سوف تبرهن أي قراءة متعمقة وشاملة- منذ عهد القائد المؤسس الملك عبدالعزيز- يرحمه الله- لجهود المملكة في خدمة الحرمين الشريفين وحجاج بيت الله الحرام، وتوفير كافة سبل الأمن والراحة لهم منذ أن تطأ أقدامهم الأراضي المقدسة وحتى عودتهم إلى ديارهم سالمين غانمين، وقد من الله عليهم بالحج المبرور والسعي المشكور- على أن الرسالة المناطة ببلادنا حيال هذه المهمة السامية والتشريف الذي شرف به المولى عز وجل تلك البقعة الطاهرة التي تهفو إليها أفئدة جموع المسلمين من كافة أنحاء المعمورة لا تقبل التفريط أو المساس بها، ولا تسمح بأي حال من الأحوال لأي كائن من كان بالعبث بمحتواها الذي يشكل أحد أهم الثوابت السعودية التي تضع أمن الحجيج وتوفير سبل الراحة والطمأنينة والسلامة لهم طيلة فترة تواجدهم على أرض المملكة على رأس الأجندة السعودية، وهو ما أمكن ترجمته من خلال المؤتمر الصحفي لسمو ولي العهد الذي عقد عقب جولة سموه التفقدية للمشاعر أمس الأول عندما أكد على أن إمكانات المملكة مسخرة لمنع إيذاء أي من الحجيج، وإعرابه عن تمنياته بأن يكون حجًا آمنًا مستقرًا ميسرًا يكفل كل ما فيه راحة حجاج بيت الله الحرام. هذه المهمة العظيمة والتكليف الشريف الذي اختص فيه البارئ عز وجل بلادنا عندما باركها بأن تكون أرض الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين ومهبط الوحي ومثوى رسول الله عليه الصلاة والسلام لا تترك مجالاً للتهاون في توفير الأمن والسلامة والراحة للحاج والمعتمر والزائر، وعدم السماح لأي أحد بإحداث فوضى أو مشاكل أثناء الحج، وهو ما عبر عنه سموه أيضًا خلال المؤتمر بالتأكيد على أن المملكة مستعدة لمواجهة كل الأمور مهما كانت وأنها ستستخدم الطرق السلمية في معالجة أي حدث أو فوضى وستضطر لمنعها إذا حدثت، الأمر الذي يعكس الاستعدادات والجاهزية والكفاءة التي تسبق بها حكومة خادم الحرمين الشريفين- حفظه الله- هذا الحدث الموسمي الهام، والتي تستعد بها مع نهاية حج كل عام لتستمر حتى بداية موسم حج جديد باذلة كل ما في وسعها لتوفير كافة العوامل والظروف لإنجاح هذه المهمة الشريفة بكل أبعادها الأمنية والصحية والإدارية والخدمية.