالقبول الذاتي والثقة بالنفس لتبني علاقة إيجابية مع ذاتك والتي تعتبر القالب الذي يتشكل منه علاقاتنا الأخرى، كما لم نتلق أي معلومات مصاغة في مجموعة من المبادئ والأفكار على نحو منظم عما ينبغي أن تتسم به العلاقة الزوجية وما هو السلوك الذي يجب أن تتبعه في تلك العلاقة ولم نتعلم من أحد كيف نختار الشريك المناسب ولا كيف نكون أزواجاً إيجابيين وصالحين وما السلوك الذي ينبغي أن نتبعه عند الوقوع في المشاكل فلو فكرنا في ذلك قليلاً لوجدنا بأننا لم نتعلم ما هو الخطأ.
ومن هنا تبلورت لدي فكرة تصميم وإعداد دورة (إعداد المقبلات على الزواج) والتي تهدف إلى مساعدة الفتاة من هي في سن الزواج على الاقدام على الحياة الزوجية بطريقة مدروسة وصحيحة، فالفتاة المقبلة على الزواج يجب أن تعرف وتتقن ثلاثة أمور هي الأساس في بناء علاقة زوجية ناجحة:
٭ اكتشاف الفتاة ذاتها ومعرفة نقاط القوة والضعف لديها وتقبلها، فإذا كنا لانستطيع أن نتقبل ذاتنا ونحبها فلن نستطيع حب وتقبل شخص آخر (فاقد الشيء لا يعطيه) وتحديد وكتابة أهدافها بالحياة (الرسالة) تطبيقاً لمبدأ أن النجاح والسعادة بالحياة هما نتاج التخطيط والمثابرة وليس نتاج الحظ أو التخبط والتردد.
٭ ثانياً مساعدة الفتاة على معرفة وتحديد مواصفات وصفات وإمكانيات الشخص المناسب لها عن طريق تطبيقات وتمارين استكشافية خاصة بها لتصل لقرار نابع من الاقتناع الذاتي وليس من ضغوطات وقناعات الآخرين، وبعد ذلك تبدأ الفتاة في اكتشاف مراحل الخطوبة المتعددة وكيفية الاستفادة من كل مرحلة للوصول إلى القرار الصحيح.
٭ ثالثاً تزويد الفتاة بمهارات التواصل وحل الخلاف وفن بناء علاقة زوجية ناجحة بمشيئة الله وكان تفاعل الفتيات مع مضمون الدورة ممتازاً وإيجابياً ولمست فعليا مدى الحاجة الماسة للفتيات لمثل هذه الدورات لما يشعرن به من حيرة وخوف وتردد في اتخاذ أهم قرار بحياتهن.
وأردفت بقولها: الطلاق المبكر تجربة مؤلمة للفتاة والفتى على حد سواء فالجميع يريد زواجاً سعيداً ومستمراً وهذا ما تؤكده لنا الصفيري في نهاية حديثها وتقول: ولكن ما يحدث على أرض الواقع عكس ذلك حيث يتلقى الشخص المقبل على الزواج دروسه الخاصة عن العلاقة الزوجية من العلاقات الموجودة حوله مثل علاقة والديه أو أشقائه وحتى أصدقائه والمشكلة أن العديد من تلك العلاقات لا تصل للمستوى النموذجي الذي يستحق الاتباع، أو يطبق مبدأ التجربة والخطأ فيرتكب الأخطاء ويبدأ الكرة من جديد ولهذا السبب فإن معدلات الطلاق بارتفاع مستمر وأصبحت الأعلى بين حديثي العهد بالزواج.
وتوجه الصفيري للمتزوجين نصيحة أخيرة بأن يبدأوا في تقييم علاقاتهم بناءً على النتائج وليس المقاصد والنوايا فالنية والرغبة في علاقة زوجية سعيدة ليستا كافيتين للحصول عليها فيجب أن يبذل جهد أكبر للتخطيط للعلاقة والعمل على تحسينها والسعي لخلق علاقة زوجية يتمتع فيها الزوجان بالتقدير والاحترام.
