أمنياته ثلاث.. أن يسجد لله سجدة.. أن يضم والدته.. وأن يقلب صفحات المصحف لا يتحرك فيه سوى رأسه..! مشلول شلل رباعي.. منذ حدث له ذلك الحادث منذ ما يقارب السبعة عشر عامًا. ووالدته من تقوم بجميع احتياجاته... من بعد ذلك الحادث أصبح داعية اهتدى بفضل الله ثم بسببه الكثير من الشباب.. من أحبه الله جعل له القبول في الأرض وأحبه الناس تأملت في زواجه الذي حضره الألوف والكثير من الدعاة ومنهم من تجشم عناء السفر من بلدان مختلفة ورأيت من محبة الكثير والكثير له. ذلك الإنسان الضعيف القوي بإيمانه... وكما يقول (المعاق من حرم من طاعة الله عز وجل وليس المعاق معاق الجسد)!! عندما سُئل كيف يشعر بحياته؟ أجاب رغم أنني لا أستطيع حتى أن أحك وجهي ولا أشرب ولا أكل بنفسي... إلا أنني أشعر بسعادة لا يعلم بها إلا الله. أمنياته ثلاث هل تصعب علينا؟ لا والله ولكننا مكبلون... قيدتنا الذنوب... أيامنا تمضي هدرًا.... .. فمنا من لا يفتح المصحف إلا في رمضان... ومنا من يهجره شهورا وشهورا وأعواما...! أما العقوق فحدث ولا حرج... أما السجود... فالله المستعان..! إنسان.... لا يتحرك فيه سوى رأسه ولسانه يشعر بقمة السعادة والفرح. لا تراه إلا مبتسمًا راضيًا قنوعا شاكرًا لخالقه..! وكثيرا ما سأل الحاضرين من منكم من يشعر بالسعادة مثلي؟!!! فهو يشعر بمحبة الله له لأنه ابتلاه.. ويشعر بقمة السعادة والرضا والحبور!! وأُناس لديهم الصحة والمال والبنون. بل ويسكنون القصور. وكل ما يشتهون لا يستطيعون الاستغناء عن حبوب الاكتئاب والمسكنات والمنومات...! بل يلجأ بعضهم إلى الانتحار من شدة الضيق والاكتئاب والضنك! والملل الذي يشعرون به..! حقًا السعادة بمعية الله بمصاحبة كلامه... والسير على سنة نبيه... ولو كنت تسكن كوخًا وزادك كوب ماء ورغيف خبز يابس..! ويكفيك كنوزك الثمينة.. مصحفك وسجادتك... وقوة إيمانك.. وأسأل المولى وأن يرينا الحق حقًا ويرزقنا اتباعه والباطل باطلًا ويرزقنا اجتنابه نورة الرشيد - جدة