طالب مثقفون بضرورة التنوّع في اختيار أسماء المشاركين في أي مهرجان أدبي ثقافي، رافضين تكرار أسماء بعينها، ومشيرين إلى أن التكرار في أسماء المشاركين سيُفقد المناسبة حياديتها المطلوبة، وسيُسهم في ابتعاد المواهب الشابة التي تستحق الدعم والتشجيع. وقالوا في إجاباتهم على تساؤل «الأربعاء» حول ما ينتظرونه -بالتحديد- من مهرجان الشعر بنادي الباحة الأدبي في دورته الثانية والمزمع إقامته خلال الفترة المقبلة: إنهم يتأملون أن يراعي المهرجان هذا الأمر، وأن تشهد فعالياته حضورًا أكبر لأسماء متنوّعة، لأن ذلك -بحسب رأيهم- سيعطي المهرجان أبعادًا أشمل من الحيادية المطلوب توافرها في مثل هذه المناسبات الثقافية. يقول الشاعر أحمد الهلالي: نادي الباحة من الأندية السعودية النشيطة التي تهتم بالنتاج الأدبي والإثراء المعرفي سواء على مستوى الطباعة أو الملتقيات والفعاليات، ونتاجاته وحراكه خير شاهد. أما مهرجان الشعر العربي المرتقب، فأتوقع أن يكون قبلة لكل الشعراء والمهتمين بالشعر سواء بالحضور أم بالمتابعة، لتفاؤلي أنه يحمل ثراء يهم الوسط الشعري ومتذوقيه، وأما من ناحية اختيار المشاركين، فمادام النادي قد أعلن عن الملتقى وفعالياته وشروط المشاركة وآلياتها، وخضوع المشاركات للجان تحكيم تختار الأجود والملتزم بالشروط فهذا في رأيي كاف لأن نُحسن الظن بالقائمين على المهرجان، هذا من جهة التنظيم في شقه الرسمي، وأما من وجهة نظري الشخصية، فقد رأيت رئيس النادي الأستاذ حسن الزهراني بنفسه يوزع منشورات المهرجان وآلية المشاركة فيه على المشاركين في ملتقى مكة الخامس الذي أقامه أدبي مكة، بل وتحدث معي شخصيًا (كما تحدث مع غيري) حاثًا على المشاركة في البحوث الشعرية رغم اعتذاري لضخامة البحوث المطلوبة. وحقيقة الأمر أن وسطنا الثقافي لا يخلو من الاتهامات التي تصل أحيانا إلى التجني، فمن لا يُدعَى يرى أنه أحق بالدعوة من غيره، وهذا يدفعه إلى التذمّر وإلصاق التهمة بالمؤسسة، وفي ذات الوقت لا أبرئ أي مؤسسة ثقافية من سلوك بعض مسالك الإقصاء لبعض المثقفين ولكلٍ مبرراته، فمثقف يرفض المشاركة لموقف ضد المؤسسة، يتبعه طرديًا موقف إقصاء لذات المثقف وعدم السعي لإذابة جليد العتب. دور الصداقة والمحسوبية ويقول الشاعر ورئيس اللجنة الثقافية بأدبي جدة خالد الكديسي: المهرجانات الشعرية ظاهرة أدبية وإبداعية وشيء جميل يؤدي إلى زيادة الحراك الثقافي، ولكن مع شكرنا لجهود القائمين عليها وما يبذلونه من جهد ووقت لإنجاح هذه المهرجانات إلا أن تكرار بعض الأسماء الشعرية وفي أكثر من مهرجان ولا يفصل بينها سوى أسابيع أو أشهر قليلة أمر يدعو للوقوف عنده، فالأسماء الشعرية كثيرة وهناك أسماء شابة لم تُكتشف بعد جديرة بالمشاركة وأخذ فرصتها، ولاأعلم هل تدخل الصداقة والمحسوبية في اختيار الأسماء المشاركة أم هو البحث عن أسماء معروفة لغرض إنجاح الفعالية دون النظر لتكرار الأسماء؟؟. ويقول الشاعر محمد أحمد العسيري: كلي أمل أن ترتقي مهرجاتنا الثقافية لخدمة الأدب والإبداع بعيدًا عن التحزّبات التي تشوّه جمال الفعالية وتنفر الناس منها، ويجب أن يعي القائمون على المهرجان أنهم أمام تحد كبير لإثبات مصداقيتهم في اختيار الأجدر من الأسماء التي خدمت الشعر، وأرجو أن يُوفق نادي الباحة لهذه المهمة.. فالشعر يستحق الكثير. ويضيف الشاعر جابر الدبيش بقوله: ينتظر المثقفون من مهرجان الشعر العربي بأدبي الباحة في دورته الثانية أن يكون مواكبًا ومنافسًا لسوق عكاظ أولا وللحركة الثقافية على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي ثانيًا، وهذا يعم كل الأندية الأدبية في المملكة، ولا ننسى أن أدبي الباحة والطائف لديهما منافس قوي سنويًا وهو سوق عكاظ، وعندما يطرح النادي الأدبي في البارحة مهرجانًا للشعر العربي فلا شك أن الحدث كبير ولابد أن يكون على قدر المنافسة. فما ينتظره المثقفون من المهرجان أن يكون هناك تمازج بين جيل الشباب المبدع والأجيال السابقة بحيث يعطي دفعة معنوية لجيل الشباب في المشاركة، وألا تستحوذ الأسماء الأدبية المستهلكة على برامج المهرجان. ويصف الكاتب محمد ربيع الغامدي الحاضرين في المؤتمرات والملتقيات بأنهم فئتان، فئة الباحثين وفئة الضيوف، فأما الفئة الأولى فإنها تشارك بأبحاثها ضمن محاور جرى الإعلان عنها ووصلت إلى المهتمين بها الشغوفين بالمشاركة فيها، وتحظى غالبية البحوث عادة بقبول الجهات المنظمة، ولذلك تجد أن هذه الفئة تفرض وجودها بحسب القيمة التي تكتسبها أبحاثهم وبحسب قرب تلك البحوث أو بعدها عن محاور الملتقى ولا شأن للمحسوبيات هنا، أما الفئة الثانية فهي فئة الضيوف الذين يستدعيهم الملتقى لإثراء جلسات الملتقى بالمداخلات والتعقيبات والمراجعات وهؤلاء غالبًا ما يتم اختيارهم بناء على مكانتهم العلمية التي رفعت أسماءهم وهذه فئة حتى وإن لابس اختيارهم بعض المجاملة إلا أنها مجاملات غير ضارة لتساوي القامات بين من حضر ومن غاب. ومهرجان الشعر الذي سوف يستضيفه نادي الباحة الأدبي سيمر بنفس الوتيرة وستجد هناك أسماء كبيرة داخل المهرجان وستجد أيضًا أسماء كبيرة أخرى خارج المهرجان، ذلك يتوقّف على آليات الاختيار من ناحية وعلى ظروف المشاركين من ناحية أخرى وهناك نسبة من المجاملات مسموح بها دوليًا ونتمنى ألا يتجاوزها النادي. رئيس النادي يرفض! من جانبه، رفض رئيس أدبي الباحة الشاعر حسن الزهراني التعليق!. فيما أكتفى الشاعر علي الرباعي بقوله: أريد أن أقضى ما تبقى لي من الحياة في هدؤء وسلام. وتبعه الدكتور عالي القرشي والشاعر عبدالعزيز الشريف.