ارتفاع معدل الطلاق
٭ وترى الدكتورة سلوى الخطيب وكيلة قسم الدراسات الاجتماعية بجامعة الملك سعود أن مسؤولية فشل العلاقة الزوجية لا تقع على عاتق فرد واحد فقط هو الزوجة أو الزوج ولكن هناك عدة عوامل اجتماعية أسهمت في ارتفاع معدلات الطلاق في المملكة منها:
٭ اعتقد أن السبب الرئيسي لمعظم مشكلاتنا الاجتماعية هي في بعدنا عن تطبيق مبادئ الإسلام الصحيحة فلو طبق كل منا المنهج الإسلامي القويم وخاف الله في تصرفاته لما حدثت المشكلات وارتفع معدل الطلاق، فالدين الإسلامي كفل للمرأة العديد من الحقوق إذ أعطى حق رؤية زوجها قبل الزواج وجعل موافقتها شرط أساسي لاتمام الزواج كذلك حث على حسن معاملة الرجل للمرأة ومساعدتها في أعمال المنزل والرسول عليه الصلاة والسلام خير مثال في ذلك، وحقها في المناقشة حيث كان الرسول يناقش زوجاته في الكثير من الأمور، كما وفي المقابل أعطى الإسلام للرجل حق القوامة لكن القوامة هنا تكليف وليست تشريفاً وأعطى له حق تعدد الزوجات مع اشتراط العدل بينهن ولكن للاسف الشديد سوء البعض استخدام القوامة ليتسلطوا على المرأة.
٭ طريقة الزواج المتبعة حيث تحرم بعض الأسر الفتى و الفتاة من رؤية أحدهما الآخر قبل الزواج رغم أن ذلك حق شرعي للطرفين، فمن خلال دراستي للطلاق وجدت أن بعض الزيجات تمت دون رؤية العروسين مطلقاً قبل الزواج لوجود التلفاز والفضائيات والسفر للخارج فأصبحت هذه الطريقة لا تتناسب مع العصر الحالي لذا اعتقد انه لو سمحنا للفتاة والتفى برؤية بعضهما الآخر قبل الزواج لخففنا من مخاطر الطلاق.
٭ عدم نضج أحد الزوجين أو كليهما وعدم تقديرهما لمسؤوليات الحياة الزوجية قد يكون سبباً في ارتفاع معدلات الطلاق هذه الأيام، فالزواج مسؤولية وتضحية وتنازلات من الطرفين ولكن الملاحظ هذه الأيام أن بعض الشباب والشابات لا يحترمون العلاقة الزوجية ولا يقدرون مسؤوليتها، فالفتاة تتمسك بالماديات وتتوقع من زوجها أن يلبي جميع رغباتها مثل والدها ولا تقدر الفارق العمري والمادي بين زوجها وأبيها، فأبوها لم يكن لديه الإمكانات المادية التي تتوفر لزوجها منذ 25 عاماً ولكن والدتها تحملت وضحت لتستمر الحياة لكن بعض الفتيات لا يقدرن ذلك، كذلك بعض الشباب يظل بارتباطاته ونظام حياته قبل الزواج ولا يقدر أن هناك شريكة حياة تنتظره في المنزل ولها حقوق عليه فالزواج شركة قائمة بين طرفين لابد من تعاونهما معاً لنجاحها واستمرارها.
٭ تنافر شخصية الزوجين: فمن أهم شروط الحياة الزوجية وجود الانسجام بين الزوجين والانسجام لا يعني تطابق شخصيات الزوجين، فقد يختلف الزوجان في شخصياتهما ولكنهما يتقبلان هذا الاختلاف ويحترمانه فتسير دفة الحياة، ولكن أحياناً يكون الزوجان جيدان ولكن يكون هناك نفور طبيعي من كل منهما للآخر مما يصعب استمرار الحياة بينهما ولا يرى أحدهما في الآخر إلا العيوب ففي هذه الحالة نجد أن المشكلات تحدث لأتفه الأسباب.
٭ تدخل الأهل: حيث يلعب الأهل دوراً في حدوث الطلاق فبعض الأهالي لا يحترمون خصوصيات أبنائهم وبناتهم ويتدخلون في كل صغيرة وكبيرة وهذا ما يؤدي إلى حدوث الكثير من المشكلات لحديثي العهد بالزواج.
