وجهنا اليوم هو الكاتب الصحفي والشاعر محمد أحمد الحساني، الذي بدأ مشواره مع العمل الصحفي والإعلامي قبل نحو 30 عاما، منذ التحق بالعمل كموظف بالعلاقات العامة بتعليم منطقة مكةالمكرمة، ثم نقلت خدماته عام 1402ه إلى رابطة العالم الإسلامي، ليعمل رئيساً لتحرير جريدتها أخبار العالم الإسلامي الأسبوعية، وفي عام 1407ه عين مديراً لإدارة الصحافة والنشر بالرابطة. وكان بالإضافة إلى عمله الرسمي يتعاون مع عدد من الصحف والمجلات بكتابة المقالة الأدبية والاجتماعية والسياسية، كما تولى شؤون التحرير لجريدة «الندوة». وكان الحساني قد بدأ حياته معلما بالمرحلة الابتدائية، كما صدر له عدد من الدواوين الشعرية. التقيناه عبر زاوية «وجوه وشموس» لنلقي بعض الضوء على جوانب مختلفة من مسيرته وشخصيته، ربما لا يعرفها الكثيرون.. وفيما يلي نص الحوار. *في دفتر ذكرياتكم، ماذا تتذكرون من حكاية الزمان والمكان لطفولتكم؟ - أتذكر من حكاية ذلك الزمان طفولتي في حي جرول بمكةالمكرمة، وهو من الأحياء القديمة والعريقة والتي يمتد عمقها إلى ما قبل البعثة النبوية، ومن كان فيها من الطيبين وما كان فيها من تلاحم بين أهل ذلك الحي وكأنهم أسرة واحدة. *وجوه في الفصل الدراسي، ووجوه في زوايا الحي لازلتم تتذكرونها؟ - من الوجوه التي أتذكرها في الفصل الدراسي الدكتور سهيل قاضي الكاتب في جريدة «المدينة» ومدير جامعة أم القرى سابقاً، وقد زاملته في الصف السادس الابتدائي، والزميل هاني فيروزي رحمه الله، كما أتذكر في الحي أخي السيد فيصل عطاف وأخي وزميلي عمر داغستاني، وأخي محمد علي يوسف حافظ.. وغيرهم. *قصة أول عمل قمتم به؟ - المساعدة التي كان يقدمها الناشئة لذويهم في أعمالهم، وقد كنت الساعد الأيمن لوالدي في بقالتة الصغيرة في الحي، وأما أول عمل رسمي بعد تخرجي من معهد المعلمين فهو التدريس في إحدى مدارس مكةالمكرمة، وهي المدرسة الفيصلية الابتدائية. *قصة نجاح لكم تتوقفون عندها؟ - الحمد لله، أظن عندما التحقت بالصحافة متعاوناً حققت بفضله عز وجل نجاحات طيبة في مجال العمل الصحفي الميداني وفي مجال الكتابة الصحفية اليومية والأسبوعية، وما كان ذلك يحصل الا بتوفيق من الله عز وجل ثم بتقبل القراء الكرام والمجتمع لما كنت أطرحه من قضايا وآراء. *أبرز موقف مر عليكم؟ - أبرز موقف مر علي في حياتي عندما نزلت في فندق أنا وزميل صحفي آخر اسمه توفيق حلواني، وكان الفندق في مانيلا بالفلبين، ولما كان الوقت وقت غداء ولشعوري بنقص في السكر طلبت منه سرعة وضع الحقائب والخروج لأحد المطاعم ونسيت أخذ عنوان الفندق أو اسمه، فلما خرجنا من المطعم تهنا وضعنا في الشوارع الصغيرة المتشابهة في وسط مانيلا، واحترنا كيف نتصرف، فاستخدمنا عربة «الركشة»، وهي عربة يقودها رجل كبير في السن يحمل فيها السائحين وغيرهم، فطفنا جميع الشوارع التي نعتقد ان الفندق موجود فيها، لأن جوازاتنا وتذاكرنا وكل ما يخصنا موجودة في الفندق، وفجأة لمح صديقي حلواني لوحة كان قد رآها عند خروجنا من الفندق فاستبشر وقال: وصلنا، وهكذا انتهت المشكلة والموقف الطريف والمؤلم في آن وآحد. *شخصيات كانت لكم معها حكاية؟ - أول هذه الشخصيات أستاذي في المعهد، الصحفي الكبير نعمان طشكندي الذي أخذ بيدي وشجعني على نشر قصائدي في جريدة «الندوة» عندما كان مديراً لتحريرها في التسعينيات الهجرية، وأما الشخصية الثانية فهو الأستاذ حامد مطاوع الذي عينني محرراً متعاوناً في الندوة أيضاً، ومن تحت رئاستهم انطلقت في عالم الصحافة والكتابة. *حادثة عالقة في الذهن؟ - كنت خارجاً من المعهد عام 1388ه وكان ذلك في يوم الأربعاء، وهطلت الامطار بغزارة لم أعهدها من قبل، حتى كدت أن أفقد حياتي في السيول الجارفة، وسمي ذلك السيل ب»سيل الربوع»، واقتحم المسجد الحرام ووصل إلى نصف ارتفاع الكعبة فأخذ بعض الحجاج والمعتمرين من جنوب شرق آسيا يطوفون بالكعبة سباحة، ومواطير شفط المياه مركبة وموضوعة في أبواب الحرم لإزاحة المياه التي غمرته، وكان ذلك قبل تنفيذ شبكة تصريف مياه الأمطار في المناطق المحيطة بالمسجد الحرام. *كاتب يشد اهتمامكم؟ - الكاتب الصحفي عيسى الحليان، لما يضمنه مقاله من معلومات وأرقام وإشارات ذكية. *مقال أثار غضبا لم تتوقعه؟ - مقالة كتبتها بعنوان: «السبب من الأمطار»، سبب لي كثيرًا من المشاكل. *قضية مسكوت عنها لحد الآن؟ - مادام ان الجميع سكت عنها.. فلماذا أتحدث عنها أنا؟! *قضية جدلية لم تغلق ملفاتها بعد؟ - قضية «كارثة جدة» التي طالت التحقيقات حولها ولكن لم تتم تسمية مسؤول واحد عنها، وكل من حُقق معهم أو أدينوا كانت إدانتهم في مخالفات لا علاقة لها بالكارثة. *قضية أخذت مداولة أكبر مما تستحق؟ - قضية قيادة المرأة للسيارة، تقود أو لا تقود. *نهاية «الندوة».. هل كنتم تتوقعونها؟ وهل «مكة» كانت البديل الناجح؟ - نهاية «الندوة» لم نكن نتوقعها، وصحيفة «مكة» جريدة قوية ولكنها وجِدت في الزمن الضائع، الزمن الذي أخذت فيه الصحافة الإلكترونية حصة كبيرة على حساب الصحافة الورقية. *الكاتب.. ومساحة الحرية.. كيف تراها؟ - مساحة الحرية الحالية لا بأس بها، والكاتب الذكي هو الذي يستطيع استخدام هذه المساحة لخدمة المصلحة العامة بعيداً عن الأهواء الشخصية.