قبل كارثة سيول الأربعاء الأسود كانت جدة هي المدينة التي يُضرب بها المثل في تراكم المشاكل والعجز عن التعامل معها إلى درجة جعلت سكانها أقرب إلى اليأس. وجاءت الكارثة لتزيد الطين بلّة وتوسّع الخرق على الراقع ولتجعل أمانة محافظة جدة تقع في «حيص بيص» لا تعرف من أين تبدأ وكيف سينتهي بها الأمر مع توابع الكارثة بينما هي لم تنجز بعد كثيرا من المشاريع التي بدأتها لعلاج مشاكل جدة ما قبل الكارثة. وحتى لا يقع أهل جدة في مزيد من الإحباط فإن مدينتهم ليست هي المدينة الوحيدة التي عانت وتعرضت لأخطار كبرى فقد كشف تحقيق هامّ أجرته صحيفة التايمز اللندنية في 29 يناير 2009 من أن شاطئ «مليونيرات الجميرة» في دبي يتحوّل إلى بالوعة مقززة! الأمر الذي كان يُنذر بعواقب وخيمة ليس فقط على الناحية السياحية، إنّما على الحالة الصحية للأشخاص أيضاً. «لقد تحوّل اليمّ هنا لما هو أشبه بالبالوعة... والسباحة هنا تشبه السباحة في الحمّام». لذا فما تعاني منه جدة قبل الكارثة وبعدها سبق وأن عانت منه - وإن كان بقدر أقل - مدينة دبي، إلاّ أن الأخيرة استطاعت اليوم أن تعود، رغم الهزّة الاقتصادية التي تعرّضت لها، إلى سابق عهدها. وكان افتتاح برج خليفة الذي تضاعف سعر المتر المربع فيه إلى أرقام مذهلة في أسابيع قليلة، علامة لتعافي مدينة دبي. لذا فطالما توافر العزم والدعم والإدارة الناجحة فإن هناك أملا كبيرا في أن تستعيد مدينة جدة وجهها المشرق مجدداً لكي تكون بحق عروس البحر الأحمر الجميلة التي يعشقها أهلها ويقصدها المحبّون من كافة أنحاء البلاد. [email protected]