أما بعد: ماذا بعد ؟!

لا أدري عن ماذا أكتُب؟! - طرأ في بالي أن تصدُر الزاوية هذا اليوم بيضاء من غير سوء.. ليستفيد منها القارئ في كتابة أيّ شيء رقم هاتف، حُسبَة ديُون، تسجيلة بلوت، طلبات ربّة بيت لا زالت تنتظر الوظيفة، وفي أحسن الأحوال خربشة فتاة حسناء إلى حبيبها الوهمي؛ طرأ في بالي أن أكتب تحليلاً رياضيًّا عن مباراة كُرة قدمٍ لم تُقَم بعد! لكنّي تذكّرت بأنّ ثقافتي الرياضيّة (فالصو) وبأنّ المصطلحات الرياضيّة ستورّطني توريطة الرطيّان بالطائرة، طرأ في بالي أن أكتب عن توقّعاتي عن الطّقس هذا اليوم، لكنّي تذكّرت بأن طقسنا «مالوش أمان» يحتمل أيّ شيء في أيّ لحظة.. تَغْسِل سيّارتك تُمطر.. بعدها بقليل في الصيدليّة: عندك كمّام؟!! طرأ في بالي أن أكتب عن: فرس النهر في نهر (السين) العظيم، أو عن البطريق الذكر وكيف يمكن له أن يُحافظ على علاقته الدافئة بالأنثى رغم (الصقيع) الإسكيموي، طرأ في بالي أن أتفلسف وأكتب عن أيّام الأسبوع لماذا كانت سبعة أيّام؟! لماذا لم تكُن ثمانية مثلاً؟! ولو كانت ثمانية ماذا سيكون اسم اليوم الثامن؟! (الثمون) مثلاً؟! طرأ في بالي أن أذهب وأنقل لكم من مكان الحدث استعدادات القائمين على مهرجان (أم رقيبة)، لكنّي خشيت شماتة (أبو آسر) قبل شماتتكم، طرأ في بالي أن أكتب في هذه الزاوية قصيدةً عصماء أُنجزها بثلاث دقائق نكاية في تجّار الدجاج أو حتّى بالدجاج نفسه! - طرأ في بالي أن أطلي الزاوية بالحبر الأسود كَ ظِلّ.. لكنّي خشيت أن يذهب بها وبي التأويل إلى ما وراء الشّمس، فضلاً على أنّها ربّما لا تُجاز فيذهب تعبنا هدراً!؛ طرأ في بالي أن أكتُب عن الجرجير والخسّ والكوسة أو عن أيّ شيء تافِه في هذه الدنيا المعكوسة.. ويا زارع البصل احصد كووووسة!، طرأ وطرأ وطرأ لكنّي على يقين أنّ كُلّ ما طرأ على بال محدّثكم هو بشكلٍ أو بآخر أفضل وأحْفَظ لماء الوجه من الكتابة عن ما انكشَفَ في حلقة الرائع الذّائع: داؤود الشريان في ساعته (الثامنة) التي أظهرت فضائح إحدى كليّات الطبّ الأهليّة في البلد.. والتي اتّضَح أنّ طاقم تدريسها يضمّ (سبّاك ومبلّط) ورسومها على السعودي 70 ألفا بينما الأجنبي 40 ألفاً.. وأمين أمنائها دكتور تم استبعاده بسبب قضيّة طبيّة ليعود ويفتح لدينا (كليّة طبّ)!
أمّا بعد... ماذا بعد ؟!
والسلام.