هناك حوالى ثلاثة ملايين أسرة سعودية يكونون العدد الكلي لسكان المملكة البالغ عددهم قرابة سبعة عشر مليون نسمة ونصفالمليون ، وتملك حوالى 60% من هذه الأسر مساكن خاصة تتنوع بين المسكن الشعبي والفلل والشقق والأدوار والأقسام التي عليها بعض المسكن سواء كانت شعبية أو حديثة وذلك بحسب ما أوردته مصلحة الإحصاءات والمعلومات ضمن البحث الديمغرافي للسكان والمساكن في المملكة لعام 1428ه/ 2007م. ومعنى ذلك أن هناك حوالى 40% من الأسر السعودية لا تملك سكنا خاصا لها، وهذا ينفي ما أوردته جريدة الحياة في عددها الصادر يوم الاثنين الماضي على لسان عضو في مجلس الشورى ، حيث أشار إلى أن هناك نسبة 38% من السعوديين لا تملك سكنا خاصا، وأنا هنا لا أرد على عضو مجلس الشورى فله معلوماته لكني أتحدث من واقع الأرقام التي حملتها الدراسة الديمغرافية الرسمية الصادرة عن هيئة معنية بالإحصاءات والمعلومات التي تعتمد عليها الخطط والمشاريع التنموية . وأعود إلى موضوعي عن الأسر التي لا تمتلك مسكنا خاصا حيث من الطبيعي أن تزداد هذه النسبة إذا علمنا ان عدد السكان الذكور من السعوديين فوق سن الخامسة عشرة يكونون نسبة تفوق 60% من السكان يتوقع أن يكون على الأقل ربعهم في سن الزواج وتكوين أسر جديدة تزيد من عدد الأسر التي لا تملك سكنا خاصا وتذهب إلى الاستئجار مما يعني أن على الجهات المعنية في القطاعين العام والخاص النظر إلى هذه المشكلة بكل عمق حتى يتحقق للمواطنين الذين لا يملكون مساكن حلم امتلاك مساكن لهم وهي مشكلة لا يصعب حلها في بلد غني كبلادنا التي وصل عطاؤها إلى المحتاجين والمنكوبين في أرجاء الكرة الأرضية . «مسكن لكل موطن» هدف ليس مستحيلا على الإطلاق وقد ظهرت بوادره منذ تحقق فائض في ميزانية الدولة قبل عدة سنوات حيث خصصت مليارات الريالات لبناء مساكن للمواطنين في كافة مناطق المملكة وكلفت وزارة الشؤون الاجتماعية وقتها بمتابعة تنفيذ توجه الدولة لبناء مساكن المواطنين ، لكننا لم نلمس أي تحرك نحو تحويل ذلك التوجه من الاعتماد إلى التنفيذ ومحاسبة المتسبب في التأخير عن طريق لجنة لتقصي الحقائق كتلك التي أمر ولي الأمر بتشكيلها بعد كارثة سيول جدة وقدمت تقريرها بعد حوالى ثلاثة شهور لتمحو ما درجنا على إشاعته عند تكوين اللجان من أنه إذا أريد تعطيل أمر ما فيتم تحويله إلى «لجنة». إن بناء مساكن لحوالى مليون ومائة وعشر أسر ليس مستحيلا على الدولة ولا على أثرياء بلادنا ولا على محبي الخير فهناك بدائل غير بناء مسجد والتي يكلف بناء الواحد منها إنشاء عشرة مساكن فالمواطن المحتاج يريد سكنا يمتلكه ولو كان صغيرا ولنا في المؤسسات الخيرية كمؤسسة الملك عبدالله لوالديه ومؤسسة الأمير سلطان بن عبدالعزيز خير مثال على المساهمة الفاعلة في تحقيق حلم الآلاف من الأسر التي تتطلع وتحلم بامتلاك سكن خاص لها .. فقط نحن بحاجة إلى خطوة وعزيمة لتحقيق ذلك الحلم.