متعة كبيرة خلفها الهلال، وصنع حفنة من الأهداف كادت تزيد لولا حالة (التراخي) التي دخل بها الهلال في الشوط الثاني، وعاد النصر في الشوط الثاني، وكاد أن يعيد ذكريات قديمة (4/4) وكادت المتعة تكتمل لولا أن خليل جلال وهو (المكلوم) دوماً والمعني بفتيل المشاكل، وبالتأكيد (أجهض) كل المطالبات التي تنادي بعودة الثقة للحكم المحلي. خليل لم يعجب الهلاليين وهمش المنتصرين، وكذا الحال للنصراويين، وهم أكثر المستفيدين، من القرار غير المبرر عن طرد فيغارو، وهو ذات الحال الذي لم يعجب الاتحاديين في لقاء ديربي جدة، وشكا الشبابيون من أخطائه، والحال مماثل من الوحداويين، رغم أن جلال هو أفضل النتاج المحلي، وسيكون ممثلنا في المونديال المقبل، وكل الخشية أن تكثر أخطاؤه، ويتسبب في كارثة. والمعضلة الكبرى أن المتابع بات يعي ويعرف ماذا يدور حوله، وباتت القنوات ومحللوها يشرحون الواقع ويكشفون الأخطاء، ولم يعد هناك خافٍ، ومهما تحدث المعنيون في الأندية عن الأخطاء يظل الأمر (روتينياً) لا يسمن ولا يغني من جوع، وما ذنب الاتحاد أن يفقد بطولة لأجل أن ابو زندة لم يشاهد يد النزهان، ومن سيعوض إهدار جهد موسم بأكمله، لأنه من الظلم أن تشعر أنك (مستهدف) دون أن تستطيع استرداد ما سلب منك. شاهدنا خليل يصنع لنفسه (كاريزما) خاصة ولكنها خاطئة بكل المقاييس، فهو يلطف الأجواء، ويتغاضى عن طرد احمد عباس، والبرناوي، ويعوض بفعل مماثل للحارس الهلالي حسن العتيبي الذي تجاوز أدب الحوار مع خليل جلال، وترك الحبل على الغارب لفيقارو، وتسامح مع مرتكب الجزائية الأولى ليحتسب رجل الخط الجزائية وأفلت اللاعب من بطاقة مستحقة، وتساهل تماماً مع محاولة الإيذاء من ريان بلال مع الحارس الهلالي، وكل هذه الأمور لا تبقي لخليل أي كاريزما، أو شخصية تحكيمية، ولن يكون مقبولاً من الفرق المحلية حتى ولو أنيط له قيادة نهائي كأس العالم. في اللقاءات الكبيرة التي تجمع الاتحاد بالهلال أو النصر بالشباب، أو الأهلي بالاتحاد نشاهد أداء راقياً، وتقدماً كروياً لافتاً سوى أن (معضلة) التحكيم تقتل كل هذه المتعة، في ظل التطوير الذي تهب رياحه على الكرة السعودية، والمجهودات التي تقوم بها القيادات الرياضية لأجل الرقي بالكرة. وتخيلوا لو أن (الجهبذ) خليل تعامل بصرامة وأعطى كل ذي حق حقه، ماذا سيكون للهلاليين أو للنصراويين من مطالبات.. أقول فقط تخيلوا.. لأن مثل هذا الواقع (محال) والأيام بيننا.