قال تعالى في محكم التنزيل: (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا)، وأنزل المولى عز وجل سيدنا جبريل عليه السلام على المصطفى المجتبى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليدله يوماً على أول وقت الصلاة لكل فرض ويوماً ليدله على آخر وقت الصلاة لكل فرض. ومن مدة يُتداول عبر وسائل التواصل والإعلام دراسات تبين أن وقت صلاة الفجر فيه شكك أي الوقت الحالي وأنه متقدم عن الفجر، وهناك من العلماء من لا يؤيد هذه الدراسات، ووقع الناس في حيرة بين الفريقين، ومنهم من ذكر أن أي تعديل يثير بلبلة بين الناس. وواقع الخلاف دقائق معدودة ليس أكثر وممكن الخروج من الخلاف بالأخذ بالأحوط وهو تأخيرها لمدة عشر دقائق أو ربع ساعة ولن تخرج العشر دقائق أو ربع الساعة من وقت الصلاة وبهذا يكون توفيق بين الأطراف جميعها. وتبقى عندنا إشكالية إذا ما كان فعلاً هناك خلاف حول وقت صلاة الفجر، والإشكالية هي في وقت الإمساك للصائم خاصة في رمضان لأن صيام رمضان فرض وأهم من التطوع والاحتياط فيه أوجب، لذا نطالب بأخذ الدراسات والآراء التي ظهرت بعين الاعتبار وأن تسعى الجهات المختصة والمجامع الفقهية للعمل على الاتفاق مع بعضها البعض ودراسة وتحديد وقت الفجر بكل دقة لأن كثيراً من الناس أصبح عندها تشويش وعدم اطمئنان حول صحة صلاتهم ووقت الإمساك للصائم وليس هناك داعٍ للخوف من أن يؤدي الرجوع إلى الحق إلى إثارة بلبلة بل هي عودة للحق والصلاة لا تصح إلا في وقتها المحدد بين الأول منه والآخر، كما دلَّنا عليه الصلاة والسلام من رب العباد إلا برخصة أو عذر. وإذا ما أخذنا بالأحوط في الصلاة هل نأخذ بالأحوط في الإمساك للصائم حتى لو كان قبل وقته الفعلي؟. * رسالة: قال تعالى في كتابه الكريم مخاطباً سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم: (فبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ)، وفي سياق الآية تقرير من الإله الكريم عز في علاه أن الحبيب صلى الله عليه وسلم لم يكن ولا كان فظاً غليظ القلب، حاشاه، بل برحمة من الله جل جلاله لانَ لهم. والخطاب يفهم منه أن حبيب الله ومصطفاه ومجتباه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والله عز في علاه زكَّاه فقال (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) فهو صلى الله عليه وسلم لو كان فظاً غليظ القلب لانفضوا من حوله، فما بالنا بأنفسنا وبضعفنا وأننا لن نصل حتى لظفره صلى الله عليه وسلم، وماذا تكون وكيف تكون ردة الفعل علينا إذا ما كان منا النفر فظاً غليظ القلب، هل نستوعب ذلك وخاصة من فظَّت وغلظت قلوبهم حتى لو كانوا أزواجاً أو زوجات أو آباء أو أبناء أو مسئولين أو ما كانوا. وما اتكالي إلَّا على الله ولا أطلب أجراً من أحد سواه.