يحتل مشروع STEAM مساحة واسعة من النقاش في التعليم الاسترالي لم يهدأ صداه حتى هذه اللحظة. كلمة STEAM تعبر عن الحروف الإنجليزية لمواد العلوم والتكنولوجيا والهندسة والفنون والرياضيات في منحى تعليمي يستهدف دمج كل هذه التخصصات في مادة أو في فصل واحد يمكّن الطلاب من تصميم مشاريع إبداعية عبر عمليات معقدة من التفكير النقدي والبحث عن حلول عملية لمشكلات لا تزال قائمة على أرض الواقع. من ضمن المشروعات التي كان لي حظ الاطلاع عليها مشروع لمجموعة من طلاب الصف الخامس الابتدائي في ابتدائية Glen Waverley في مدينة ملبورن كان عبارة عن مشروع أولي يتضمن تصميم مزرعة للأسماك تهدف إلى إنتاج كميات تجارية من الأسماك دون الحاجة إلى تدمير محاضنها الطبيعية في المحيطات والبحار والأنهار. هذه المجموعة من الطلاب استخدمت في البداية بيانات إحصائية الأمر الذي اضطرهم للتعامل مع مسائل رياضية متقدمة، مروراً بدراسة علم أحياء الأسماك بحيث اطلعوا على الطرق المستخدمة لاستزراعه وزيادة إنتاجه، وصولاً إلى تصميم أحواض الأسماك المعدة للاستزراع بحيث روعي عند تصميمها الاعتبارات الهندسية مما يعني ربط الطالب بالهندسة في هذه السن المبكرة. السيد «بين والش» المشرف على فصل ستيم يقول بأن التعليم في أستراليا يعاني لتوفير معلمي STEAM بالمعنى الوظيفي، معلمون يملكون القدرة على الدمج بين كل هذه التخصصات العلمية والإنسانية المعقدة وتقديمها في قالب واحد يتضمن عمليات متتابعة من التفكير الإبداعي والنقدي وأسلوب تعليمي قائم على حل المشكلات حقيقة لا مجازاً. مدير المدرسة السيد «فرانك كتالانو» يقول بأن الكثير من المدارس في ولاية فكتوريا الاسترالية تتمنى تطبيقه لكن العائق المادي يبقى حجر عثرة في طريق هذه المدارس في الوقت الذي تحجم فيه الحكومة الاسترالية عن دعمه وتوفير الموارد المالية اللازمة لتنفيذه، ويضيف: «لا أظن أن مشروع ك(ستيم) سيقنع الحكومة في أستراليا بزيادة المخصصات التعليمية مشيراً إلى أن إنشاء فصل واحد استلزم منه صرف ما يقارب 300 ألف دولار أسترالي (800 ألف ريال تقريباً)». ليست الرغبة وحدها كافية في الوصول إلى تعليم تكاملي نخلص منه إلى دمج أكثر من تخصص في مادة أو في فصل واحد، بل في القدرة على تشكيل وصناعة عملية تعليمية تستدعي دمج كل هذه التخصصات في فصل واحد نسميه اليوم «STEAM».
