الروسية لغة الروس لدولتهم المترامية الأطراف الممتدة على مساحات شاسعة من قارة آسيا وهي إحدى اللغات الرسمية الست في الأممالمتحدة ولغة العديد من الندوات والمؤتمرات الدولية، والروسية لغة الكتَّاب والشعراء الروس العظام ومنهم على سبيل الذكر: بوشكين وليرمنتوف، تورغينيف، دوستويفسكي وتشيخوف وكثيرون غيرهم، وهم غير معروفين للقارئ العربي كون مؤلفاتهم لم تترجم الى العربية ما ترتب عليه صعوبة للتواصل الثقافي بين الشعبين.. وقد سنحت الظروف الراهنة تقاربًا استراتيجيًا بين الأمتين العربية والروسية ففرضت العلاقات الروسية العربية أواصر قوية ازدادت روابطها خلال سنوات أخيرةً مضت بصورة واضحة على أوجه وأصعدةً عدة الاقتصادي منها والتعليمي، السياحي والتبادل الثقافي والتسليح العسكري.. ولا يخفى على الجميع مدى جدية الجانب الروسي بالارتماء بأحضان الوطن العربي لما يمتاز به من بعد جيوسياسية.. فحرصت على بناء أواصر تدعم حضورها في الوجود بأراضيه الجغرافية التي تمتد من سواحل الخليج شرقًا الى شواطئ الأطلس غربًا، منافسة بذلك المعسكر الغربي الذي تصدر حضوره عقود عدة دون منازع أو منافس وتظل فكرة التمدد الروسي مرحبًا بها تلقى رواجًا شعبيًا متسعًا. وقد حرصت المملكة على تنويع ثقافة الأجيال الصاعدة وإكسابهم مهارات جديدة تواكب المنحنى التصاعدي للقوى في القرن الحادي والعشرين فكان لقرار المملكة بإدراج تعليم اللغة الصينية ضمن المنهاج السعودي أصداء واسعة فرحبت الأوساط الاقليمية والعربية منها بالقرار باعتباره تحالف الأجيال القادمة مع المستقبل واستفادة استباقية من التنين القادم للسيطرة على الاقتصاد العالمي وخطوة تدعم سعي البلدين لتعزيز علاقاتهما على كافة المستويات.. وشهدت السنوات الماضية اقبالًا متزايدًا من شعوب العالم على اكتساب اللغة الصينية فنفوذها المتصاعد وبروزها كقوة اقتصادية عملاقة قد ساهم في تعزير الدافعية لتعلم الصينية.. ولازالت اللغة الروسية تنافس الصينية وتطمح أن يكون لها نصيب يضاهي الصينية بالإدراج التعليمي والقبول المجتمعي، فتبقى قناة روسيا اليوم شاهدًا على المساعي الروسية للمساهمة بتقليص الفجوة بين الأمة الروسية والعربية ومحاولة منها لجذب اهتمام المتابع العربي وإظهار الإرث التاريخي والمحتوى الثقافي لهم. ومن هذا المنطلق يتبادر إلى ذهني سؤال.. هل سنجد يومًا من الأيام إدراجًا للغة الروسية في مناهج التعليم أو كمادة اختيارية بالجامعات السعودية تنافس في مضامينها اللغة الصينية وتعزز دافعية تعليم اللغات للتلاميذ السعوديين؟.