رحب أمنيون ومشائخ بالأمر الملكي بالمعاقبة بالسجن لكل من شارك في أعمال قتالية خارج المملكة والانتماء للتيارات والجماعات الدينية والفكرية وأكدوا أن أمر الملك كان صائبًا ويصب في مصلحة شباب الأمة ويأتي هذا الأمر انطلاقًا من مقاصد الشريعة الإسلامية في حفظ الأمة وحفظ وحدتها وتآلفها والبعد كل البعد عن التناحر والفرقة التي تشتت الأمة وتضعفها.. منوهين بدور خادم الحرمين الشريفين في الحفاظ على كيان الأمة وحرصه على وحدتها. وقالوا: إن هذا الأمر جاء استشعارًا منه -يحفظه الله- بما تعانيه أسر من فقدان أبنائها والتغرير بأبنائها في حروب طائفية بين جماعات متطرفة وذات عقائد مختلفة. وقال اللواء عساف القرشي مدير شرطة العاصمة المقدسة: إن أمر خادم الحرمين الشريفين جاء ليصب في مصلحة شباب هذا البلد عندما أحس أن هناك أسر فقدت شبابها بسبب من غرر بهم وحرضهم على الذهاب إلى مناطق النزاع والتناحر دون الرجوع إلى ولي الأمر وكما يعلم الجميع أن الذهاب لغرض الجهاد لايكون إلا بأمر من ولي الأمر وبعض الشباب للأسف انجرفوا خلف فتاوى تحريضية وخلف ما تتناقله مواقع التواصل الاجتماعي من هذه الفتاوى ومناهج وافدة تخطت الضوابط إلى عمليات تخل بالنظام وتستهدف الأمن والاستقرار الذي تعيشه بلادنا والحمد لله. وأشار إلى أن هذه الفتاوى التي تكتظ بها مواقع التواصل ألحقت الضرر بالشباب صغار السن الذين اندفعوا خلف هذه الفتاوى وراحوا ضحايا لأحزاب متناحرة وجماعات متنازعة مختلفة العقائد والمذاهب نسأل الله أن يكفينا الفتن وأن يحمي بلادنا منها ويديم علينا نعمة الأمن والاستقرار في ظل قيادتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني -حفظهم الله-. من جهته قال اللواء متقاعد يحيى بن سرور الزايدي: إن أمر خادم الحرمين الشريفين أمر صائب فهناك الكثير من الأسر التي عانت من خروج أبنائها أو أقاربها للمحاربة خارج حدود الوطن دون إذن شرعي يخول لهم الذهاب ولم يكن مسموحًا لهم بالخروج خارج حدود الوطن مما أضر بأسرهم وعرضهم للهلاك فهناك شباب يندفع للخروج خارج الوطن بدافع فتاوى تحريضية تغر بهم خصوصًا صغار السن وقاصري الفهم فيقعون في قبضة جماعات إرهابية وحزبية تقودهم للهلاك. وأضاف اللواء الزايدي: إن الانحياز لأطراف خارج الوطن بتشجيع ومساندة يعكس عدم الولاء للوطن ولولي الأمر ويعتبر خروجًا عن طاعة ولي الأمر وخروجًا عن النطاق الشرعي قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)، وقال: «نحن نشاهد مدى المعاناة التي تعانيها أسر سعودية جراء ذهاب أبنائها لمناطق القتال خارج حدود الوطن وقتل من قتل منهم وأصيب من أصيب وسجن من سجن وعذب من عذب، لذلك هذا الأمر الكريم من ولي الأمر جاء حفاظًا على المواطن السعودي بالدرجة الأولى ومنعه عن الانحراف والانجراف والانضمام إلى مجموعات لا تمت له بأي صلة من الصلات. الجهاد بإذن ولي الأمر من جهته قال الدكتور خالد بن أحمد بابطين عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى: «إن هذا الامر الملكي من خادم الحرمين الشريفين -وفقه الله- ينم عن إدراك للمسؤولية الكبرى الملقاة على المملكة العربية السعودية بشعبها وقيادتها حيث إن ما يحصل في بعض مواطن الصراع والاقتتال في البلدان المختلفة وجد بعض من أبنائنا الشباب من يقحم نفسه في ذلك بما يؤدي الى مخاطر جسيمة تعود على هذا الشاب وأهله وبالتالي على بلده». وأوضح أنه من المعلوم أن الجهاد في سبيل الله لايكون إلا بإذن من ولي الأمر على ما قرره أهل العلم والفقه بما يضمن المصالح والمقاصد الكبرى ولهذا نرى أن مثل هذه الأوامر الملكية تسير في السياق الشرعي بما لولي الأمر من مراعاة المصالح العامة للأمة وحفظًا على أبنائها وشبابها ومقدرات الوطن.