مَسرَحِيَّةُ الرَّمْلِ

اللوحةالأولى
يا حياةَ الرَّملِ،
أسألُ عنكِ،
في وجَعِ المَسافاتِ:
ارتحالَ الشَّكِّ في دمعِ الغُروبْ/
هَمْهَماتِ الطَّيفِ في وجْهِ الدُّرُوبْ/
عِشقَ آثارِ الخُطَا،
في خَصرِكِ المَعقُودِ في كَفِّ الرِّياحْ/
حَفْنةً ذُرَّتْ على صَدرٍ شَكا نَبْضَ الهَوى،
قبل الأوان/
جلسةً في كَونِكِ المَهجورِ،
بَثَّتْ في العُروقِ العِشقَ،
أعْطَتْ للعِناقِ الدِّفءَ
في الأرضِ الشَّتَاتْ.
***
اللوحة الثانية
يا حياةَ الرَّملِ،
ذا وطنُ الحَقيقةِ رَاعِفٌ،
ذي نشوةُ الحُمَّى
تُعَشْعِشُ في شرايينِ المكانْ.
الليلُ يَفقدُ عُمرَ شَهوتِهِ
ليَسهرَ في انتظارِ المُستحيلْ.
الفجرُ ضَاعتْ مِنهُ سحنَتُهُ
لِيَلبسَ زيفَ أيَّامٍ تَغيبْ.
هذا النَّهارُ أراهُ يَفتَرِشُ الظِّلالَ
ويَسألُ الغَادِينَ
عن طعمِ انتِصاراتِ السَّرابْ.
وأراهُ يَحكي المَاضيَ المَوشُومَ في كَفَّيهِ
للوَجعِ المُبعْثرِ في تَفاصيلِ الزَّمانْ.
***
اللوحة الثالثة
الطيرُ غنَّى المُفرداتِ المُعجَمةْ،
الرُّوح داعبَها الهَجينُ
فَضاعَ عالمُها الحَميمْ.
تِلك ابتساماتُ الصَّبايا
كان يَقطفُها الأثيرُ فَشُرِّدَتْ.
ضَوءُ الحَقيقةِ كانَ يَرقُصُ في الدُّجَى
فإذا بهِ في الفَجرِ مُنعَدمٌ ...
وتَعلُو ضِحكةُ الزَّمنِ المَريرْ.
***
اللوحة الأخيرة
يا حياةَ الرملِ،
ماضي الرِّيحِ يُشعلُ فِيَّ سَطوتَهُ
لأَنبُشَ فيكِ عن مَعنى الحَياةْ.