حذّر فريق تطوعي يضم أطباء وطبيبات، من وجود مياه شرب متغيّرة الطعم واللون والرائحة في المنطقة المنكوبة بحي قويزه، مشيرين إلى أن سكانه يعانون من طفح جلدي نتيجة هذه المياه الملوثة. وأكد الدكتور نواف الديجاني استشاري الأطفال تخصص حميات وأوبئة بمستشفى جامعة الملك عبد العزيز بجدة وهو عضو متطوع في مجموعة أصدقاء الدعوة التطوعية خلال عمليات الإغاثة الصحية بعد كارثة السيول : إنه لوحظ في بعض المواقع أن مياه الشرب تحمل رائحة ولوناً وطعماً غريباً، ويعود ذلك الى عدم مقدرة الأهالي على تحمّل تكاليف غسيل خزانات المياه، كما تمت معاينة حالات إسهال كثيرة لدى الأطفال، وأكثر عارض لوحظ حتى وقت قريب هو الطفح الجلدي، وذلك نتيجة البعوض والتلامس مع المياه الملوثة، وتابع “هناك تلوث كبير وانتشار للقمامة، ولم نر أي دور للبلدية في الرش للمبيدات!!”. من جهته أوضح الدكتور شادي خوندنة رئيس مجموعة أصدقاء الدعوة التطوعية "أن المجموعة بأطبائها وشرائحها المتعددة سارعت في الأسبوع الأول عقب السيول، بإجراء مسح ميداني عاجل للمنطقة المنكوبة بقويزة، وأرفق الفريق المكلف بالمسح في تقريره ملاحظة مهمة، وهي تردي الحالة الصحية لساكني المنطقة وندرة وجود الفرق التطوعية للإغاثة الصحية، بينما يتوافر هناك متطوعون آخرون يعملون على الإغاثة في الغذاء والشراب، ووفقاً لذلك تم الإجماع على أن دور المجموعة سيتمحور حول الإغاثة الصحية ولمنطقة قويزة تحديدا، وأضاف: "عقدنا اجتماعاً بمدير الشؤون الصحية بجدة الدكتور سامي باداوود، والدكتور عبد الله الزهراني مدير التموين الطبي، الذين أبديا تعاونا وإهتماما كبيرين، ودعما المجموعة بالإغاثة الصحية، حيث تم وضع خطة عمل، ومن ثم تم تشكيل ثلاث مجموعات بقيادة الدكتورة ماوية خفاجي أكاديمية في كلية الطب بجامعة الملك عبد العزيز كل مجموعة تتضمن ما لا يقل عن طبيبين واستشاري، وقامت الفرق الميدانية بعمليات الإغاثة منطلقة من سيارات إسعافية أمدنا بها الهلال الأحمر السعودي، وتم تجهيزها من قبل المجموعة وبدعم من الشؤون الصحية، وعاين الأطباء من خلال هذه الجولات مايقارب30 مريضا في الساعة الواحدة. بدوره أفاد المهندس محمد إسماعيل نائب رئيس المجموعة والمشرف على العمليات، أن التقرير الذي قدمه الفريق التطوعي للأطباء، ذكر استخلاصات مهمة ومن ضمنها "أن أكثر الحالات التي تمت معاينتها هي حالات مزمنة مثل الضغط والسكري وهذه الشريحة من المرضى كنا جاهزين لإعطائهم أدويتهم فوراً وبدعم من وزارة الصحة، كما أن هناك أمراضا حادة نتجت عن تلوث الجو في ذلك الوقت ومنها أمراض في الجهاز التنفسي وتردي حالات الربو، بالإضافة الى النزلات المعوية للأطفال والكبار أيضا، كما تم الكشف عن حالات كثيرة مصابة بطفح جلدي، نتيجة التلامس مع المياه الملوثة، عدا عن الإصابات والجروح، كما تم تحويل بعض الحالات للتنويم بالمستشفيات، وأكثر الأعمار التي إحتاجت الى الإغاثة الصحية، هم كبار السن والأطفال. وعن دور المجموعة التطوعية حالياً قال: بدأت المجموعات التطوعية ومنها مجموعة أصدقاء الدعوة، بالانسحاب من المواقع التي انطلقت للإغاثة منها منذ بداية الكارثة، وإعادة توجيه الجهود إلى مراكز الإيواء لتقديم الرعاية الطبية من خلال خطط عمل تم وضعها بالتنسيق مع الشؤون الصحية بالمحافظة.