برستيجي وأبَّهتي بعد دكترتي ..!

لقَد صَدَقَت العَرَب حِين قَالت: لكُلِّ "مَقامٍ" مَقال، وأُضيف عَلى مَقولتهم وأقُول: لكُلِّ "دَرجةٍ عِلميّة" نِظَام، ولكُلٍّ "برستيج" احترَام، ولكُلِّ "أُبّهةٍ" سَلام.. فبَعد حصُولي عَلى شَهادة الدّكتوراه، ومِن بَاب التَّفاخُر والفَشخَرة، بَدأتُ أُجهِّز نَفسي لأكون مَسؤولاً كَبيراً، أو مُديراً مُتسلِّطاً شِرِّيراً، لهَذا بَدأتُ أتأقلَم مَع اللَّقَب الجَديد، وأرسلتُ رسَائل لأصدقَائي -الأقَارب والأبَاعد- لكي يَلتزموا بالمَراسم العَرفجيّة الجَديدة، التي سأطرحها –هُنا- الآن:
أولاً: يُمنَع مَنعاً بَاتًّا الاتّصال المُباشر بِي، بَل قَبل ذَلك يَجب أن يُرسل مَن يُريد الاتّصال رسَالة؛ يُحدِّد فِيها مَاذا يُريد مِن الاتّصال، تَماماً مِثل اجتمَاعات جَامعة الدّول العَربيّة، التي تُقرّ جَدول أعمَالها قَبل اجتمَاعها، وبذَلك يَتحقَّق النَّجاح والفَائدة مِن الاتِّصال، ولَيس مِن الضَّروري الرَّد عَلى الرِّسَالة، فَقَد يُرسِل المُرسِل الرِّسَالة وأتجَاهلها؛ تَماشياً مَع "البرستيج الجَديد" لشَخصي غَير المُتواضِع..!
ثَانياً: عَلى أي صَديق مِن الأصدقَاء التَّقيّد بلَقب سَعادة الدّكتور، وألَّا يَرفع الكلفَة ويُناديني -مِن بَاب الميَانة- ب"أحمد" حَاف، كأي خَبّاز أو فَوّال، ومَن يُناديني باسمي مُجرَّداً مِن حَرف الدَّال؛ سأضطر إلى رَفع قَضيّة عَليه، أو كِتَابة تَعهُّد بعَدم تِكرار فِعلته، كَما فَعل ذَلك أحَد أصحَاب شَهادات الدّكتوراه المُزوّرة، فإذَا كَان المُزوِّر يَفعل هَذا، فاللا مُزوِّر أولَى بذَلك..!
ثالثاً: يَجب عَلى كُلِّ مَن يَتحدَّث مَعي أو يَكتب عنِّي؛ الابتعَاد عَن المزَاح والسُّخرية، التي تَجرح هيبة الشَّهادة، وتُقلِّل مِن "جَعفة" و"برستيج" الدّكْتَرَه، التي مَكَثْتُ سَنوات طَويلة أُفحِّط لأحصل عَليها..!
رَابعاً: يَجب أن تَكون أوقَات الاتّصال بِي؛ مِن تِلك الأوقَات المُعتبرة نظاما، وهي مَا بَين التَّاسعة صبَاحاً والثَّانية عَشرة ظُهراً، ومِن الخَامسة مَساءً وحتَّى التَّاسعة لَيلاً، أمَّا الاتّصال خَارج هَذين الوَقتين؛ فهو اخترَاق ل"خُلوتي" وتَشويش ل"وَقتي"، الذي يَجب أن أصرفه في طَلب العِلْم، والبَحث عَن المَعرفة..!
حَسناً.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: هَذه أنظِمَتِي، ومَن رَغِبَ عَنها فليَبتعد ويَتركني، وقَديماً قَالوا: أرْضهم مَا دُمتَ في أرْضِهم، ودَارهم مَا دُمتَ في دَارِهم، لذَا عَلى جَميع الأخوة والأخوات التَّقيُّد بالنّظام أعلَاه، ولَهم منِّي جَزيل الشَّكر والعِرفَان..!!!
تويتر: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com