في مكتبتي المنزلية، إرث طفولة، بقايا من إعداد مجلة “سندباد” التي كانت أحد أهم مصادر المعرفة التي تربى عليها جيلنا، وأثرت في ثقافته وتكوينه. لقد فتحت هذه المجلة عين أجيال على القراءة وعبرت بهم إلى الكتاب، من خلالها عرفوا كامل الكيلاني ومحمد سعيد العريان ومحمد عطية الابراشي وحشد المربين الذين أسسوا لثقافة الطفل في العالم العربي. * دفعني الحنين إلى زمن جميل لأن أطوف بمكتبات كثيرة في جدة وبيروت والقاهرة عساني أجد فيها ما يمكن تقديمه من هذا النوع من القصص، لمكتبة مركز صحاري الثقافي الإسلامي، في محاولة لجذب أطفال حَيِّنا إليها، لكني كنت أسمع رداً واحداً من كل العاملين في تلك المكتبات. لقد انتهى عصر كتاب الطفل واختلفت المتطلبات، السوق اليوم للبلاي ستيشن وألعاب الفيديو، فنحن نعيش عصر (الكمبيوتر). وذهبت لأخذ عينة عشوائية من وسط قريب، لمعرفة كيف يتعامل أولادنا مع طوفان المعرفة الهائل الذي أتاحته ثورة الاتصالات، وكانت دهشتي، أن عشرين فتى وفتاة بين سن العاشرة والعشرين أسرى الكمبيوتر، يعيشون ساعات طويلة يومياً مع الألعاب الإلكترونية، كرة قدم وسباق السيارات ومع الألعاب الورقية منها لعبة البلوت، لا نصيب للقراءة عندهم. والحالة عربية ولسنا وحدنا. لذلك فإن باحثين ورجال تربية يخشون أن تتحول الحالة إلى إدمان، ويخشون أن يصبح إدمان الكمبيوتر إذا لم يحظ برقابة الأسرة، كإدمان المخدرات، خطر يهدد شباب المستقبل.