نظمت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات(CITC) ، الجهة المنظمة لقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة ، ورشة عمل عبر الإنترنتبعنوان " تعزيز الجيل الجديد من تقنيات الأقمار الصناعية في المملكة العربية السعودية ''، وتم التركيز خلال هذه الندوة الإفتراضية، علىدور وأهمية الأقمار الصناعية كجزء لا يتجزأ من مسيرة التحول الرقمي للمملكة، بالإضافة إلى تسليط الضوء على الدور الحيوي لعمليات الاستثمار في تكنولوجيا الأقمار الصناعية ذات المدار الأرضي المنخفض (LEO). وقال المدير المفوض والشريك في بوسطن كونسلتينج جروب بي سي جي ثيبولت ويرل تتميز الأقمار الصناعية في المدار الأرضيالمنخفض، بقربها من الأرض بحوالي 50 مرة، مقارنة بالأقمار الصناعية في مدار الأرض المتزامن (GEO) ، بالإضافة إلى زمن انتقالأسرع وقدرات استيعابية وتغطية أكبر، ما يعزز أدائها فيما يتعلق بدعم الابتكار وتوفير فرص العمل وتمكين حالات الاستخدام وإحداث ثورةفي عالم الاتصال. على صعيد آخر، تساهم قدرات التغطية العالمية والاتصال بالنطاق العريض ذات زمن الوصول المنخفض، في مواجهةالتحديات الراهنة والمتمثلة في إمكانية الوصول الجغرافي والتكاليف الهائلة لتطوير البنى التحتية. واوضح ثيبولت ويرل ان رؤية السعودية 2030 تعتبر بمثابة مخطط إصلاح اقتصادي واجتماعي تحويلي فريد يهدف إلى إطلاق العنانللنمو وتنويع الاقتصاد وإثراء حياة المواطنين، حيث استطاعت تحقيق العديد من الإنجازات الاستثنائية وغير المسبوقة حتى الآن، عبر الارتقاءبجودة الحياة وتنمية القدرات البشرية وتحقيق مجموعة من برامج التحول الوطني. ومع ذلك، فإن إحراز مزيد من التقدم في هذا الإطارالاستراتيجي يعتبر أمراً ضرورياً، عبر توجيه الأقمار الصناعية في المدار الأرضي المنخفض للقيام بدور رائد في مجال تطوير خدماتالاتصال وتعزيز عملية التنويع الاقتصادي والمساهمة في توفير المزيد من فرص العمل مشيرا ان خدمات الاتصال من العناصر الحيوية ذاتالأولوية القصوى على جدول الأعمال الرقمي، كما توفر زيادة فرص العمل حيث توفير الوظائف للمواطنين أولوية قصوى في رؤية 2030،ومن المهم في هذا الإطار، التعرف على الدور الرائد للأقمار الصناعية منخفضة المدار LEO في تعزيز هذه العملية الحيوية للاقتصاد. فيأعقاب تقرير حديث صادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) والذي سلط الضوء على الفجوة في معدلات انتشار الإنترنت، حيث تبلغ 87 % في الدول المتقدمة، بينما تصل إلى 47% و 19% فقط في البلدان النامية والبلدان الأقل نمواً ، على التوالي. وعلى هذا الأساس كانتفكرة " إتاحة الاتصال للجميع " موضوعاً رئيسياً خلال قمة الرياض لمجموعة العشرين 2020. ومن المؤكد أن الأقمار الصناعية LEO، تمتلكالقدرة على سد فجوة الاتصال وتعزيز المبادرات التي تتمحور حول توفير فرص العمل. ويعتبر برنامج الهيئة السعودية للفضاء، أحد الأمثلةعلى ذلك، حيث تخطط المملكة لتوفير 2.1 مليار دولار أمريكي، للمساهمة في جذب الاستثمارات الأجنبية وخلق آلاف الوظائف للأجيالالقادمة من المواطنين السعوديين . ومن المتوقع بالتزامن مع النمو الذي تشهده المملكة العربية السعودية عبر كافة الصعد والمجالات، أن تلعب تقنية الأقمار الصناعية منخفضةالمدار LEO دوراً بارزاً في دعم نمو سوق خدمات الاتصال عبر الأقمار الصناعية. لذلك، يمكن للمملكة الاستفادة من التكنولوجياللاستخدامات التجارية والحكومية التي تقود طموحات رؤية 2030. وتظهر الدراسات، بناء على التركيز الحالي عبر مجالات التنويعالاقتصادي والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، أن القطاعات الثلاث التالية هي المستفيد المباشر من الحراك التنموي الجاري والمستمرالتكنولوجيا: يمكن للأقمار الصناعية في المدار الأرضي المنخفض أن تساهم في تعزيز عمليات التحول الرقمي للأعمال وتعزيز التوجه لتبنيتقنية إنترنت الأشياء (IoT) على نطاق واسع. على سبيل المثال، سيؤدي توفير اتصال ذو مستوى ممتاز لحقول النفط البعيدة إلى تعزيزقطاع النفط والغاز ، حيث تعمل تقنية الأقمار الصناعية منخفضة المدار LEO على تحسين القدرات الرقمية للشركات والنقل: يمكن لتقنيةالأقمار الصناعية منخفضة المدار LEO أن تساعد شركات النقل الوطنية على زيادات حركة الركاب، عبر توفير خدمات اتصال رائدة على متنالرحلات. كما يمكن أن تقدم خدمات الاتصال في المدار الأرضي المنخفض فرصاً هائلة في هذا الصدد، تماشياً مع التوقعات المستقبلية فيمايتعلق بانتشار المركبات ذاتية القيادة، الاتصال: عبر تقديم بديل يحد من استثمارات البنية التحتية ويضمن استمرارية الأعمال في حالة فشلالبنية التحتية الأرضية، ويمكن لتقنية الأقمار الصناعية منخفضة المدار LEO توفير خدمات اتصال محسنة، بالتزامن مع تمكين عملياتتطوير المدن الكبرى ودعم الأهداف الرقمية. يمثل مجال الأقمار الصناعية منخفضة المدار LEO منصة مثالية لدفع عمليات تحسين خدمات الاتصال والابتكار وتوفير فرص العمل فيالمملكة العربية السعودية. وستُمكن المملكة، بالتزامن مع الاستثمارات المستقبلية التي تتماشى مع أهداف رؤية 2030، من الاستفادة منالتكنولوجيا كمنصة لتحقيق النجاح المستدام في كل مجال من هذه المجالات وتلبية طموحاتها الوطنية.