سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الفيلم المسيء وحرية التعبير حادثة الفيلم المؤذي لمشاعر المسلمين والمسيء إلى أصحابه قبل أي أحد آخر، هي دليل جديد على ازدواجية الغرب وعلى انعدام وجود حرية الرأي والفكر لديه
تحت ذريعة حرية الفكر والتعبير، يمارس الغرب في كل الميادين، ازدواجيته البغيضة، فيبدو متحرراً من كل القيود في بعض الأحيان، خاضعاً لحرمة الخطوط الحمراء التي لا يعترف بوجودها أصلا، في أحيان أخرى. بعيداً عن المستوى الفني الهابط ورداءة الفكر وفجاجة الأسلوب التي تتخطى حدود السذاجة الممتزجة بأشد درجات الوقاحة والتجني، فإن المعايير الخاصة بمبادئ حرية الرأي والفكر والتعبير التي يقول الغرب إنه ملتزم بها، لم تكن تنطبق على الفيلم المؤذي لمشاعر المسلمين، والذي قام بإخراجه فنان فاشل يحمل الجنسيتين الأمريكية والإسرائيلية. حرية الرأي والفكر، وإن كانت تسمح بإخضاع كل شيء لمبدأ النقد، ولا تقف كحجر عثرة في وجه أية علامة استفهام، فإنها لا تمنح أحداً الحق في ممارسة الإساءة لمعتقدات الآخرين والسخرية منها، ولا تكفل لأحد الحرية في توجيه التهم للآخرين ولإدانتهم، حتى ولو كان الآخرون المعنيون هنا أمة تتجاوز في تعدادها المليار ونصف المليار إنسان. من ناحية أخرى فإن هذا الغرب الذي يمارس عنصريته ضدنا تحت ذريعة حرية الرأي والتعبير، هو نفسه الذي جعل من موضوع الهولوكوست خطاً أحمر لا تجوز مناقشة تفاصيله المعلنة، ومن ضمنها عدد القتلى اليهود الذين قضوا على يد النازي. الأمر الذي لا يعرفه الكثيرون، أن الغرب عاقب بعض المفكرين والمؤرخين - من بينهم الفيلسوف الفرنسي روجيه جارودي الذي اعتنق الإسلام - الذين قاموا ببحوث ودراسات خلصوا فيها إلى أن العدد المعلن لضحايا المحرقة النازية من اليهود، كان مبالغا فيه! هؤلاء لم ينكروا وجود المحرقة، لكنهم تجرّأوا فقط على التشكيك في عدد الضحايا، فكان من نصيبهم الحبس ودفع الغرامات المالية الباهظة ومصادرة الكتب التي قاموا بتأليفها، وبذلوا في سبيل ذلك مجهوداً لا يمكن تقديره بثمن! حادثة الفيلم المؤذي لمشاعر المسلمين والمسيء إلى أصحابه قبل أي أحد آخر، هي دليل جديد على ازدواجية الغرب وعلى انعدام وجود حرية الرأي والفكر لديه. المستعمرون لا يمكن أن يكونوا منصفين. [email protected]