٭ تغير نظرة المرأة لنفسها ولزوجها ولطبيعة العلاقة بين الجنسين، وعدم تغير نظرة الرجل لذلك فما زال الكثير من الرجال في مجتمعنا يرغبون في الاقتران بالمرأة المتعلمة والمثقفة، ولكن يتوقعون منها الطاعة العمياء ولا يقبلون منها أن تناقشهم في أي شيء بل تقول «سم ولبيك وحاضر» وهذا لا يتوفر لدى المرأة المتعلمة التي أصبحت ترى أن من حقها المشاركة في القرارات التي تهم أسرتها في حين يرى بعض الرجال ان القرارات الخاصة بالأسرة من اختصاصه لوحده فقط فتحدث المشكلات.
٭ المشكلات المالية: يلعب العامل المادي دوراً هاماً في حدوث مشكلات والمشكلات المالية لا تحدث دائماً لقلة الدخل والمصروفات، فنجد ان الكثير من الأسر دخلها مرتفع ولكن عليها ديون دائماً لشرائهم كماليات ترهق عاتقهم واستخدام بطاقات الائتمان التي يستسهلها البعض ويستخدمونها دائما فيرهقون أنفسهم بالديون في حين نجد البعض دخلهم محدود ولكن يديرون أمورهم المالية بتخطيط سليم.
عوامل التوافق الزوجي
وتوضح الدكتورة الخطيب معنى التوافق الزوجي بقولها انه التحرر النسبي من الصراع بين الزوج والزوجة والاتفاق النسبي بينهما على الأمور اليومية المتعلقة بحياتهما وكذلك المشاركة في العديد من الأنشطة وتبادل المحبة والاحترام، اما أهم عوامل التوافق والسعادة الزوجية فهي:
- التقبل والاحترام المتبادل بين الزوجين ووجود التقبل بين الطرفين واحترامهما لبعضهما الآخر.
- القدرة على تحمل المسؤولية وقيام كل فرد بالمسؤوليات والأدوار المتوقع منه أو منها، هناك توقعات مسبقة لدى كل منا عن الأدوار المتوقع من الزوج أو الزوجة القيام بها وقيام كل منا بهذه الأدوار وقدرتنا على تحمل المسؤوليات الملقاة على عاتقنا تساعد في تحقيق السعادة الزوجية.
- القدرة على التواصل بين الزوجين والمقصود بالتواصل القدرة على تبادل وجهات النظر وتفهمها واحترامها وأهم عناصر التواصل الجيد هي القدرة على التعبير بصراحة ووضوح عما بداخل الفرد من أفكار وآراء ومشاعر والإنصات الجيد وتفهم وجهة نظر الآخر واحترام رأي الآخر، فعدم توفر أي عنصر من العناصر السابقة يؤثر في القدرة على التواصل والتفاهم بين الزوجين.
- قضاء وقت الفراغ معاً والاستمتاع به سوياً فيجب أن يخصص كلا الزوجين أوقات محددة لقضاء بعض الوقت معاً لتبادل وجهات النظر والاستمتاع بالحياة معاً وتكون هذه الأوقات فرصة لتجديد المشاعر والأحاسيس والعلاقات من وقت لآخر، فأحياناً تأخذنا زحمة الحياة ومسؤولياتها فننسى أنفسنا وننسى الأفراد الذين نحبهم لذا يجب أن يحرص كلا الزوجين أن يعطي بعض الوقت للطرف الآخر ليعبر له عن مشاعره ويجددوا العلاقة بينهما.
- التخطيط السليم لميزانية الأسرة ومشاركة كلا الزوجين في تحديد المصروفات ووضع الأولويات في الصرف ووضع مدخرات دائماً.
- التقارب العمري والاجتماعي بين الزوجين فمن الصعب أن يكون هناك انسجام تام بين زوجين ينتميان إلى جيلين مختلفين كأن يكون أحدهما في مرحلة الربيع والآخر في مرحلة الخريف كما لابد أن يكون هناك توافق اجتماعي بين الزوجين حتى يمكنهما الوقوف على أرضية مشتركة تقرب من رؤيتهما للأمور.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.